دولي
وقف متزامن ومتبادل لإطلاق النار في غزة
القرار الحالي يعني الاتجاه نحو مزيد من التصعيد الميداني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 نوفمبر 2018
• 13 شهيداً خلال يومين من العدوان على غزة... وفصائل المقاومة ترد
• متحدث باسم "حماس": لن ينعم الإسرائيليون بالأمان طالما استمر العدوان
أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، التوصل لاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية يقضي بتثبيت وقفت إطلاق النار، وذكرت في تصريح مقتضب أن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به "العدو الصهيوني"، وقال مصدر في المقاومة لـ"العربي الجديد" إن الاتفاق تبادلي ومتزامن، وإن الفصائل سترد فورا على أي خرق إسرائيلي، وأشار المصدر إلى أن تأخر الإعلان عن التهدئة جاء نتيجة لطلب الاحتلال وقف الصواريخ أولا، وهو ما رفضته فصائل المقاومة التي اشترطت تبادلية وتزامنية وقف إطلاق النار.
وقبيل القرار بوقت قليل، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أنه في حال توقف الاحتلال عن عدوانه فيمكن العودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار.
وقال هنية في بيان مقتضب: "المقاومة دافعت عن شعبها ونفسها أمام العدوان الإسرائيلي، وشعبنا الفلسطيني كعادته احتضن المقاومة بكثير من الصبر والفخر"، وجاء القرار الإسرائيلي في ظل أنباء متضاربة عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أممية ومصرية، لكن الكابينت الإسرائيلي قرر عدم التعاطي مع المساعي الدولية، وفقا لقرار سابق، كان أعلنه مصدر إسرائيلي قال فيه إن حكومة الاحتلال لا تتجاوب مع المساعي الجارية للتوصل لوقف إطلاق النار، وأشارت مواقع إسرائيلية إلى أن القرار الحالي يعني الاتجاه نحو مزيد من التصعيد الميداني، في الوقت الذي أبدت فيه فصائل المقاومة استعدادا للتوصل لوقف لإطلاق النار.
يأتي ذلك في وقت طالب فيه وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، بعثة دولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، بالتقدم بطلب عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين؛ "لبحث تطورات الاعتداء العسكري الإسرائيلي بحق شعبنا في قطاع غزة ومؤسساته وبناه التحتية، المستمر منذ يومين، والذي أودى بحياة العديد من أبناء شعبنا من الشهداء وعشرات الجرحى، بالإضافة لتدمير عدد كبير من البنايات السكنية، وبنى تحتية أخرى بالإضافة لمؤسسات إعلامية وأكاديمية وغيرها".
• 13 شهيداً خلال يومين من العدوان على غزة... وفصائل المقاومة ترد
وارتفع بذلك عدد الشهداء إلى 13، خلال اليومين الأخيرين، سبعة منهم اغتالتهم وحدة إسرائيلية خاصة، وسط تحذير فلسطيني من التمادي بالعدوان، واستشهد الشاب الفلسطيني مصعب حوس (20 عاماً)، وأُصيب اثنان آخران شرقي مدينة غزة، في قصف مدفعي إسرائيلي، وسبق ذلك، استشهاد الشاب خالد رياض أحمد السلطان (26 عاماً) وإصابة مواطن آخر، عقب قصف إسرائيلي استهدف أرضاً زراعية غربي بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وردّت فصائل المقاومة الفلسطينية، على القصف الإسرائيلي، من خلال غرفة العمليات المشتركة، بإطلاق مئات الصواريخ على الأراضي المحتلة، والمناطق المعروفة باسم "غلاف غزة" (المستوطنات والمواقع العسكرية المحاذية للقطاع).ودوّت صفارات الإنذار في مناطق مختلفة، منها عسقلان التي وسّعت المقاومة من خلال استهدافها المتكرر، دائرة الرد على العدوان.
وقال مصدر في المقاومة الفلسطينية لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفصائل استهدفت الأراضي المحتلة ومستوطنات الاحتلال بأكثر من 420 صاروخاً وقذيفة، حتى الآن"، مشيراً إلى أنّها "ستواصل تصديها للعدوان، وستتعاطى ميدانياً مع التدرج الإسرائيلي بالتصعيد".
وتميّزت هذه الجولة من رد المقاومة، بإطلاق صواريخ على هيئة "رشقات" متتالية، وهي ذات مفاعيل وتأثيرات أكبر من الصواريخ المنفردة، لا سيما أنّها أتت بشكل جماعي من كل قوى المقاومة الفلسطينية.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء الماضي أوضح عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، في تغريدة على "تويتر"، أنّ الحركة تجري اتصالات عاجلة مع عدة دول عربية وإسلامية وغربية، ومنظمات دولية، من أجل إدانة ووقف التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، وأوضح أنّ "تلك الاتصالات تأتي لإدانة ولجم التصعيد الصهيوني ووقف عدوانه المتواصل على شعبنا في قطاع غزة، واستهدافه المدنيين العزل".ولم يذكر الرشق المزيد من التفاصيل حول تلك الاتصالات أو تحديد الدول التي تم التواصل معها أو نتائج الاتصالات.
