دولي

اتفاق تهدئة غير مكتوب في غزة بضمانات دولية

ينصّ الاتفاق على إنهاء مسيرات العودة

هنية مسيرات العودة لن تنتهي إلا برفع الحصار كلياً عن القطاع

 

كشفت مصادر بحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) أن "غزة على مشارف اتفاق تهدئة غير مكتوب، بضمانات إقليمية تتقدمها مصر، وتركيا"، لافتة إلى أن "هناك تفاهمات وخطوطاً عريضة باتت واضحة لكافة الأطراف، ولكن هذه البنود متفق عليها وشفهية، لحين إنهاء الموقف المتعنت للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.

أوضحت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن "الاتفاق يتضمن فتح كافة المعابر وتوسيع مساحات الصيد، والتزام القاهرة باستمرار فتح معبر رفح وبوابة صلاح الدين التجارية، ووقف كافة أشكال التصعيد، في حين تلتزم حماس وقطاع غزة بوقف مسيرات العودة، على أن يكون ذلك وفق خطوات تدريجية تبدأ بتخفيض الأعداد، ونقاط التجمع، وتحديد مدى يبتعد عن السياج الحدودي بين الأراضي المحتلة والقطاع.

وأثنت المصادر القيادية في الحركة على الدورين المصري والقطري في تلك المشاورات، لافتة إلى "التحسن غير المسبوق في العلاقات بين حماس والقاهرة"، قائلة في الوقت ذاته إن "الأشقاء في قطر يبذلون ما في وسعهم للتخفيف عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، ولفتت إلى "الموقف القطري، إذ نقلت الدوحة تعهدات بمساعدات مالية، تؤمّن احتياجات القطاع بالتنسيق مع الأمم المتحدة، في حال أصرّ عباس على موقفه المتعنت.

من جهة أخرى، علقت مصادر قيادية بحركة "فتح" في حديث لـ"العربي الجديد"، على أنباء حول تلويح عباس، خلال لقاءات جمعت قيادات الحركة بمسؤولين مصريين، بالتقدم بطلب لجامعة الدول العربية برعاية المفاوضات الخاصة بالشأن الفلسطيني، وفي مقدمتها مشاورات التقريب بين الفصائل، على أن تتحوّل مصر لطرف ضمن الأطراف، وليست المسؤول الرئيس عنها.

وقالت المصادر: "نقدر الدور المصري، ولكن هذا لا يمنع أن هناك تباينات في وجهات النظر بشأن مجموعة من النقاط"، مضيفة أنه "حتى الآن لا يمكن أن نقول إن الوساطة المصرية قد فشلت في ما يتعلق بشأن المصالحة الداخلية في ظل تأكيد القاهرة على تمسكها بالشرعية الدولية.

من جهة أخرى، كشفت المصادر القيادية بحركة "حماس" عن مخطط حديث لاغتيال ثلاثة من قياديي الحركة في قطاع غزة، هم: زعيم الحركة بالقطاع يحيى السنوار، وعضو المكتب السياسي خليل الحية، وأحد رموز الحركة محمود الزهار". وأشارت إلى أن "تحديد القادة الثلاثة، له أهداف خبيثة، من بينها ضرب لُحمة ووحدة الحركة". وأضافت أن "التحقيقات الخاصة بكشف تفاصيل المؤامرة الكبرى، ما زالت جارية"، رافضة في الوقت ذاته الكشف عن تفاصيل تلك العملية أو الأطراف الموجهة إليها الاتهامات بشأنها.

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، إن حركته "تسعى لتفاهمات مع أطراف عديدة من أجل كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، منها مصر وقطر والأمم المتحدة". وأوضح خلال كلمة له في مؤتمر رواد بيت المقدس وفلسطين، أن "هذه التفاهمات يمكن أن تصل لهدوء مقابل كسر الحصار"، لافتاً إلى أن حركته "لن تفرط ولن تتنازل وستبقى المقاومة رمز عزتنا في فلسطين.

وأضاف هنية أن "المؤتمر يكتسب أهميته من الرسائل التي يحملها، ويؤكد أن القدس وفلسطين هي القضية الجامعة للأمة وتتوحد خلفها، وهي رسالة قوية وموقف عظيم في وجه كل المؤامرات التي تهدف لتصفية القضية وانتزاع القدس من محيطها العربي والإسلامي، عبر ما يسمى بصفقة القرن.

