دولي

عام 2018 شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات المقاومة بالضفة

إسرائيل" اعتقلت 342 فلسطينياً بينهم 29 طفلاً و16 امرأة الشهر الماضي

نشر مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، تقريراً يبين جليًّا في تفاصيله أن الضفة التي تخضع لاحتلال قاسٍ تمكنت من استنزاف الاحتلال على مستوى الأعمال المقاومة، ويؤكد التقرير الذي يرصد بالأرقام عدد الأعمال المقاومة وأعداد القتلى الإسرائيليين خلال الأشهر العشرة الأولى من هذه السنة؛ أن الاحتلال وإن كان يسيطر على الأرض فهو يعاني من استنزاف حقيقي على المستوى الأمني.

شهد العام الجاري 2018م ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات المقاومة بالضفة الغربية، إذ باتت المقاومة فيها تستنزف الاحتلال بشكل مستمر، حيث لا يخلو يوم دون أن يكون هناك مواجهات في أغلب المناطق، فضلاً عن العمليات النوعية بين الفينة والأخرى، والتي أدت خلال العشرة شهور الأولى من هذا العام إلى مقتل 11 إسرائيلياً، بمعدل مقتل إسرائيلي كل شهر.

 وبحسب رصد مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، فقد شهد العام الحالي أكثر من (4367) عملاً مقاوماً، أوقعت 11 قتيلاً إسرائيلياً وأصابت أكثر من 159 آخرين.

نفذت المقاومة خلال العام في الضفة والقدس العديد من العمليات المؤثرة كان من أبرزها: (40) عملية إطلاق نار، و(33) عملية طعن ومحاولة طعن، و(15) عملية دهس ومحاولة دهس، و(53) عملية تم فيها إلقاء أو زرع عبوات ناسفة، و(262) عملية إلقاء زجاجات حارقة صوب آليات ومواقع الاحتلال العسكرية وصوب مستوطنيه.

كما شهدت مناطق الضفة والقدس العديد من أعمال المقاومة الشعبية والمواجهات توزعت كالآتي: (1779) مواجهة في مناطق مختلفة مع جنود الاحتلال، و(1620) عملية إلقاء حجارة على آليات الاحتلال وحواجزه العسكرية وكذلك صوب سيارات مستوطنيه، و(390) عملية صد ومقاومة لإعتداءات المستوطنين، و(163) تظاهرة حاشدة تحركت باتجاه نقاط التماس أو باتجاه جدار الفصل العنصري والمناطق المصادرة أو المهددة بالمصادرة.

أدت أعمال المقاومة في مجملها لمقتل 11 إسرائيلياً وإصابة 159 آخرين، في مقابل ذلك استشهد 36 فلسطينياً وأصيب 3110 آخرين.

شهدت محافظات رام الله والقدس والخليل على التوالي، أعلى معدل في عدد المواجهات والأعمال المقاومة بنسبة قاربت 55% من مجموع محافظات الضفة.

وبحسب الإحصاءات فإن المقاومة نفذت عمليات مؤثرة خلال العام 2018 الجاري بمعدل شهري: (4) عمليات إطلاق نار، (3.3) عملية طعن ومحاول طعن، (1.5) عملية دهس ومحاولة دهس، (5.3) عملية زرع أو إلقاء عبوة ناسفة، (26.2) عملية إلقاء زجاجات حارقة.

فيما شهدت الضفة والقدس العديد من أعمال المقاومة الشعبية والمواجهات بمعدل شهري: (340) عملا مقاوما تنوعت ما بين مواجهات وإلقاء حجارة، (16) مظاهرة حاشدة، (39) حالة صد إعتداءات مستوطنين.

نتج عن أعمال المقاومة خسائر في صفوف الاحتلال بمعدل شهري: (1.1) قتيل، (16) جريح. في مقابل ذلك كان هنالك بمعدل شهري: (3.6) شهيد فلسطيني، (311) جريح فلسطيني. لتبلغ النسبة (1 : 3) قتيل إسرائيلي في مقابل شهيد فلسطيني، و (1 : 20) جريح إسرائيلي في مقابل جريح فلسطيني. 

 

إسرائيل" اعتقلت 342 فلسطينياً بينهم 29 طفلاً و16 امرأة الشهر الماضي

 

أشارت دراسة إحصائية أعدها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، إلى أن حالات الاعتقال التي نفذها جيش الاحتلال في مختلف مناطق الضفة الغربية خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم، وصلت إلى 342 حالة اعتقال، طالت 29 طفلاً و16 سيدة، منبهًا بأن حالات اعتقال عديدة تمرّ دون الإعلان عنها إعلاميًّا.

وأوضحت الدراسة إلى أنه ولأول مرة تتصدر محافظة طولكرم قائمة الاعتقالات من بين المحافظات بعد أن كانت تتصدرها القدس بشكل شهري، وذلك بسبب حملات الاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال منذ مطلع تشرين الأول في طولكرم، بحثاً عن منفذ عملية إطلاق النار أشرف نعالوة، والذي يواصل الاحتلال البحث عنه حتى اليوم.

