دولي

واشنطن تفشل بتمرير مشروع قرار أممي بإدانة حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي"

لم تحصل على أغلبية الثلثين المطلوبة لتمرير القرار

فشلت الولايات المتحدة بفرض مشروع قرارها الذي يدين المقاومة المسلحة في فلسطين، وعلى وجه التحديد حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، حيث لم تحصل على أغلبية الثلثين المطلوبة لتمرير القرار.

وحصل مشروع القرار الأميركي على تأييد 87 دولة ومعارضة 58 دولة وامتناع 32 عن التصويت. وفي المقابل تبنت الجمعية العامة مشروع قرار إيرلندي بأغلبية ساحقة حيث أيدته 156 دولة وعارضته 6 دول وامتنعت 12 دولة عن التصويت.

وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد" بعد انتهاء الجلسة قال السفير الفلسطيني، رياض منصور، "أعتقد أن هذا كان نصر كبير للشعب الفلسطيني بكل مكوناته. وقف العالم مع الشعب الفلسطنيني على الرغم من الغطرسة والابتزاز ولوي الأيادي وكل أشكال العمل المشين الذي أقدمت عليه الإدارة الأميركية لمحاولة إلغاء أسس الحل المتعارف عليها دوليا المبنية على العدل والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإنجاز الاستقلال لدولة فلسطين وعاصمتها القدس.

ثم أضاف "نجح الشعب الفلسطيني في الدفاع عن كل مكوناته مجتمعة في دحر العدوان  الأميركي الذي كان غرضه الأساسي تدمير الإجماع الدولي للحل، ليفتحوا الطريق أمام أمام صفقة القرن التي تكون جذورها وأساسها أفكار الرئيس (دونالد) ترامب". وقال منصور "العالم يعلم إن الحل لا يمكن إلا أن يكون على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ودفاعا عما ترمز إليه الأمم المتحدة والنظام  (الدولي) المتعدد. 

وكانت بوليفيا، بدعم من الجانب الفلسطيني، قد تقدمت بتعديل على مشروع القرار الأميركي، كتكتيك لإجبار الأميركان على سحب المشروع أو إضعافه لكن الجانب البوليفي سحب التعديل في اللحظة الأخيرة كي لا يحصل على نسبة الثلثين المطلوبة لتبنيه. ويشكل التصويت المؤيد وبأغلبية ساحقة للقرار الإيرلندي (قرار أوروبي) صفعة بوجه السفيرة الأميركية ورسالة واضحة أن المجتمع الدولي ما زال يؤمن بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة المتعلقة بحل الدولتين.

وقال رياض منصور سفير فلسطين للأمم المتحدة إن "بلاده ترفض التدابير العقابية التي تتخذها الإدارة الأميركية كنقل السفارة إلى القدس. وهي قرارات تشجع إسرائيل على الإفلات من العقاب". وأضاف "ما حدث في الجمعية جاء على أساس مواجهة لم تكن ضرورية. الهدف كان مجرد توجيه أصابع الاتهام بشكل صارخ"، وقال منصور "دور الجمعية تحقيق الحقوق المستدامة لعدد من القضايا المعقدة. العمل الأميركي يتعارض مع ذلك النهج. العنف والإرهاب جزء خطير من هذا النزاع ونرفض أي محاولة تختصر القضية الفلسطينية في قضية عنف وإرهاب فحسب، الأمر يتعلق بقضية أراض واحتلال وشعب يحرم من حقه ويحرم من العيش بسلام وكرامة في أرضه.

وقال منصور "هناك خطابات تساعد على أن تتنصل إسرائيل من مسؤولياتها. السبب الجذري لما يحدث هو الاحتلال والحصار المفروض على شعبنا"، ثم شكر جميع الدول التي رفضت مشروع القرار الأميركي.

وشهدت الجمعية نقاشات حادة، قبل التصويت على مشروع القرار الأميركي، حول طريقة التصويت. وفي العادة يتم تبني قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية بسيطة، أي خمسين بالمئة من الدول المصوتة زائد واحد. لكن يمكن لدول أعضاء في الجمعية العامة وباسم مجموعات بعينها اعتماد القرار، وفي حال كانت القرارات التي ستعتمدها تتعلق بالأمن والسلم الدوليين يمكنها أن تطلب التصويت بموجب مبدأ الثلثين.

ولاحظ الجانب الفلسطيني والدول الداعمة له أن الولايات المتحدة، وتحديداً سفيرة الولايات المتحدة نيكي هيلي، تمكنت من الحصول على تأييد عدد كبير من الدول حيث قامت بـ"جهود جبارة"، تراوحت بين الترغيب والترهيب، للضغط من أجل التصويت لصالح مشروع قرارها. وعارضت المندوبة الأميركية بشدة التصويت على مشروع بمبدأ الثلثين. لكن الجمعية العامة صوتت لصالح طلب الكويت، باسم المجموعة العربية، وبوليفيا وغيرها من الدول باعتماد مبدأ الثلثين للتصويت على مشروع القرار وبذلك تم إفشال الخطوة الأميركية.