وتابع: "نعتز بالعلاقة مع المحيط العربي ونعمل على حمايتها، كما أن المصالحة الوطنية على سلم أولوياتنا ولن نحيد عنها، ولن نقبل بصفقة القرن المشبوهة، وكل من يقبلها سيكون خارج الصف الوطني والمسار التاريخي لأمتنا، والصفقة التي تستهدف شعبنا تحتاج لوقفة من رواد الأمة للتصدي لها وتعزيز مقاومات الصمود في مواجهتها.

واستطرد: "نسعى لكسر الحصار عن قطاع غزة الذي خلّف آثاراً خطيرة وعميقة في الحياة لأهلنا في القطاع، ومسيرات العودة وكسر الحصار تأتي لمواجهة مخططات الاحتلال في القدس وكل فلسطين، وعلى الأمة توفير كل مقومات الصمود وحماية الثوابت الوطنية الفلسطينية. كما نطالب بتعزيز صمود أهالي مدينة القدس وقطاع غزة للتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

 

هنية يشدد على ضرورة مواصلة النضال

 

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار لن تنتهي إلا برفع الحصار كليا عن قطاع غزة.

وقال هنية خلال مشاركته في تشييع أحد شهداء جمعة انتفاضة القدس على الحدود الشرقية للقطاع، إن "المسيرات ليست لأجل السولار والدولار"، مشدداً على حق الشعب الفلسطيني في أن يرفع الحصار عنه ويعيش حياة كريمة.

وأضاف رئيس المكتب السياسي لحماس أن حركته تقدر الجهود المبذولة لكسر الحصار، مؤكداً في ذات الوقت أن شلال الدم ومسيرات العودة لن تكون بالحلول الجزئية، وأن حركته ستبذل كل جهد ممكن من أجل كسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2006.

وأشار هنية إلى أن غزة تقاتل لإسقاط "صفقة القرن"، متهماً في الوقت ذاته من يتعاون مع الاحتلال ضد المقاومة وينسق أمنياً بأنه هو الذي يخدم "صفقة القرن.

وتابع "بوصلتنا ستظل باتجاه القدس والذي يتعاون مع الاحتلال هو من يخدم إتمام صفقة القرن"، مستطردًا "الذين يقولون إن هناك مشروع توطين في سيناء، نقول لهم إن غزة أسقطته في الماضي، ووجهة غزة ستكون إلى الشمال وليس الجنوب".

وشارك مئات الفلسطينيين، في تشييع جثامين سبعة من الشهداء فلسطينيين الذين قضوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي للقطاع، خلال مشاركتهم في الجمعة الـتاسعة والعشرين على التوالي لفعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار.

 

حماس تدعو السلطة لإطلاق يد المقاومة الشعبية للجم المستوطنين

 

كما دعت حركة حماس قيادة السلطة الفلسطينية إلى إطلاق يد المقاومة الشعبية الواسعة لمواجهة عربدة المستوطنين وجنود الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.

وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس: إن الرد على جريمة اغتيال المواطنة عائشة الرابي يكون بالانخراط في برنامج نضالي كفيل بلجم هذه الاعتداءات ووضع حد لإرهاب قطعان المستوطنين بحق مواطنينا العزل.

جاء ذلك تعقيباً على استشهاد الحاجة عائشة الرابي (45 عاماً)، من قرية بديا قضاء سلفيت إثر تعرضها وزوجها للاعتداء من مستوطنين بإلقاء الحجارة على سيارتهما قرب حاجز زعترة الليلة الماضية.

وأضاف بدران أن جريمة الاعتداء المباشر على المواطنة الفلسطينية هي جريمة حرب واعتداء سافر على المواطنين العزل، وأن هذه العربدة والإرهاب لم تكن بهذا المستوى الخطير لولا دعم قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتشجيعها، وحمايتها، والدعم السياسي من أعلى المستويات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال: "إن شعبنا الفلسطيني الذي أنجب المقاوم أشرف نعالوة لن يقبل بمعادلة العربدة والهيمنة التي يحاول المستوطنون فرضها على أهلنا في الضفة، وثقتنا بهذا الشعب العظيم ومقاوميه الأبطال أنهم لن يمرّروا جريمة قتل الحاجة الرابي مرور الكرام، وعلى العدو وقيادته أن تعي العبرة من عملية بركان وحوارة جيداً.

 

من نفس القسم دولي