دولي

ماهر صلاح: القدس والأقصى عنوان وحدة الأمة والحصار إلى زوال

أشار الى وجود مبشرات للوصول الى حلول لانتهاء الحصار

أكد ماهر صلاح، قائد حركة "حماس" في الخارج، وجود مبشرات للوصول إلى حلول للانتهاء من حالة الحصار الخانق على قطاع غزة، مع استمرار الجهود العربية والدولية، مشددًا على أن "قضية القدس والأقصى هي العنوان الوحيد الذي يمكن أن تجتمع عليه الأمة في مواجهة العدو الحقيقي لها.

وعدّ صلاح في مقابلة شاملة مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، نجاح الجهود القطرية بإدخال الوقود لمحطة الكهرباء بغزة بالتعاون مع المنظمات الدولية أحد المبشرات، مشددًا على ضرورة استمرار الضغط على الاحتلال لكي تستمر هذه الجهود.

وأكد استمرار الجهود المصرية حاليًّا للوصول إلى اتفاق تهدئة في غزة؛ من باب المصالحة أولاً، وهو الأمر الذي لا يزال متعثّراً، بسبب المواقف المتشدّدة من حركة فتح.

ورغم أن القيادي الفلسطيني أشار إلى أن المشهد اليوم في خطر شديد، خاصة مع حالة الضعف التي تعتري أمتنا العربية والإسلامية؛ إلّا أنه أكد أن نافذة الأمل مفتوحة، مبديا ثقته أن الحصار سيكسر، وأن الاحتلال سيندحر، وتتحرر الأرض، ويعود الفلسطينيون إلى بلادهم، وتقوم الدولة الفلسطينية.

وأكد أن القدس ومواجهة الاستيطان يشكلان أولوية لحركته، موضحا أنها تبذل داخل فلسطين وخارجها، بالدم والمقاومة، والمال، وتسخير العلاقات والحراك السياسي، والضخ الإعلامي، والإنتاج الثقافي، والجهود ضد الاستيطان والجدار والتهويد،

وتوعية الأمة الإسلامية جمعاء بخطورة ما يجرى في القدس من تهويد وما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات.

وشدد على أن غزة هي مركز ثقل المقاومة، وذروة السنام، وعنوان الجهاد والعزة والكرامة، والقدس هي بطاقة الشرف وأسّ الصراع، والضفة هي محور الصراع الاستراتيجي ومستقبل القضية، والخارج هو منطلق التحرير والعودة، وصاحب السهم الأوفر في الدعم والمساندة والمشاركة، إلى أن يلتقي الماء على أمر قد قُدر، على أرض فلسطين المباركة.

 

مواجهات الاستيطان والتهويد

 

أشار ماهر الى أن حماس تقوم بالجهد الأكبر في مواجهة مخططات الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس، ونحن نعتقد أن معركتنا الاستراتيجية ستكون على أرض الضفة والقدس، ولذلك نجد المحتل يسابق الزمن في فرض الوقائع على الأرض؛ بالتهام أراضي الضفة الغربية والقدس، والسعي المحموم لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، بل السعي لهدمه، وتهويد القدس ثقافة وأرضاً وتعليماً ولغة، زماناً ومكاناً وإنساناً.

الجهد الذي تبذله الحركة في داخل فلسطين وخارجها، بالدم والمقاومة، وبذل المال، وتسخير العلاقات والحراك السياسي، والضخ الإعلامي، والإنتاج الثقافي، والجهود ضد الاستيطان والجدار والتهويد، وتوعية الأمة الاسلامية جمعاء بخطورة ما يجرى في القدس من تهويد وما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات، وتحريكها، وتفعيل دورها في الدفاع عن المقدسات والأرض المباركة، كلها جهود كبيرة ومهمة، لكنها في الحقيقة تقصر عن مواجهة المخططات الصهيونية ومن يساندها دوليًّا وعربيًّا وفلسطينيًّا للأسف الشديد.

ولذلك يقع على عاتق الأمة العربية والإسلامية خصوصاً، وشرفاء العالم عموماً، مسؤولية كبيرة وعبء ثقيل أن تشارك وتدعم وتساند هذه الجهود لتثبيت الشعب الفلسطيني (خاصة في القدس) ودعم جهاده ومساندة جهوده، بالمال والرجال وجميع الإمكانات المادية والمعنوية.

 

صفقة القرن

 

شدد ماهر صلاح على أن هناك خطة شرسة وخطيرة لتصفية القضية الفلسطينية والانتهاء من قضاياها الكبرى؛ القدس وحق العودة واللاجئين والدولة، وإعادة ترتيب منظومة الأعداء والأصدقاء في المنطقة ليصبح الكيان الصهيوني هو الصديق بل الحليف الذي من الطبيعي أن تتحالف معه ضد العدو الجديد المصطنع (إيران)، وذلك استغلالاً للحالة المهترئة التي تعيشها منطقتنا.