 

هنية يشيد بموقف السلطة الفلسطينية في إفشال مشروع القرار الأميركي

 

وقد أثنى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، على جميع الدول التي اتخذت موقفاً مبدئياً ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية، ورفضت روايته الكاذبة، وتحدت الإرادة الأميركية المنحازة، على خلفية التصويت برفض مشروع القرار الأميركي بإدانة الحركة والمقاومة الفلسطينية.

واعتبر هنية في تصريح، صدر عنه ، أن هذا "إنجاز مهم للغاية بالنسبة للشعب الفلسطيني بمكوناته كافة، ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي انحازت إلى القيم والأعراف وصوتت ضد القرار"، وأعلن هنية كذلك، تقديره الجهودَ التي بذلتها السلطة الفلسطينية من خلال مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة رياض منصور، موضحاً أنّ "ما حصل في هذا المجال يؤشر على أن الهم الوطني قادر على توحيد شعبنا في مواجهة التحديات.

وعبّر رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" عن "الشكر للحاضنة العربية والإسلامية التي شكلت الظهير والسند لشعبنا، وتحركت طوال الأيام الماضية معنا لإفشال التوجه الأميركي الإسرائيلي"، مديناً في الوقت ذاته "المواقف التي عكست نفاقاً وانحيازاً للاحتلال والاستيطان والحصار وتهويد القدس وتدنيس المقدسات واعتقال الآلاف من أبناء شعبنا.

وبيّن أنّ "هذا الإنجاز السياسي لشعبنا ومقاومته يؤكد شرعية نضالنا ومصداقية روايتنا وفشل عدونا في إقناع الأسرة الدولية بسياساته العدوانية؛ لأن الإرهاب الحقيقي هو الاحتلال الذي يجثم على صدورنا وأرضنا ومقدساتنا.".

وكانت الرئاسة الفلسطينية، قد رحبت في وقت سابق ، برفض الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروعَ قرار أميركيا يدين حركة المقاومة الإسلامية "حماس.

وشكرت "الرئاسة"، الدول التي صوتت ضد مشروع القرار، بحسب ما ذكرت الوكالة الفلسطينية الرسمية "وفا"، مؤكدة أنها "لن تسمح بإدانة النضال الوطني الفلسطيني.

وأحبط أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساعي الولايات المتحدة لتمرير مشروع قرار يدين حركة "حماس.

وقبيل التصويت، وافقت الجمعية العامة على ضرورة حصول مشروع قرار واشنطن على غالبية ثلثي أصوات الجمعية، لاعتماده.وفي السياق ذاته، رحبت الرئاسة الفلسطينية، باعتماد مشروع قرار أيرلندي، يدعو إلى سلام دائم وشامل وعادل في الشرق الأوسط.

 

ارتياح فلسطيني لرفض مشروع القرار الأميركي 

 

كما عبر قياديون في فصائل فلسطينية عن ارتياحهم لفشل المشروع الأميركي لإدانة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في الأمم المتحدة.وقال القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، إن "فشل المشروع الأميركي في الأمم المتحدة يمثل صفعة للإدارة الأميركية، وتأكيداً على شرعية المقاومة ودعماً سياسياً كبيراً للشعب والقضية الفلسطينية.

من جانبه قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، إن "‏فشل مشروع القرار الأميركي في ‎الأمم المتحدة صفعة لأميركا وإسرائيل اللتين كعادتهما تروجان الأكاذيب من على المنصة الدولية.

من جهتها قالت حركة فتح على لسان الناطق باسمها في غزة، عاطف أبو سيف، إن "فشل مشروع القرار الأميركي فشل لكل سياسات واشنطن الظالمة بحق شعبنا. 

وأشار إلى أن "رفض العالم ودوله لصيغة المشروع الأميركي يؤكد على أن إدارة ترامب وحيدة في هذا العالم"، مشيراً إلى أن "المشاريع الهادفة لتصفية القضية الوطنية لن تنجح وأن شعبنا سيظل موحداً في وجه هذه المؤامرات.

وفي ذات السياق اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، فشل مشروع القرار الأميركي بأنه "يشكل ضربة قاسية للبلطجة الأميركية وللمجرم ترامب الذي كان شريكًا للاحتلال الصهيوني ولمحاولات تجريم المقاومة والنضال الوطني الفلسطيني.

 

من نفس القسم دولي