وبين المركز أن حملات الاعتقالات في طولكرم طالت 66 مواطنًا، يليها محافظة القدس بعدد 60 معتقلاً، تبعتها محافظة بيت لحم بواقع 43 معتقلاً، ثم محافظة رام الله؛ حيث شهدت اعتقال 38 مواطنًا، ثم محافظة الخليل بـ 33 حالة اعتقال، يليها محافظتا نابلس وجنين بـ 29 معتقلاً من كل محافظة، ثم محافظة قلقيلية بـ 24 معتقلاً، يليها محافظة طوباس بعدد 8 معتقلين خلال تشرين الأول، ثم قطاع غزة بعدد 5 معتقلين، يليها محافظتي سلفيت وأريحا بعدد 3 معتقلين لكل محافظة.

وبلغ عدد الأطفال الذين جرى اعتقالهم خلال تشرين الأول، 29 طفلاً موزعين على محافظات الضفة المحتلة، وتصدرت محافظة بيت لحم قائمة المحافظات التي اعتقل منها أكبر عدد من الأطفال وبلغ عددهم 10 أطفال، وهنا أيضًا تتصدر محافظة أخرى غير القدس قائمة اعتقالات الأطفال، ثم محافظة القدس؛ حيث اعتقل الاحتلال 7 أطفال، ثم محافظة قلقيلية بواقع اعتقال 5 أطفال، يليها الخليل بواقع 4 أطفال جرى اعتقالهم، ثم طولكرم بواقع أسيرين، يليها نابلس بواقع طفل واحد.

وقالت الإحصائية التي أعدها مركز القدس، إن جيش الاحتلال اعتقل خلال شهر تشرين الأول، 16 سيدة من مختلف محافظات الضفة؛ حيث اعتقلت قوات الاحتلال 6 سيدات من بيت لحم، و5 سيدات من طولكرم، و3 سيدات من نابلس، وسيدتين من القدس.

وبالاطلاع على حالة الأسيرات في سجون الاحتلال، فإن الاحتلال بدأ بنقل أسيرات سجن "هشارون" إلى سجن "الدامون" أواخر تشرين الأول، وذلك بسبب مواصلة أسيرات "هشارون" الامتناع من الخروج إلى الفورة منذ نحو شهرين، احتجاجاً على قيام إدارة السجون بنصب كاميرات مراقبة، ما يعني التضييق عليهن في كل لحظة.

وشهد شهر تشرين الأول ارتقاء شهيد في سجون الاحتلال؛ حيث استشهد الأسير وسام عبد المجيد شلالدة (28 عامًا) من الخليل، وذلك في الثاني عشر من تشرين أول المنصرم.

وبذلك يرتفع شهداء الحركة الأسيرة منذ عام النكسة 1967، إلى 218.

ويواصل أربعة أسرى في سجون الاحتلال إضرابهم المفتوح عن الطعام، وهم: صدام عوض، ورزق رجوب، وكفاح حطاب، وخليل أبو عرام.

ومن جهته بين نادي الأسير في بيان له اليوم الأحد (4-11) أن الأسير صدام عوض (28 عامًا) من بلدة بيت أمر مضرب عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري، ويعدّ هذا الإضراب هو الإضراب الثاني الذي يخوضه الأسير عوض خلال هذا العام ضد اعتقاله الإداري، علماً أنه اُعتقل عدة مرات وقضى ما مجموعه سبع سنوات في معتقلات الاحتلال، وهو أحد الأسرى الذين أُفرج عنهم ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011، ثم اعتُقل مجدداً لمدة أربع سنوات وأُفرج عنه بعد انقضاء مدة محكوميته، ثم أُعيد اعتقاله إداريا في شهر نيسان/ أبريل 2018.

كما ويواصل الأسير رزق رجوب (61 عامًا) من مدينة دورا إضرابه المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري، ويُشار إلى أن الأسير رجوب معتقل منذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، وهو أسير سابق قضى سنوات في معتقلات الاحتلال، خاض خلالها عدة إضرابات.

وفي سياق متصل يواصل الأسيران خليل أبو عرام، وكفاح حطاب إضرابهما المفتوح عن الطعام في معتقل "هداريم"، وذلك إسناداً للأسيرات اللواتي يمتنعن عن الخروج إلى ساحة الفورة منذ شهرين، احتجاجاً على قيام إدارة معتقلات الاحتلال بتشغيل كاميرات المراقبة.

يُذكر أن الأسير حطاب، وهو من محافظة طولكرم، معتقل منذ عام 2004 ومحكوم بالسّجن المؤبد مرتين، وأبو عرام من محافظة الخليل، وهو محكوم بالسّجن المؤبد سبع مرات ومعتقل منذ عام 2002.