ومن الواضح أن واضعي هذه الخطة (التي هي استجابة أمريكية في عهد ترمب، لرؤى ورغبات الحكومة اليمينية المتطرفة للاحتلال الصهيوني برئاسة نتنياهو) قد قدّروا خطأ أنه يمكن أن تحظى هذه الخطة بتأييد عربي علني، الأمر الذي تبينت لهم صعوبته عندما ثبت الموقف الفلسطيني الرافض بشقيه الإسلامي والوطني. الأمر الذي حدا بهؤلاء إلى التنفيذ الفعلي لبنود هذه المؤامرة دون إعلان عنها، وهو ما اتضح جليًّا في الخطوات الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها، ووقف مساعدة وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومحاولة إغلاقها، وإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني، والضغط على دول المنطقة للتسريع في جهود التوطين والتهجير للمخيمات الفلسطينية في الشتات، ووقف التعامل مع الوثائق الفلسطينية في دول المنطقة، لتحويل صفة اللاجئين الفلسطينيين، إلى جاليات فلسطينية في دول الاغتراب.

وأخيراً وليس آخراً، "قانون يهودية الدولة" الذي أقره الكنيست مؤخراً، وإغلاق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن، وتقليص أو وقف مساعداتها، وإقرار شرعية الاستيطان، ورفع فزاعة الخطر الإيراني لابتزاز دول المنطقة مالياً وسياسيا.ً

و حق العودة للاجئين الفلسطينيين على رأس أولويات عملنا في الخارج، ويوجد عندنا دائرة مختصة بهذا العنوان، وتدير العديد من المؤسسات والمراكز، وتنظم الفعاليات والأنشطة والمؤتمرات الإقليمية والدولية التي تعمل على تثبيت حق اللاجئين في العودة إلى فلسطين بعد تحريرها، وكذلك حقهم في الحياة الكريمة في الشتات لحين تمكنهم من العودة إلى بلادهم وهذا حسب قول صلاح.

والحركة تسخّر علاقاتها السياسية لتحقيق هذه الأهداف، سواء على الصعيد العربي والإسلامي، أو الصعيد الدولي والأممي، وتدافع عن هذه الحقوق بكل ما أوتيت من إمكانات مادية وسياسية وقانونية، وتعمل على تثبيت حق اللاجئين بالتعاون مع المؤسسات والمراكز المتخصصة في الغرب وفي البلاد العربية، وتتعاون مع وكالة الغوث للاستمرار في أداء دورها، وترعى اللاجئين في الشتات، ساعية لمعالجة آلامهم، وتحقيق آمالهم، خاصة في لبنان والأردن وسوريا، وباقي دول الشتات العربية والأجنبية.

 

حصار غزة

 

أكد قائد حركة حماس أنهم لم يتركوا جهداً في تحقيق حياة كريمة وشريفة لشعبهم البطل في غزة، الذي خرج في مسيرات شعبية هادرة لما يقارب 200 يوم، قدّم فيها تضحيات بآلاف الجرحى، ومئات الشهداء. ما أجبر المجتمع الدولي، ودفع المحيط العربي، إلى التحرك لإيجاد حلول إنسانية للأوضاع الصعبة جدًّا التي يعيشها أهلنا في غزة، ولتجنب سيناريو الحرب الكارثية التي يحاول الجميع تجنبها.

ولذلك من السابق لأوانه الحديث عن فشل جهود التهدئة، حيث لا تزال الجهود العربية والدولية تُبذل للوصول إلى حلول للانتهاء من حالة الحصار الخانق. وتوجد بدايات مبشّرة، لكن لا بد أن يستمر الضغط على المحتلّ لكي تستمر الجهود العربية (خاصة من قطر ومصر) والدولية (خاصة المبعوث الدولي للسلام ميلادينوف). ومن المبشّرات نجاح الجهود القطرية بإدخال الوقود لمحطة الكهرباء بالتعاون مع المنظمات الدولية، ولعلّ زيارة وفد الحركة الأخيرة إلى مصر، ولقاءاته مع جهاز المخابرات والوزير عباس كامل، تفتح آفاقاً جديدة.

أما عن الحصار فأكد صلاح، أن الإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة على قطاع غزة، قد فاقمت معاناة شعبنا الصابر، بسبب الحصار الذي فرضه الاحتلال براً وجواً وبحراً، منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية في عام 2006، وبعد أسر الجندي الصهيوني شاليط.

 

من نفس القسم دولي