دولي

هل داست السلطة شروطها لأجل العودة للمفاوضات مع "إسرائيل

استمرارية اللقاءات مع الوفود الإسرائيلية يثبت ذلك

أربعة شروط وضعتها السلطة الفلسطينية من أجل العودة للمفاوضات مع "إسرائيل"، إلا أنّ استمرارية اللقاءات بين رئيس السلطة وأقطابها مع وفود "إسرائيلية" كان آخرها لقاء عباس أولمرت في باريس، يؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك، ليس تخلي السلطة عن شروطها فحسب، بل وسعيها الحثيث للعودة ولو لمفاوضات شكلية تسعى من خلالها السلطة لإبراز أنّها عنصر فاعل وقوي في الساحة الفلسطينية والإقليمية.

وبحسب ما نشرته صحف عربية ودولية قبل نحو أكثر من عام، أنّ شروط السلطة ترتكز على وقف الاستيطان، وإطلاق دفعة من الأسرى القدامى، وبدء مفاوضات ترسيم الحدود 67 بعد تعهد إسرائيلي- أمريكي بحق الفلسطيني في دولة ضمن هذه الحدود، وتحديد سقف زمني لإنهاء المفاوضات.إلا أنّ هذا الشروط لم تلق أي التفات "إسرائيلي" أو أمريكي، بل تعدتها "إسرائيل"، تساندها الإدارة الأمريكية، إلى إعلان القدس عاصمة للكيان، واستمرار المشاريع الاستيطانية، واستمرار احتجاز الأسرى، بعيداً عما يسمى المفاوضات.".

 

لقاء عباس أولمرت

 

صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية كشفت عن تفاصيل لقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، في مقر إقامته بالعاصمة الفرنسية باريس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته، إن أولمرت شدد على أنه لا بديل عن حل الدولتين، وأن على الولايات المتحدة و"إسرائيل" وأوروبا أن يدركوا هذا الأمر، مشيرًا إلى أن هذا الحل ممكن، وأن عباس هو الوحيد القادر على إنجازه.

المحلل السياسي إياد القرا، أشار إلى أنّ هذا اللقاء يأتي في سياق اللقاءات التي يعقدها عباس مع الإسرائيليين بشكل دائم وهي لقاءات مكثفة ومتوالية.

وأوضح في تصريح صحفي أنّ رئيس السلطة منفتح على المجتمع الصهيوني والتعاطي معه، ويعتقد أنّه يؤثر فيه؛ "رغم أنّ المجتمع الصهيوني أكثر تطرفاً من أي وقت مضى، وهو يتفق بالإجماع على قتل الفلسطيني وترحيله.

ويؤكّد القرار، أنّ هناك محاولات مستميتة لدى عباس من أجل العودة للتفاوض، وهذا الاستعداد الذي لديه قديم جديد، مبيناً أنّه يرسل بذلك إشارات للحكومة الصهيونية باستعداده البدء بالتفاوض سرًّا.

ويضيف: "لكن كل ما يعني إسرائيل الآن ليس العودة للمفاوضات، بل تريد أن يمضى الوقت لتظهر أمام العالم أن هناك مفاوضات بشكل أو آخر، وهي لا تقدم أي شيء، وبدليل الحملات المسعورة من الاستيطان وتهويد القدس، وتأخذ كل ما تريد ولا تعطي أي شيء".

 

الوقوف على الأطلال

 

الكاتب والمختص بالشأن الصهيوني عماد أبو عواد، وصف لقاء عباس أولمرت، بأنّه محاولة لإحياء ميت أو على الأقل، الوقوف على الأطلال"، لافتاً إلى أنّ أطرافا في السلطة، وأقطاب المركز واليسار في دولة الاحتلال يتمنون أن يكون هناك نوع من الوصول إلى تفاهمات سياسية، ومحاولة التوصل إلى تسوية معينة.

ويقول أبو عواد إنّ "السلطة تخلت عن شروطها منذ زمن وليس الآن، وقد أكّد ذلك حديث رئيس السلطة المتكرر عن رفض نتنياهو للقائه"، موضحاً أنّ الطرف الإسرائيلي لا زال متعنتاً بل "ويعدّ أنه لا داعي للمفاوضات في ظل وجود ضغط أمريكي كبير على السلطة الفلسطينية، وإسرائيل مستمرة بمشاريعها الاستيطانية بالضفة والقدس، وهي غير معنية بالعودة لمفاوضات لن تقدم لها شيئا طالما كل ما تريده يتحقق بدونها.

وأشار أبو عواد، إلى ما يمكن أن يجنيه الفلسطينيون من المفاوضات، وقال: "هو مزيد من هدر الوقت دون تحقيق أي نتائج، لأن تجربة 25 عاما من المفاوضات وصلت إلى صفر كبير تدلل على ذلك، ولكن هناك من يريد المفاوضات من أجل المفاوضات، وأن هناك مشروعا سياسيا يسير، والمفاوضات مبرر لوجود بعض الأطراف في الساحة سواء الفلسطينية أو الإسرائيلية.

 

بحث عن الأضواء

 

المحلل السياسي والخبير في الشأن الصهيوني صلاح الدين العواودة، أشار إلى أنّ لقاء عباس أولمرت يأتي في سياق لقاءاته المعتادة مع بقايا اليسار الصهيوني الذي لم يعد يملك أي دور سياسي في "إسرائيل" غير الذكريات، فبينما لا يجد أولمرت السجين المفرج عنه أي اعتبار لدى المجتمع الصهيوني، يبحث عن الأضواء لدى الرئيس الفلسطيني.

 

من نفس القسم دولي