وقال مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، إنه وفقاً للمعطيات أعلاه، فإن الاحتلال يتخبط منذ نحو شهر، بحثاً عن المطارد أشرف نعالوة من طولكرم، والذي نفذ عملية طعن في مستوطنة "بركان" مطلع تشرين الأول، وما زال يطارده حتى اليوم، ما يعني أن شهرًا كاملاً مرّ على البحث عنه، رغم اعتقال عائلته بأكملها (والدته وشقيقاته ووالده وإخوته) وفشل في الوصول إليه.

 

عين على الأقصى.. التقرير السنوي لمؤسسة القدس الدولية الـ12

 

إلى ذلك أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقريرها السنوي الثاني عشر "عين على الأقصى" كاملًا الذي يرصد تطورات الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد، وتطور التعاطي الإسرائيلي مع فكرة الوجود اليهودي في الأقصى وآليات تحقيق ذلك، ومحاولات تهويد الأقصى عبر الحفريات والأبنية التي يستحدثها الاحتلال أو يطوّرها تحت الأقصى وفي محيطه بحثًا عن آثار يهودية مزعومة تتّصل بـ "المعبد"، أو لإضفاء طابع يهودي على المكان لمنافسة طابعه الإسلامي ومحاولة طمسه.

ويقع التقرير في 202 صفحة، وهو من إعداد قسم الأبحاث والمعلومات في المؤسسة، ويتضمن أربعة أقسام ترصد تطور الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى والتفاعل مع هذه التطورات ما بين 1-8-2017 و1-8-2018. كما يتضمن التقرير خريطتين بأبرز مواقع الحفريات والبناء ومصادرة الأراضي في محيط الأقصى وأسفله حتى 1-8-2018.

وأكد التقرير استمرار الاحتلال في استهداف الوضع القائم التاريخي في المسجد الأقصى المبارك بهدف الوصول إلى وضع جديد تكون فيه السّيادة على المسجد بيده، وهو ما بدا واضحًا في تطوّر الاقتحامات، وما يرافقها من ممارسات وصلوات تلموديّة تتمّ تحت عين الشرطة وبرعايتها، وعودة الاقتحامات السياسية لأعضاء الكنيست" ووزراء في حكومة الاحتلال".

وبين التقرير أن عدد الذين اقتحموا المسجد الأقصى خلال مدة الرصد ما بين 1/8/2017 و1/8/2018 وصل إلى نحو 33198 مقتحمًا، من المستوطنين وعناصر الاحتلال الأمنية والطلاب اليهود، بارتفاع 40.3% عن العام الماضي، فيما اعتمدت "منظمات المعبد" تكتيكًا يقوم على زيادة الاقتحامات عامًا بعد عام حتى تقدَّم هذه الزيادة كانعكاس لمطالبات شعبيّة يمكن معها إلزام حكومة الاحتلال بالاستجابة لمطالب أخرى وتحويل الوجود اليهودي في الأقصى من مؤقت إلى دائم".

وبيّن التقرير أن سلطات الاحتلال أبعدت نحو 130 مقدسيًا عن الأقصى خلال الرصد، فضلًا عن منع تنفيذ 20 مشروعًا لإعمار الأقصى.

وأكد التقرير أن الحفريات والمشاريع التهويدية التي تهدد الأقصى فوق أرضه، وأسفل منه، وفي محيطه لم تتوقف، بل تطورت في التبني الرسمي الإسرائيلي لها، ومن ذلك تخصيص وزيرة الثقافة نحو 17 مليون دولار لخطة حفريات في محيط الأقصى. وتحوّلَ عدد من هذه الحفريات إلى كُنسٍ يهودية، وقاعات لتنظيم المناسبات الدينية والاجتماعية اليهودية، ومزارات للسيّاح يتلقون فيها شروحاتٍ محرّفة لتاريخ يهوديّ مختلق في المكان.

وفي المواقف والتّفاعل مع الأقصى، أكد التقرير أنّ الموقف الشعبي العربي والإسلامي لا يزال خط الدفاع الأول عن المسجد في ظلّ تهافت المواقف الرسمية واتجاهها إلى مزيد من التراجع أمام صلف الموقف الأمريكي الداعم للعدو الصّهيوني، وأظهر التفاعل الشعبيّ العربي والإسلامي مع القدس والأقصى أنّ رصيد القدس لا يزال عاليًا في وجدان شعوب الأمة على الرغم من جراحها، فقد انطلقت مئات المسيرات والفعاليات في الدول المختلفة دعمًا للقدس ورفضًا لقرار ترمب، وتجلّت ذروة الإبداع في الحراك الشعبي بانطلاق مسيرات العودة في 30/3/2018 في فلسطين عمومًا، وقطاع غزة خصوصًا.

وختم التقرير بسلسلة من التوصيات الموجهة إلى جهات مختلفة لا سيما إلى السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة، والأردن بحكم وصايته على المقدسات، وإلى الدول العربية والإسلامية والجهات العاملة للقدس.

 

من نفس القسم دولي