دولي

وعد بلفور.. هكذا قامت "إسرائيل" على الباطل والعدوان

النقطة الأولى لمعاناة الشعب الفلسطيني على مدار الـ 101 عام

عام وقرن هي المدّة التي مضت على وعد بلفور المشؤوم. ذلك الوعد الذي أعطى فيه من لا يملك لمن لا يستحق، ليكون النقطة الأولى لمعاناة الشعب الفلسطيني على مدار الـ101 عام الماضية، من تهجير وقتل وتنكيل ومجازر بشعة أسفرت عن استشهاد آلاف الفلسطينين.

كان الوعد الأسود، الذي بموجبه وبعبارات صغيرة، دُمر مستقبل شعب بأكمله، لمصلحة حفنة من اليهود، جُمعوا من أصقاع المعمورة، لتقام لهم دولة تسمى "إسرائيل"، على أنقاض فلسطين، وأشلاء أطفالها ونسائها، ورجالها بدءًا بمجازر دير ياسين وصبرا وشاتيلا، وجنين، وكفر قاسم، وليس انتهاءً بالمذابح الدموية التي تقتَرف ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتعد الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطانية عام 1917 إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك المدّة، والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين، وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدًا بإقامة دولة لليهود في فلسطين.وصدر هذا القرار قبل الانتداب البريطاني على فلسطين، وكان تعداد اليهود فيها لا يتجاوز الـ5%، وقد سمي أو وصف بـ"وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، و بذلت بريطانيا ما في وسعها لتنفيذ هذا الوعد على الأراضي الفلسطينيّة.

وعد "كاذب" من خلاله أقيمت دولة الكيان المزعومة، وهجر الفلسطينيون في أصقاع الأرض عام 1948 أي بعد 31 عامًا من الوعد، وتؤكد الإحصائيات أن زهاء 6 ملايين فلسطيني في الشتات يعانون ويلات الغربة والبعد عن الوطن السليب.

وتأتي الذكرى الـ101 للوعد الأسود، في إطار خطوات دراماتيكية غير مسبوقة لتصفية القضية الفلسطينية؛ بدءًا بالاستيطان وسلب الأراضي، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مدينة القدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل"، إضافة للحصار المطبق على غزة والحروب المدمرة التي تشن ضدها بين الفينة والأخرى.

ويحاول الرئيس الأمريكي تصفية حق العودة، عن طريق تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومحاولة حصر اللاجئين بـ40 ألفًا ومنع انتقال صفة لاجئ لأبناء اللاجئين وأحفادهم، إضافة للمحاولات المستميتة للتوطين، في حين تستهدف سلطات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيي الداخل المحتل عام 48 م بقوانينَ عنصرية تستهدف وجودهم، ولعل أبرزها قانون "يهودية الدولة" القومية.

كما تأتي ذكرى الوعد في سياق هرولة كبيرة لأنظمة عربية في المنطقة نحو التطبيع مع "إسرائيل"، ومحاولات مشبوهة لزرع الكيان السرطاني المسمى "إسرائيل" في المنطقة العربية ككيان طبيعي ومكون رئيس من مكونات المنطقة.

ويقول مراقبون في تقاريرَ صحفيةٍ: إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أشبه بالوجه الثاني لوعد بلفور، فالأخير أعطى فلسطين هدية لليهود، في حين أعطى "سيد البيت الأبيض" القدس لكيان الاحتلال عاصمة أبدية.

وتتواصل معاناة الشعب الفلسطيني، مع مرور قرنٍ وسنةٍ من الزمن على الوعد المشؤوم؛ فالفلسطينيون يتعرضون في كل أماكن وجودهم للظلم والاضطهاد. يعانون ويكابدون الألم والمعاناة، علّهم يومًا يعودون إلى الوطن الأسير.وفي غزة المحاصرة، يشارك الفلسطينيون في فعاليات الجمعة الـ32 من مسيرة العودة الكبرى بعنوان "سنسقط الوعد المشؤوم"، وهي تقول لكل العالم أن لا وطن لليهود في فلسطين، وهي تنافح عن حق عودة أطال أمده، وتكافح من أجل حقها في حياة كريمة في وجود حصار مشدد أحال الحياة ألمًا ومعاناة.

ويحيي الشعب الفلسطيني في كل مناطق وجوده في الداخل والخارج الذكرى الـ101 لوعد بلفور، مطالبين بريطانيا بالاعتذار عنه، والعمل على حل النتائج التي ترتبت عليه، ومساعدة الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.

 

من نفس القسم دولي