دولي
عباس في الأمم المتحدة خطابات متكررة فما الجديد؟
ردود الأفعال التي تليها تجد أنّ المحور الأبرز
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 سبتمبر 2018
في نقرة للبحث عن أرشيف خطابات رئيس السلطة محمود عباس أمام الأمم المتحدة، وردود الأفعال التي تليها تجد أنّ المحور الأبرز بين عشرات المواقع المحلية والعربية والدولية هو عنوان واحد اختصاره عباس لم يأتِ بجديد في خطابه بالأمم المتحدة.
في كل مرة يلقي بها عباس خطابه الأمم المتحدة يحمل معه في ورقة مكتوبة ومعدة مسبقاً جملةً من التهديدات والتحذيرات اللفظية، لتثير الحمية في صدور كل مناصريه، ثم ما هي إلا أيام أو ساعات لتعود الأمور على ما كانت عليه ويبقى الأمر الواقع.
ويؤكّد محللون سياسيون تواصل معهم "المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ تحذيرات عباس وتهديداته اللفظية لا تتوقف على الأمم المتحدة فحسب؛ بل تنسحب على باقي المؤتمرات الحركية والرسمية مثل المجلس المركزي والمجلس الوطني، في قرارات عدة اتخذوها وأوقفها عباس بمرسوم رئاسي كإعلان وقف التنسيق الأمني منذ عام 2015، إلا أنّه لا يزال يتزايد ويتصاعد بأبشع صوره وأشكاله.
المحلل السياسي حسام الدجني، وصف واقع التجربة التاريخية لخطابات رئيس السلطة أنّها تعاني من فجوة كبيرة بين النظرية والتطبيق، مؤكّداً أنّ ما يمارسه عباس هو "انفصام سياسي" بينهما فعليًّا على أرض الواقع.
وضرب الدجني أمثلةً عدة على قرارات المجلس المركزي والمجلس الوطني والمؤتمرات الحركية، التي أعلنت عن قرارات مهمة ومصيرية إلا أنّها لم تلقَ أي استجابة فعلية على الأرض.
لكن هل يكون هناك جديد في خطابه القادم؟ يجيب المحلل السياسي "في حال كان هناك تحول في موقف السلطة ورئيسها، أن يقدم جديد يتناسب مع ما يقدمه ترمب للاحتلال الصهيوني، فالجديد هو أن يعلن التحرر من اتفاق أوسلو بشكل واضح وعملي، وأن ينفذ ذلك على أرض الواقع ويمهل العالم شهرًا أو شهرين لتحقيق ذلك.
لكن الدجني يعتقد أن يبقى خطاب رئيس السلطة في طور المناورة كما هو الحال في كل مرة من أجل تحقيق مكاسب أهمها عنصر الوقت، مبيناً أنّ عباس قد يلجأ إلى إلقاء خطاب ناري على قاعدة أنّ هناك من يفرغ هذا الخطاب من مضمونه.
وأشار إلى أنّ الخطاب قد يبقى في دائرة الاستجداء بشكل أو بآخر للمجتمع الدولي، داعياً إلى أن يكون هناك تطبيق عملي لأي قرار أو سلوك يمكن أن يعلن عنه..."لن يأتي بجديد".. بهذا اختصر المحلل السياسي فهمي شراب تعليقه على خطاب رئيس السلطة، وأضاف: "العام الماضي غرق في شرح قضايا تاريخية ليس لها علاقة بمواضيع الانتهاكات الإسرائيلية أو القدس أو الاستيطان والتوسع والتمدد اليهودي الإسرائيلي أو قضايا انتهاك حقوق الأسرى في السجون الإسرائيلية".
وأشار إلى أنّ عباس سيظل متمسكًا بالعقوبات؛ لأنها توفر له على الناحية المالية ما تم خصمه أمريكياً وأوروبياً وعربياً، "كما أنه سيسعى لزيادة الخناق على قطاع غزة ويجعله يقترب من الاستسلام التام.وتوقع شراب أن يصّعد عباس لفظياً ضد الولايات المتحدة للدرجة التي لا يغضبها أو يغضب "إسرائيل"، مبيناً أنّ بقاءه مرتبط بمدى رضا "إسرائيل" عليه وعلى سياساته التنسيقية.وقال: "أقصى ما قد يهدد به هو وقف التنسيق لفظياً بينما على أرض الواقع هو ما يزال يسلم جنود الاحتلال التائهين في الأراضي الفلسطينية إلى أقرب منطقة إسرائيلية بأمان وبسلام، كما هو الحال في كل مرة.
كما توقع المحلل السياسي، أن يعود عباس لتحميل حماس مسؤولية فشل المصالحة، "كما سيطلب من المجتمع الدولي التدخل لإنهاء الحصار (لذر الرماد في العيون) بينما سيمارس الحصار بنفسه"، كما قال.
الكاتب والمحلل السياسي عماد محسن توقع أن ترتفع حدة التهديدات من رئيس السلطة، ليس ضد أمريكا أو "إسرائيل"، بل ضد الشعب الفلسطيني وقواه الفاعلة المختلفة معه ومع برنامجه السياسي بمن فيهم الفتحاويّون أنفسهم.