دولي
أيزنكوط أقرّ عملية خان يونس الفاشلة وليبرمان ونتنياهو صادقا عليها
لقوة تتبع لوحدة نخبوية سرية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 نوفمبر 2018
• القسام" تُعلن تفاصيل العملية الإسرائيلية
فيما يواصل جيش الاحتلال التكتم على تفاصيل عملية التوغل الفاشلة، شرق خان يونس، وصولا إلى مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب، حيث تم اكتشاف القوة الإسرائيلية من قبل المقاومة التي فتحت النار وقتلت على الفور ضابطا، تبين لاحقا أنه برتبة مقدم، قال موقع "والاه" الإسرائيلي، إن العملية المذكورة أُقرت أولا من قبل رئيس أركان جيش الاحتلال، غادي أيزنكوط، ثم صادق عليها كل من وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
في غضون ذلك، وردّا على المعلومات التي نشرت في الجانب الفلسطيني بأن هدف العملية كان محاولة اختطاف أو اغتيال قائد كبير في الجهاز العسكري لحركة "حماس"، حاول الناطق بلسان جيش الاحتلال، العقيد رونين ملنيس، نفي هذا الهدف، والقول إن "القوة لم تذهب لتنفيذ عملية اغتيال، وإنما هي عملية أخرى مهمة في سياق تعزيز الأمن الإسرائيلي"، في إشارة إلى أنها عملية استخباراتية حساسة.
وتبين مما نشرته المواقع الإسرائيلية أن القوة تتبع لوحدة نخبوية سرية لم تتم الإشارة إليها، لكن يمكن الافتراض بأنها تابعة إما لسرية رئاسة الأركان، أو لإحدى الشعب السرية لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، لا سيما أن بعض المراسلين العسكريين في إسرائيل أشاروا، إلى أن هدف العملية "كان جمع معلومات حساسة.".
لكن هذا النفي الإسرائيلي لاستهداف أحد القادة العسكريين لحماس، قبل اكتشاف وجود أفراد الفرقة الإسرائيلية، لا يعني بالضرورة أنه صحيح، وقد يكون تضليلا إسرائيليا مقصودا للتغطية على فشل المهمة، لا سيما أن الضابط الإسرائيلي رفيع المستوى برتبة مقدم قتل في اللحظة الأولى من الاشتباك مع المقاومة الفلسطينية، فيما جرح ضابط آخر، ليبدأ، بحسب تفاصيل أوردها موقع "والاه"، سباق مع الزمن لإخراج باقي أفراد القوة من القطاع، خوفا من تمكن عناصر المقاومة الفلسطينية من أسر أحد عناصر القوة أو أكثر.
ووفقا لتفاصيل الرواية الإسرائيلية، فإن عملية من هذا النوع تتم بعد تخطيط دقيق ووسط تنسيق عملياتي ميداني مع باقي أذرع الجيش، بما في ذلك تأمين غطاء جوي للجنود على الأرض، في حال فشل العملية أو وقوع تطورات غير متوقعة، ويبدو أن هذا ما وقع فعلا بسبب يقظة المقاومة الفلسطينية، حيث تم مباشرة بعد مقتل المقدم الإسرائيلي استدعاء التغطية الجوية لإخراج الجنود من الموقع خلال عملية الاشتباك.
• إفشال مخطط عدواني كبير
أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إفشال "مخطط إسرائيلي عدواني كبير" استهدف خلط الأوراق في قطاع غزة، ومباغتة المقاومة، وتسجيل إنجاز نوعي، مشيرة إلى تفاصيل العدوان الإسرائيلي وتوغله شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع الليلة الماضية، حيث تصدت له مجموعات من الكتائب، وأوقعت في صفوف القوات الخاصة المتوغلة القتلى والجرحى.
وذكر بيان للقسام، وصل "العربي الجديد"، أنّ الاحتلال الإسرائيلي خطط لتنفيذ عملية من "العيار الثقيل" لتوجيه ضربة قاسية ضد المقاومة داخل قطاع غزة، بعد أنّ "ظن أنّ المقاومة ركنت إلى نواياه المعلنة وسياساته التضليلية المعروفة.
وتسللت، قوة إسرائيلية خاصة، مستخدمة سيارة مدنية في المناطق الشرقية من مدينة خان يونس، وقد اكتشفتها قوة أمنية تابعة للكتائب، وقامت بإيقاف المركبة والتحقق من الموجودين فيها، وحضر إلى المكان القيادي بالقسام نور الدين بركة.
