دولي

انتهاء المهلة لهدم الخان الأحمر ذاتياً: الفلسطينيون يصرّون على مواجهة الهدم

مهلة هدم الخان الأحمر تنتهي اليوم

مع انتهاء المهلة التي حدّدتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، لهدم قرية الخان الأحمر، شمالي القدس المحتلة، بشكل ذاتي، توافدت، وفود عديدة من الفلسطينيين من مختلف محافظات الضفة الغربية إلى القرية، لدعم وإسناد الأهالي الذين أكدوا إصرارهم على التصدّي لأي محاولة وشيكة لهدم قريتهم، والمتوقع أن تتم في غضون اليومين المقبلين.

وقال رئيس هيئة "مقاومة الجدار والاستيطان" الفلسطينية وليد عساف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاعتصام المفتوح مستمر، وهناك أعداد كبيرة من الأهالي والمتضامنين يقيمون في الخان الأحمر تأهباً لأي عملية مداهمة قد تنفذها قوات الاحتلال للمنطقة في أي لحظة".

ووزّعت الإدارة المدنية للاحتلال الإسرائيلي، في 23 سبتمبر/أيلول المنصرم، إنذاراً على سكان الخان الأحمر، جاء فيه أنّه "بموجب قرار محكمة العدل العليا والقانون، عليكم هدم كل المباني المقامة داخل نطاق الخان الأحمر بشكل ذاتي، وذلك لغاية الأول من أكتوبر/تشرين الأول، وإذا تمنعتم عن تنفيذ ذلك فستعمل سلطات المنطقة لتنفيذ أوامر الهدم بموجب قرار المحكمة والقانون".

ويسكن قرية الخان الأحمر قرابة 400 بدوي فلسطيني، من بينهم 48 أسرة تتحدر جميعها من عشيرة "الجهّالين"، لجأوا إليها إثر ترحيلهم قسرياً في عام 1948 عن أراضيهم في النقب المحتل، جنوب فلسطين التاريخية، بالقرب من مصر، وبسبب أهمية موقع القرية، فإنّ من شأن عملية هدمها التمهيد لإقامة كتلة استيطانية تعزل القدس الشرقية عن محيطها، وتقسم الضفة الغربية المحتلة إلى قسمين.

من جانبه، وجّه رئيس المجلس القروي للخان الأحمر عيد خميس، نداء للفلسطينيين من أجل التعبير عن مزيد من الدعم على أرض الخان الأحمر، لمواجهة أي عملية هدم للقرية.

وقال خميس لـ"العربي الجديد"، "لن نرفع الراية البيضاء وسنتصدّى لهم؛ وإن هدموها سنعيد بناءها سواء في موقعها الحالي أو قريباً منها."، وكان متضامنون أجانب وممثلون عن مختلف القوى الفلسطينية، ورجال دين مسيحيون، قد شاركوا، على مدى أشهر، في فعاليات تضامنية، تعبيراً عن رفض قرار إخلاء قرية الخان الأحمر وهدمها وتشريد قاطنيها.

وقال المواطن من عرب "الجهالين" عبد أبو غالية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المطلوب من كل المواطنين دعم إخوانهم هنا في مواجهة هدم الخان الأحمر، لأنّ هدمه سيتبعه هدم مواقع وتجمعات أخرى ولن يسلم منها أحد، في حين يتواصل عدوان المستوطنين على الأقصى.

وأمضت جموع من المتضامنين الفلسطينيين، ليل الأحد، داخل خيمة الإسناد في قرية الخان الأحمر، وأدت صلاة الفجر هناك، تعبيراً عن وقوفها مع أهالي القرية واستعدادها للدفاع عنها، وقال أحد المتضامنين مجدي أبو صبيح: "لن نتوانى في الدفاع عن إخوتنا هنا، نحن نفتخر بأننا في الصفوف الأولى في الرباط والإسناد للخان الأحمر، وسنبقى خط الدفاع الأول عن البوابة الشرقية للعاصمة المحتلة، ولنا الشرف أن نكون حراساً للمقدسات الإسلامية والمسيحية في عاصمتنا الأبدية".

الموقف ذاته عبّر عنه كل من محافظ القدس عدنان غيث، وأمين سر حركة "فتح" إقليم القدس شادي مطور، حيث اعتبرا أنّ قضية الخان الأحمر "جزء من المعركة الأشمل للدفاع عن المسجد الأقصى"، وقال غيث، لـ"العربي الجديد"، الإثنين: "هذه واحدة من معارك كثيرة لن نتردد في خوضها، بينما معركتنا الكبرى في الأقصى الذي يستبيحه المستوطنون في كل يوم، وبلغت ذروة استباحتهم في (عيد العرش) حيث اقتحمه نحو ثلاثة آلاف مستوطن، في غضون أربعة أيام فقط"، داعياً إلى "أوسع حملة دعم وإسناد لأهالي قرية الخان الأحمر والتهيؤ للدفاع عنها".

من جهته، قال أمين سر حركة "فتح" شادي مطور، والمبعد عن الأقصى لستة أشهر، في حديث لـ"العربي الجديد"، الإثنين، إنّ "هذه معركة وسنخوضها، وقلنا إنّها جزء من معركة الدفاع عن الأقصى، لذا أهيب بكل أبناء فتح والفصائل كافة أن يهبوا للدفاع عن القرية وسكانها، وأن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية بهذا الشأن".

 

من نفس القسم دولي