دولي

معلق صهيوني: كشف الوحدة الخاصة في غزة "كارثة"

أماطت "القسام" اللثام عن صور أعضاء الوحدة الصهيوينة

حذّر المعلق الصهيوني بن كاسبيت، من أن نجاح "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في الكشف عن صور أعضاء الوحدة الإسرائيلية التي تسللت إلى قطاع غزة قبل أسبوعين والوصول إلى تفاصيل تتعلق بالعملية ينطوي على مخاطر كبيرة.

قال كاسبيت، معلق الشؤون العسكرية، في تحليل نشرته النسخة العبرية لموقع "المونتور"، إنّ ما أقدمت عليه "كتائب القسام" يمثل "كارثة" ستدفع ثمنها الوحدات السرية الإسرائيلية التي تعمل خارج حدود إسرائيل، على اعتبار أن طرائق العمل التي تتبعها هذه الوحدات باتت معروفة.

ولم يستبعد بن كاسبيت أن تضطر إسرائيل إلى إدخال تحولات استراتيجية على طابع عمليات الوحدات السرية في الخارج التي تعمل في مجال جمع المعلومات الاستخبارية أو التي تضطلع بتنفيذ عمليات ميدانية.

كما حذّر من أنه في حال نجحت "كتائب القسام" في فك لغز المهام التي كلف بها أعضاء الوحدة الإسرائيلية وطرائق العمل التي اتبعوها، فإن هذا سيمثل ضربة للتفوق النوعي الذي تميزت به إسرائيل عن أعدائها.

ونوه كاسبيت إلى أن المواجهة بين "كتائب القسام" والجيش الإسرائيلي لم تنته، موضحاً أن "المواجهة العسكرية استُبدلت بحرب عقول استخبارية تقوم على توظيف كل أطراف الفضاء الإلكتروني والرقمي.

وأشار إلى أنه "نظراً لخطورة التداعيات التي تترتب على خطوة حماس، فقد أصدرت الرقابة العسكرية الإسرائيلية قراراً غير مسبوق يلزم وسائل الإعلام والجمهور الإسرائيلي بعدم إعادة نشر الصور التي كشفتها حماس أو التعقيب عليها، على اعتبار أن تجاوب الجمهور الإسرائيلي مع نشر الصور سيكون مقترنا بالكشف عن معلومات سرية أخرى ستمس بأمن الدولة القومي.

وأوضح أن "كتائب القسام" تحرص على إيصال رسائلها للجمهور الإسرائيلي من خلال استخدام اللغة العبرية، وذلك عبر تدشين قناة "تلغرام" وحساب "تويتر" بهذه اللغة، لافتاً إلى أن "الكتائب" أعلنت عن تدشين خط تليفوني "ساخن" لخدمة الإسرائيليين الذين لديهم معلومات استخبارية ومستعدين لتقديمها.

وبحسب كاسبيت، فإنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي حرص على منع "حماس" من الحصول على أية معلومات من خلال تدمير السيارة التي كان يستقلها أفراد الوحدة الخاصة بقصف جوي، إلا أن "كتائب القسام" تمكنت من العثور على معلومات ستوظفها الحركة في التعرف على المهمة التي كانت الوحدة تخطط لتنفيذها.

وأوضح أن كل المؤشرات تدلل على أن الوحدة الإسرائيلية عملت داخل قطاع غزة لفترة طويلة قبل انكشاف أمرها، لافتاً إلى أن أعضاء الوحدة تقمّصوا شخصيات أخرى من أجل تسهيل مهمة العمل في بيئة معادية.

وأشار إلى تمكّن "كتائب القسام" من العثور على مسدس مزود بكاتم صوت كان برفقة أحد أعضاء الوحدة. وأضاف أن "الكتائب" تمكنت من تحديد المنزل الذي استأجره أعضاء الوحدة في مدينة خان يونس، جنوب القطاع، والسيارات التي استخدموها في تحركاتهم.

ولفت الأنظار إلى أن الكشف عن صور أعضاء الوحدة الخاصة التي تسللت إلى القطاع يشبه الكشف عن هوية أعضاء وحدة التصفيات في جهاز الموساد، المعروفة بـ"كيدون"، الذين نفّذوا عملية تصفية القيادي في "حماس" محمود المبحوح في دبي، في يناير/كانون الثاني 2010

ونقل كاسبيت عن مصدر استخباري إسرائيلي قوله إن إسرائيل غير نادمة على إرسال وحداتها السرية إلى غزة، حيث أشار إلى أن مئات العمليات السرية تنفذ سنوياً وفي كل الجبهات التي تعني إسرائيل.

هذا وقد أصدرت الرقابة العسكرية الإسرائيلية سابقا، بياناً تحذيرياً موجهاً لعموم الإسرائيليين وليس للصحافة ووسائل الإعلام، من مخاطر" التعامل والتجاوب مع التفاصيل التي نشرتها "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، حول القبض على عملاء وأعضاء الوحدة الإسرائيلية التي تورطت في عملية التوغل شرق خان يونس، قبل أسبوعين، وانتهت باكتشاف الوحدة، ومقتل قائد القوة الإسرائيلية وإصابة نائبه بجراح بالغة، فضلاً عن استشهاد سبعة فلسطينيين.

