دولي

أسباب محتملة لإلغاء زيارة عباس كامل الأراضي الفلسطينية

الأوضاع الإقليمية ربما عادت لتمنح عباس نقطة قوة

في ظلّ الجدل الذي أحدثه إلغاء رئيس جهاز الاستخبارات المصري، اللواء عباس كامل، زيارته التي كانت مقررة إلى كل من رام الله وتل أبيب وغزة لبحث ملفات المصالحة الفلسطينية والتهدئة مع الاحتلال، أكّدت مصادر مصرية وفلسطينية، أنّ إلغاء الزيارة جاء بعد سلسلة من الاتصالات غير الموفّقة، بين قيادات حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية، في رام الله، وقيادات جهاز الاستخبارات المصري، بشأن ضرورة التجاوب مع الجهود، وإبداء حسن نية يمكّن المصريين من الضغط على "حماس" وفصائل غزة، ولكن من دون جدوى.

نفت المصادر أن يكون سبب إلغاء الزيارة هو إطلاق صاروخين، من غزة على بئر السبع، فيما اتهمت أوساط من "حماس"، السلطة بالوقوف خلفهما، رغم أنّ هذين الصاروخين يصعب أن تمتلك مثلهما فصائل "صغيرة" موجودة في القطاع المحاصر.

وفي السياق، أوضحت مصادر مصرية تحدّثت إليها "العربي الجديد"، أنّ "الأوضاع الإقليمية ربما عادت مجدداً لتمنح (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن، نقطة قوة من وجهة نظره، بعدما بادر بإعلان دعم وتأييد واضح للسعودية أخيراً، في قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، حيث يعوّل على ذلك الموقف للهروب، ولو مؤقتا، من الضغوط المصرية لإتمام المصالحة الداخلية مع حماس". ولفتت المصادر إلى أنّ زيارة كامل، وإن كانت قد أُلغيت، إلا أنّ الاتصالات لن تتوقّف بشأن التوصّل إلى موعد جديد وترتيب لقاء عاجل بينه وبين عباس، في وقت تصف فيه المصادر العلاقة بين الجانبين بـ"الأسوأ."

وأوضحت المصادر أنّ قادة جهاز الاستخبارات المصري قادوا سلسلة اتصالات على صعيد آخر، لوقف ضربة موسعة لقطاع غزة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب إطلاق الصاروخين. وقالت المصادر إنّ المكتب السياسي لـ"حماس" أكّد للوفد الأمني الذي كان يزور غزة، بقيادة مسؤول الملف في جهاز الاستخبارات المصري، اللواء أحمد عبد الخالق، أنّها لم تطلق أي صواريخ صوب الأراضي المحتلة. مشددةً، في الوقت ذاته، على أنّها تأكّدت من أنّ كافة الفصائل المشاركة، بشكل أو بآخر، في متابعة مجريات الأمور في القطاع، لم تطلق هي الأخرى. وأوضحت المصادر أنّه في تطوّر غير مسبوق، ألمحت حماس إلى أصابع تعبث بالأوضاع في المنطقة، متهمةً أطرافاً في رام الله بالضلوع في تلك الواقعة، بهدف استفزاز إسرائيل، والتعجيل بمواجهة شاملة في القطاع.

وفي الإطار ذاته، أكّد عضو القيادة السياسية في حركة "حماس"، باسم نعيم، أنّ أجهزة الأمن في قطاع غزة تجري تحقيقات لمعرفة الجهة التي تقف وراء إطلاق الصاروخين من غزة. وقال نعيم، في حديث لوكالة "فرانس برس"، "توجد تحقيقات من أجهزة الأمن في غزة لمعرفة الجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ"، مضيفاً "ستُتخذ إجراءات حازمة بحقّ من يخترق الإجماع الوطني أو يحاول دفع الشعب الفلسطيني لمواجهة تخدم أجندات غير وطنية.

وأكد نعيم أنّ "حماس والفصائل تعمل على تجنّب أيّ تصعيد على الأرض، لكنّها جاهزة للردّ على أي عدوان إسرائيلي في أي لحظة"، مضيفاً أنّ "بيان حماس والغرفة المشتركة (التي تضم حماس وفصائل المقاومة) يعبّر عن تطوّر مسؤول لدى حماس بعيداً عن ردات الفعل.

وحول زيارة كامل، قال باسم نعيم إنّ "الزيارة لم تلغَ وإنّما أرجئت لبعض الوقت لأسباب لوجستية ترتبط بجدول زيارته مع الرئيس المصري" عبد الفتاح السيسي لروسيا. وشدّد على أنّ مصر "ستستكمل جهودها"، لكن "الأمور لا تزال معقدة، والسلطة (الفلسطينية) وأبو مازن مسؤولان عن التعطيل الأكبر للمصالحة والتهدئة".

 

من نفس القسم دولي