دولي

إسرائيل تحرض لإغلاق مكاتب منظمة التحرير وسفارات فلسطين

بعد غلق مكتب المنظمة بواشنطن

 

حثت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريجيف الاتحاد الأوروبي على اتخاذ خطوة مشابهة للموقف الأمريكي من منظمة التحرير الفلسطينية وإغلاق مكاتبها بزعم عدم نيتها تحقيق السلام والتحريض على العنف، وأشارت ريجيف في تصريح لها، إلى إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن إغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وقالت: "منظمة التحرير الفلسطينية لا تسير بالطريقة التي تسعى من أجل السلام، ولكنها تحرض على الحروب، وادعت "لقد فعل الرئيس ترمب بشجاعة ما كان يجب القيام به منذ فترة طويلة، هذا قرار يضع نهاية للمذابح التي لا نهاية لها، والتحريض على الأمريكيين والعالم ضد دولة إسرائيل" على ما جاء في البيان.

 

وواصلت تحريضها وفق استراتيجية الحكومة الإسرائيلية واللوبي الصهيوني في واشنطن قائلة: "لقد حان الوقت لكي تفهم الدول الغربية الأخرى أنها تتعرض للكذبة الفلسطينية والتحريض الذي يتسرع في مجتمعها، وتغلق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية التي تنشر الكراهية ضد إسرائيل، وأشارت إلى حملة يجري إعدادها في الخارجية الإسرائيلية لإغلاق مكاتب المنظمة وسفارات الدولة الفلسطينية..

فيما أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سابقا إغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، متهمة قادة السلطة بعدم إجراء "مفاوضات مباشرة ومهمة مع إسرائيل، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، في بيانٍ: "قادة منظمة التحرير الفلسطينية انتقدوا الخطة الأميركية للسلام حتى قبل الاطلاع عليها، ورفضوا التحدث مع الحكومة الأميركية بشأن جهودها من أجل السلام، وأضافت "قررت الإدارة أن مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن سيُغلق في الوقت الراهن.

 

ماذا تريد الإدارة الأمريكية بإغلاق مكتب منظمة التحرير

 

ما بين الترحيب الإسرائيلي والغضب الفلسطيني، جاء قرار الإدارة الأمريكية، إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ليشكل صفعة جديدة لمسيرة التسوية بعد ربع قرن من "الثمرة الفاسدة" لأوسلو؛ ويطرح تساؤلات عن المغزى الحقيقي للقرار في هذا التوقيت.

وافتتحت المنظمة مكتبها في واشنطن عام 1994، بعدما سماح الولايات المتحدة الأميركية؛ التي ألغت حينها قانون ينص على أن الفلسطينيين لا يستطيعون الحصول على مكاتب، وبقيت تمارس الابتزاز للسلطة والمنظمة عبر أذونات تمديد عمل المكتب كل ستة أشهر، وتبنى الكونجرس الأمريكي عام 2015 قانوناً يفرض شروطاً على مكتب منظمة التحرير الفلسطينية؛ إذ نصّ القانون أنه لا يمكن للمنظمة إدارة مكتبها في واشنطن إذا حثت المنظمة المحكمة الجنائية الدولية على محاكمة المسؤولين "الإسرائيليين" بشأن جرائمهم ضد الفلسطينيين.

 

مخلّفات أوسلو

 

الكاتب والمحلل السياسي عصام شاور أشار إلى أنّ هذا القانون مهّد للإدارة الأمريكية ارتكاب جرائم في عهد الرئيس الحالي ضد الفلسطينيين وضد السلطة ومشروعها السياسي، مؤكّداً أنّه كان يجب على منظمة التحرير أن تدرك أنها لن تصل إلى نهاية مشرّفة مع اتفاقية أوسلو.

وقال شاور لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "إسرائيل تحقق إنجازات ميدانية لا يمكن التراجع عنها بالضغط السياسي، أما ما تحققه المنظمة من إنجازات يمكن أن تخسره بين لحظة وأخرى كما حدث مع مكتبها في واشنطن

ورغم الفشل الذريع الذي وصلت إليه مسيرة التسوية، لا تزال قيادة منظمة التحرير "المختطفة" من حركة فتح وقيادة السلطة، تراهن على هذا المسيرة، من خلال تكريس دورها الأمني في مواجهة المقاومة، ورفضها إنجاز مصالحة على أسس وطنية مع حركة حماس، وفرضها عقوبات جماعية ضد قطاع غزة تماهيا مع الحصار الإسرائيلي عليه؛ وفق الخبراء، "من الواضح أنّ الولايات المتحدة تتقدم بعدة إجراءات نحو الفلسطينيين، ولم تعد تخفي عداءها الواضح لهم، وانحيازها التام للإسرائيليين بلا مواربة"، يقول المحلل السياسي إياد القرا.

ويعزو القرا القرارات الأمريكية في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إلى أنّه في عهد ترمب باتت الجماعات اليهودية المتطرفة في الولايات المتحدة هي من تحكم وتقرر ولا ترى في الفلسطيني إلا عدوًّا، وتمارس هذا الدور بطريقة واضحة.

وخلال 10 أشهر اتخذت إدارة ترمب 9 قرارات ضد الفلسطينيين، بدأت فعليا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني2017، حيث قررت الإدارة الأمريكية عدم التمديد لمكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، خلافا لما درجت عليه الإدارات الأمريكية السابقة منذ افتتاح المكتب في العام 1994، فيما كان القرار الأخطر في في السادس من شهر ديسمبر/كانون الأول2017، حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قراره الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية إليها.

الأكاديمي والمحلل السياسي هاني البسوس، عدّ وقف التمويل الأمريكي للأونروا وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن أنهما يجسدان الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال الإسرائيلي، وقال البسوس لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "هذه الخطوات يراد منها الضغط على السلطة والمنظمة لتقبل بمشروع التسوية الأمريكي (صفقة القرن)"، لافتاً إلى أنّ إغلاق مكتب المنظمة لن يكون الخطوة الأخيرة.

 

من نفس القسم دولي