• ساعات غزة القاسية: ترقب للقادم وإغلاق كامل للمحال والمدارس
هذا وتترجم مشاهد القلق والركود التام التي تشهدها غزة، حجم الساعات القاسية التي يعيشها أكثر من مليوني مواطن من اللحظة التي بدأت فيها موجة التصعيد منذ ليل الإثنين الماضي محالّ مغلقة وشوارع خالية من الحركة، وحتى مدارس وجامعات ومؤسسات مغلقة، بعد تعليقها الدوام حتى إشعار آخر.
ما يشبه الحركة في غزة، كان لمواطنين استيقظوا على قصف منازلهم وتضرر مساكنهم ومحالهم جراء التصعيد الأخير، والذي لجأت فيه الطائرات الإسرائيلية لقصف الأحياء السكنية، فتجد هؤلاء يتحسسون بقايا ما خلفته الصواريخ الحربية. وتبرز صورة لمواطنين يحاولون لملمة ما تبقى من حاجاتهم ومتاعهم، وآخرين يحاولون إزالة شيءٍ من الركام.
وتلاحظ حالة الترّقب لدى الغزّيين لما قد تؤول إليه موجة التصعيد الأخيرة، في المحال المغلقة والشلل الذي أصاب الحركة التجارية، وحتى التعليمية، فقد أعلنت مختلف المؤسسات التعليمية في غزة، تعليق الدوام أيضاً، منذ الليلة الماضية بعد اشتداد القصف الإسرائيلي على مختلف المناطق في القطاع.
كما علّقت مختلف المؤسسات الحكومية عملها، باستثناء وزارة الصحة ومراكز الرعاية الأولية والتي أعلنت حالة الاستنفار في طواقمها العاملة، للتعامل مع موجة التصعيد التي تشهدها غزة، بعدما استشهد 5 مواطنين جراء القصف الأخير، وأصيب نحو 10 آخرين، بفعل القصف العنيف والمستمر على القطاع.
ويزيد على ذلك التوتر، ما أفضى إليه قرار الاحتلال حيث قرر إغلاق بحر غزة أمام حركة الصيادين بشكل كامل ومنعتهم من الاقتراب من البحر وأرجعتهم إلى الشواطئ، وذلك في أعقاب التصعيد المستمر وموجة القصف المتبادل بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
وتنتشر بعض الحواجز الأمنية على مفترقات غزة، إضافة إلى سيارات الإسعاف والدفاع المدني، في مشهدٍ يترجم القلق والترقب الذي يعيشه القطاع، وهو المشهد الذي ربما لم يحدث في موجات تصعيد سابقة، لكن القصف العنيف واشتداده في هذه المرة، دفع تلك المشاهد لتكرارها كما حصلت في الحروب الثلاث المدمرة على غزة أعوام 2008 و2012 و2014.
واستشهد 5 مواطنين في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت خلالها منشآت سكنية ومؤسسات مدنية وإعلامية، وأصيب نحو 10 آخرين، منذ بدء موجة القصف المتبادل بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال والمستمرة منذ الليلة الماضية، كما أعلنت إسرائيل مقتل مستوطنين وإصابة العشرات بفعل قصف المقاومة لمناطق غلاف غزة بمئات الرشقات الصاروخية.
ووسعت المقاومة الفلسطينية دائرة الرد على العدوان الإسرائيلي، بعدما عمد الأخير لقصف المنشآت المدنية في غزة، واستهدفت مناطق أبعد من "غلاف غزة" برشقات صاروخية. ونشرت "فضائية الأقصى" مقطع فيديو يوثق لحظة استهداف الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، أمس الاثنين، حافلة جنود إسرائيلية في منطقة أحراج مفلاسيم شرق جباليا، شمال قطاع غزة، بصاروخ موجه من طراز "كورنيت".
وأحدث هذا الفيديو حالة من الفرحة والبهجة في أوساط الغزّيين، لا سيما أنه يأتي رداً على الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين، وتوسيع جيش الاحتلال لدائرة استهدافه الأخيرة للقطاع، بعد فشل عملية تسلل قوة خاصة إسرائيلية إلى جنوب قطاع غزة، واشتباكها مع المقاومة الفلسطينية والتي أودت إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة آخرين، ومقتل جندي وإصابة آخر، ليلة الأحد الماضي.
إلى ذلك، تتحدث الأوساط الفلسطينية عن فشل مباحثات التهدئة والتي تجريها أوساط أممية ومصرية وقطرية، لعودة الأوضاع إلى نقطة الهدوء، في حين هددت كتائب القسام، بأن "القادم أعظم في حال استمر العدوان على غزة".
وقال المتحدث باسم الحركة، أبو عبيدة، إن "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في حالة تشاور جدي لتوسيع دائرة النار"، مضيفاً: "عسقلان البداية، ونحو مليون صهيوني سيكونون بانتظار الدخول في دائرة صواريخنا إذا كان قرار العدو هو التمادي في العدوان".