دولي
ليبرمان يرفض الحل السياسي مع حماس
اتهم نتنياهو بالهروب من المسؤولية وإلقائها على الآخرين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 نوفمبر 2018
• احتمال اندفاع نتنياهو لمواجهة ضد غزة لترميم صورته
• استطلاع: تراجع طفيف في قوة نتنياهو الانتخابية
أظهر استطلاع ثالث للرأي خلال الأسبوع الحالي، ومنذ إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، استمرار حالة عدم الرضا عن أداء الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو، لكنه لا يترجم إلى ساحة الفعل الانتخابي ضد نتنياهو، وبين استطلاع نشره موقع "معاريف"، صباح الجمعة، أن 70% من الإسرائيليين غير راضين عن أداء الحكومة ورئيسها خلال جولة التصعيد الأخيرة، وتأييدهم لمواصلة العمليات ضد حماس، وهي نسبة قريبة من نتائج استطلاعين آخرين أجريا منذ الثلاثاء، أشار أحدهما إلى أن نسبة عدم الرضا من أداء نتنياهو وصلت إلى 74% بحسب شبكة الأخبار الإسرائيلية الثانية، و69% بحسب استطلاع هيئة البث الرسمية كان.
الترجمة العملية لعدم الرضا عن هذا الأداء كانت مغايرة، ولم تتعد تراجعاً طفيفاً في قوة حزب الليكود الانتخابية. فبحسب موقع "معاريف"، فإن الليكود يحصل اليوم لو جرت الانتخابات على 30 مقعدا، بتراجع طفيف عن نتائج الاستطلاع السابق لنفس الموقع الذي منح الليكود 31 مقعدا، وتراجع بثلاثة مقاعد عن الاستطلاع الذي أجراه "معاريف" في يونيو/ حزيران، وحصل خلاله على 34 مقعدا.في المقابل، أشار استطلاع شبكة الأخبار الثانية إلى أن الليكود سيخسر مقعدا واحدا مقارنة باستطلاع أخير أنجزته، أي أنه سيحصل على 29 مقعدا مقابل 30 مقعدا في الاستطلاع السابق.
ويمكن عمليا القول إن هذا التراجع غير مؤكد، وقد يكون نتاج نسبة الخطأ الممكنة في هذه الاستطلاعات، أو أنه مؤقت بفعل تأثير الصدمة الإسرائيلية العامة من نتائج جولة التصعيد وتداعيات استقالة وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، الذي أشار استطلاع شبكة الأخبار الثانية أمس إلى تعزيز قوته بمقعد إضافي، ليحصل على 7 مقاعد مقابل 6 مقاعد يملكها حزبه "يسرائيل بيتنو".
وتشير النتائج إلى استمرار تعزيز قوة أحزاب اليمين ككل، وحزب الوسط "ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد، الذي حصل في استطلاع "معاريف" على 17 مقعدا، مقابل استمرار تراجع حزب "المعسكر الصهيوني" بقيادة زعيمة المعارضة تسيبي ليفني إلى أدنى عدد من المقاعد (11 مقعدا)، علما أنه يملك في الكنيست الحالية 24 مقعدا، وهو ما يؤكد انزياح الناخبين وانتقالهم لتأييد حزب يئير لبيد بدلا من المعسكر الصهيوني.
إلى ذلك يشير الاستطلاع إلى تعزز قوة حزب البيت اليهودي بقيادة نفتالي بينت، الذي يحصل على 12 مقعدا في الاستطلاع مقابل 8 مقاعد يملكها في الكنيست الحالية. أما حزب ليبرمان، الذي يكسب بحسب استطلاع شبكة الأخبار الثانية مقعدين، فإنه يرتفع، بحسب استطلاع موقع "معاريف"، مقعدا واحدا فقط، ويحصل وفق الاستطلاع على 7 مقاعد.
وتتراجع قائمة تحالف الأحزاب العربية مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي (القائمة المشتركة) من 13 مقعدا إلى 11 مقعدا، فيما يحصل حزب "يهدوت هتوراة" الحريدي على 8 مقاعد. أما حزب كولانو، الذي يتزعمه وزير المالية موشيه كاحلون، ويملك حاليا 10 مقاعد، فيتراجع، بحسب استطلاع "معاريف"، إلى 7 مقاعد، فيما أعطاه استطلاع شبكة الأخبار الثانية 8 مقاعد. ويحصل "الحزب الجديد" لأورلي أبو كسيس ليفي على 6 مقاعد (مقابل 5 بحسب استطلاع شبكة الأخبار الثانية)، كما يحصل حزب اليسار الصهيوني ميرتس على ست مقاعد. ويتراجع حزب شاس بقيادة أريه درعي إلى خمسة مقاعد.
وتشير نتائج الاستطلاع الجديد لموقع "معاريف" إلى تكريس حزب الليكود باعتباره الحزب الأكبر القادر على تشكيل ائتلاف حكومي قادم في إسرائيل بعد الانتخابات، مع ائتلاف يتمتع بتأييد 75 عضوا، في حال انضمت أورلي ليفي أبوكسيس التي انشقت أصلا عن حزب ليبرمان.وتكتسب هذه النتائج أهميتها لكونها تنشر في أوج أزمة سياسية داخلية في الحكومة الإسرائيلية، ستؤدي على ما يبدو إلى تبكير موعد الانتخابات النيابية العامة، مع ترجيح بأن تجرى الانتخابات المبكرة في أحد موعدين، إما في 12 مارس/ آذار، أو في 21 مايو/ أيار.
إلى ذلك واصل وزير الأمن الإسرائيلي المستقيل من منصبه على خلفية قبول الحكومة الإسرائيلية باتفاق وقف إطق النار، أفيغدور ليبرمان، الدفاع عن قراره بالاستقالة، مع اتهام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالرضوخ لـ"حماس"، وشراء الهدوء مقابل المال من جهة، والتهرب من اتخاذ قرار بالحسم ضد الحركة.
وقال ليبرمان، في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه قرر الاستقالة بعدما رفض "الكابينت" الإسرائيلي خطته لحسم المعركة ضد "حماس"، ولأنه لم يحظ بدعم من رئيس الحكومة في هذا الاتجاه، بل إن نتنياهو رفض تقويض سلطة "حماس" وفضل إدارة مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة..وكشف ليبرمان عن أنه اقترح خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية المصغرة، توجيه ضربات جوية مكثفة ضد أهداف ومعاقل "حماس"، دون الحاجة إلى توغل بري أو عمليات برية، إلا أنه تم تجاهل اقتراحه، وقد توصل إلى قرار الاستقالة، بعدما بث المقربون من نتنياهو في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ليبرمان وافق على اتفاق وقف إطلاق النار.واعتبر ليبرمان أن سياسة نتنياهو هي الرضوخ للإرهاب قائلا للصحيفة: "هذه حقائق على الأرض، لا يمكن إدارة استراتيجية أمنية لدولة إسرائيل من خلال شراء الهدوء، تمكن حماس أيضاً من مواصلة بناء قوتها العسكرية. حماس مسلحة بدرجة أكبر وأشد قوة من الماضي من حيث عدد المقاتلين في صفوفها، ومن حيث حجم ترسانتها الصاروخية، أكبر بكثير مما كانت عليه قبل حملة الجرف الصامد.