دولي

الهدم الذاتي ذروة التنكيل الإسرائيلي بالفلسطينيين

رفض أهالي الخان الأحمر قرار الاحتلال

استيقظ أهالي قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، والمهددة بالهدم، على اقتحام قوةً مشتركة من ضباط الاحتلال وذراعه التنفيذية المسماة "الإدارة المدنية"، المنطقة وتسليم قاطنيها، وهم من العائلات البدوية، إنذاراً بهدم القرية ذاتياً أي بأيديهم في مهلة أقصاها الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل وإلا فستخليهم وتهدم قريتهم بالقوة إن لم يفعلوا ذلك بأيديهم حتى نهاية الشهر الحالي.

ووصل الصلف الإسرائيلي في الإنذار حد عرض المساعدة على أهالي الخان الأحمر في هدم منازلهم ذاتياً، إذ جاء في الإنذار أي مواطن يرغب بالحصول على المساعدة في الهدم أو نقل الأغراض عليه التوجه لمديرية التنسيق والارتباط ضواحي القدس لغاية التاريخ المذكور أعلاه بواسطة هاتف رقم. 

موقف أهالي القرية لخصه رئيس مجلس قرية الخان الأحمر، عيد خميس، الذي أكد في حديث مع "العربي الجديد"، رفض الأهالي التعامل مع هذا القرار بالمطلق وتصميمهم على التصدي لقوات الاحتلال إن جاءت لتنفيذ عملية الهدم" وأضاف "حتى لو فعلوا ذلك، سنعيد بناءها، إما في موقعها الحالي أو في أقرب منطقة منها، لن نغادر المكان.

يبقى أنه بعد الإنذار بهدم الخان الأحمر ذاتياً، أي على يد قاطنيها من الفلسطينيين، يكون الاحتلال قد قطع شوطاً طويلاً في عقوبة لم يسبق أن مارسها احتلال في العالم كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي من إجبار الفلسطيني على هدم السقف الذي يأويه بيديه.

صور الفلسطينيين، وتحديداً أهل القدس المحتلة الذين يرغمهم الاحتلال على هدم منازلهم بأيديهم بحجة البناء غير المرخص، وكم القهر والإذلال الذي تحمله وجوههم وهم يحملون معاولهم ويهدمون جدران بيوتهم، يؤرخ للفصل ما قبل الأخير من هيمنة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية تحت غطاء محاكم الاحتلال التي تنحاز للاستيطان والمستوطنين بشكل مطلق.

وفي السياق، يرى الخبير في شؤون القدس والاستيطان، جمال عمرو، أن "سياسة الهدم الذاتي كانت دوماً متبعة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لكنها برزت وترسخت بشكل كبير منذ اتفاق أوسلو 1993، إذ أصبح الاحتلال أكثر حرصاً على ملاحقة الفلسطينيين بهدف السيطرة على مساحات إضافية من الأرض ومنع الفلسطينيين من الامتداد بناء على ما تم توقيعه من تقسيم أراضي الضفة الغربية إلى مناطق، لذلك فإن أي بناء أو امتداد عمراني للفلسطينيين بدون ترخيص سواء في مناطق أو القدس فإن الاحتلال بالمرصاد.

 

من نفس القسم دولي