وأشار بيان القسام إلى أنه في أعقاب انكشاف القوة، بدأ مقاتلوها بالتعامل معها، ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاد القائد الميداني نور الدين بركة، والناشط بالقسام محمد ماجد القرا. وحاولت سيارة القوات الإسرائيلية الخاصة الفرار من المكان، وتدخل الطيران الحربي والمروحي والاستطلاعي الإسرائيلي لتشكيل غطاء ناري للقوة الهاربة.
واستمر مقاتلو القسام في مطاردة القوة الإسرائيلية والتعامل معها حتى وصولها إلى السياج الحدودي الفاصل، وأوقعوا في صفوفها "الخسائر الفادحة"، وفق البيان، الذي أشار إلى استهداف طائرة مروحية إسرائيلية هبطت في المنطقة لنقل الجنود.
واستشهد خلال المطاردة للقوة الإسرائيلية المتوغلة كل من القسامي علاء الدين فوزي فسيفس، والقسامي محمود عطا الله مصبح، والقسامي مصطفى حسن أبو عودة، والقسامي عمر ناجي أبو خاطر، إضافة إلى خالد محمد قويدر من ألوية الناصر صلاح الدين.
وحملت الكتائب "العدو المجرم المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الخطيرة وتبعاتها"، وأكدت "أن دماء شهدائنا الأبرار لن تضيع هدراً بإذن الله"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ "المقاومة لقنت الليلة العدو درساً قاسياً، وجعلت منظومته الاستخبارية أضحوكةً للعالم
وشددت على أنه "رغم حشد كل هذه القوة (الإسرائيلية) للعملية الفاشلة، فإن المقاومة استطاعت دحره وأجبرته على الفرار وهو يجر أذيال الخيبة والفشل"، مؤكدة أن المقاومة ستبقى ضاغطة على الزناد، فـ"المعركة بيننا وبين المحتل سجال، ولن ينعم العدو بالأمن على أرضنا، ولن نسمح له باستباحة شعبنا وأرضنا، وستكون مقاومتنا دوما له بالمرصاد.".
وطمأنت كتائب القسام الشعب الفلسطيني بأن المقاومة "ستبقى حاضرةً تحمل آماله وطموحاته، وتدير معركتها مع العدو بكل قوةٍ واقتدار".
كما كشف ناشطون مقدسيون يتابعون أعمال الحفر الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى وفي بلدة سلوان، جنوب المسجد، عن استكمال وإنجاز معظم أعمال الحفر في نفق ضخم في باطن الأرض أسفل المسجد الأقصى ويمتد حتى منطقة عين سلوان الأثرية، بطول يزيد عن 600 متر وبعمق ثلاث طبقات. وتظهر مقاطع فيديو بثّها هؤلاء الناشطون بالتعاون مع سكان محليين، نفقاً طويلاً يتألّف من طبقات عدة ويتفرّع باتجاهات مختلفة في باطن الأرض، حيث تظهر أرضيات قديمة وبعض آثار رومانية.
ووفقاً لمعطيات كانت قد نشرتها "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في العام 2011، فإنّ أعمال الحفريات هذه بدأت فعلياً في شبكة من الأنفاق تنطلق من منطقة العين في سلوان، وتتجه شمالاً حتى أقصى الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى في أسفل نقطة وعلى عرض 11 متراً، لتصل إلى المنطقة الصخرية. وهو ما يشكّل خطراً جدياً على أساسات المسجد، إذ يتم تداول معلومات عن تفريعات ترابية انتهت إلى المنطقة الصخرية في موقع القصور الأموية، ثمّ إلى الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك.
وقال خبراء آثار إسرائيليون يتابعون ما يجري من حفريات في المنطقة، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات لهم حينها، إنّ "هذه الحفريات والموجودات الأثرية هي عمل تاريخي غير مسبوق"، حيث تمّ الكشف عن مسار أساسات الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وفي أقصى عمق منه، وهو ما أظهرته مقاطع الفيديو، مشيرة إلى ثلاث طبقات من الحفريات لا يزال العمل جارياً فيها.
ويضاف هذا النفق إلى مجموعة كبيرة من الأنفاق التي حفرت منذ عام 1967 إلى اليوم، أشهرها "النفق اليبوسي" (نفق حائط البراق)، الذي افتتحته سلطات الاحتلال في العام 1996 وتسبب باندلاع ما عرف في حينه بانتفاضة النفق، ارتقى خلالها 88 شهيداً فلسطينيا.ً
ويمتدّ هذا النفق على طول الجدار الغربي للمسجد الأقصى بطول 488 متراً، ويطلق عليه الاحتلال نفق "هحشمونئيم"، الذي بات واحداً من الأنفاق السياحية التي تستثمرها جمعيات استيطانية وينتقل خلالها السياح منه إلى البلدة القديمة قرب باب الغوانمة، أحد أبواب المسجد الأقصى وأسفل المدرسة العمرية الشهيرة.