ومع أن العملية المذكورة أدت إلى جولة تصعيد بين "حماس" وفصائل المقاومة من جهة وبين دولة الاحتلال انتهت بوقف إطلاق النار واستقالة وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلا أن تداعياتها لا تزال متواصلة بفعل التحقيقات التي أجرتها المقاومة في القطاع والتفاصيل التي نشرتها ، مع نشر صور لعناصر القوة الإسرائيلية ومن تعاون معهم والمشبوهين في التعامل مع الاحتلال في تنظيم توغل وتسلل الوحدة الإسرائيلية.

ووفقاً للتحذير غير المألوف، يبدو أن الرقابة العسكرية لدولة الاحتلال، مطمئنة جداً إلى تعاون وسائل الإعلام الإسرائيلية معها، لا سيما أن الأخيرة انضمت إلى تكريس التحذير، الذي وجه للمرة الأولى ربما في تاريخ دولة الاحتلال لعموم الإسرائيليين.

ووفقاً للتحذير الإسرائيلي، فإن على الإسرائيليين، الامتناع، عن تداول أي معلومة من المعلومات التي نشرتها "حماس"، أو محاولة التعرف إلى هوية الأشخاص الذين نشرت صورهم، أو السعي لتناقل هذه الصور عبر مجموعات "الواتس آب" وشبكات التواصل الأخرى، خوفاً من قدرات "حماس "على الوصول إلى هذه الشبكات واختراقها والوصول إلى معلومات إضافية حول هوية عناصر الوحدة الإسرائيلية، وربما أيضاً هوية المتعاونين معهم.

فيما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن حركته لن تسمح بتنفيذ "صفقة القرن" الأمريكية، مشددًا على أنها ستمنع ذلك من خلال "مقاومتنا المسلحة.

وقال هنية، من غزة عبر تقنية الفيديو كونفرنس خلال مؤتمر "الوحدة الإسلامية الـ ٣٢" المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران: "نريد بناء تحالف قوي واستراتيجي يجمع كل القوى لمواجهة التحديات المحيطة بالقضية الفلسطينية.

وجدد رئيس حماس التأكيد: "لن نسمح أن تمر صفقة القرن، وشعبنا خياراته مفتوحة للدفاع عن مقدساته؛ وعلى رأسها المقاومة الشاملة ضد الاحتلال، والوقوف سدًّا منيعًا ضد تصفية القضية.

تجدر الإشارة إلى أن مصطلح "صفقة القرن" تسمية متداولة إعلامياً، وتعبِّر عن مساعي واشنطن في عهد دونالد ترمب لإنهاء القضيّة الفلسطينية، وتتضارب الأنباء عن بنود هذه الصفقة.وأشار إسماعيل هنية إلى أن "المقاومة بأشكالها كافة ستظل خيارنا الاستراتيجي؛ لأنها تمثل إجماعًا وطنيًّا، وهي بوصلتنا الوطنية المعروفة.

وأردف: "لنا بوصلة واحدة؛ وهي تحرير الأرض وتأسيس الدولة الفلسطينية، فكل طرف يجتمع معنا في هذا الهدف فهو حليف معنا. 

وشدد على ضرورة تجميع الجهود العربية والإسلامية في خدمة القضية الفلسطينية وإعادتها إلى الواجهة وتجاوز مخططات تصفيتها.

وتابع هنية: "تمر القضية الفلسطينية بمرحلة خطيرة مع استمرار مشروع الاحتلال لتصفية القدس العدو الصهيوني ينفذ استراتيجية ومخططا لعينا ضد المسجد الأقصى والقدس.

وفي سياق آخر، أكد رئيس المكتب السياسي لحماس، أن المقاومة بأشكالها كافة هي التي تصنع الإنجاز الذي يفرح الشعب الفلسطيني به ويتوحد خلفها الجميع، مشيراً إلى أن الانتصار الأمني والعسكري والسياسي على العدو الذي حققته غزة سيكون له أبعاد استراتيجية في الصراع.

وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي "سيبقى هو العدو الوحيد مهما حاول البعض أن يهيئ له الاندماج، ولا مستقبل له على أرض فلسطين رغم كل محاولات التطبيع.

وقال هنية: إن قضية فلسطين تجمع ولا تفرق، ولا ينبغي أن تغيب في وجود الأزمات الداخلية في الدول العربية والإسلامية ويجب أن تبقى حاضرة..

ودعا القائمين على المؤتمر، إلى تبني استراتيجية إسلامية للتصدي للمخططات الإسرائيلية وتعزيز صمود الفلسطينيين في القدس والتصدي لتهويد المسجد الأقصى أو تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.

وطالب بضرورة التصدي لمحاولات تهويد المسجد الأقصى، وانتزاع" القدس من محيطها العربي والإسلامي، عادًّا أن "هذه المرحلة هي الأخطر على القدس والمسجد الأقصى.

 

من نفس القسم دولي