دولي
فلسطينيون يحرقون صور ترامب وفريدمان ويرفضون محاولات أميركا تصفية قضية اللاجئين
رفض فلسطيني لسياسات ترامب
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 سبتمبر 2018
أحرق متظاهرون، بمدينة رام الله، صور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسفيره في إسرائيل ديفيد فريدمان، رافضين محاولات واشنطن تصفية القضية الفلسطينية وتصفية قضية اللاجئين من خلال وقف التمويل الأميركي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا، وشارك العشرات من المتظاهرين الفلسطينيين في وقفة احتجاجية أمام البيت الأميركي برام الله التابع لوزارة الخارجية الأميركية، والتي جاءت بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية للتأكيد على رفض محاولات أميركا شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين وانحيازها للاحتلال الإسرائيلي، في وقت رفضوا فيه وجود المؤسسات الأميركية في الأراضي الفلسطينية.
في الوقت الذي رفع فيه المشاركون العلم الفلسطيني ولافتات ترفض الإجراءات الأميركية وترفض ما بات يعرف بـ"صفقة القرن"، أحرق المتظاهرون صور ترامب وفريدمان أمام عدسات الكاميرات، وتصاعدت الهتافات المتمسكة بالقدس، والهتافات ضد الولايات المتحدة، حيث ردد المشاركون "ع القدس رايحين شهداء بالملايين"، و"أمريكا هي هي.. أمريكا راس الحية
وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة، إن "هذه الوقفة جاءت للتأكيد على أن ترامب لن يستطيع وقف حق شعبنا بدياره وفق القرار 194، وكذلك للتأكيد على أن الولايات المتحدة التي تعمق الشراكة مع دولة الاحتلال أصبحت عدوا للشعب الفلسطيني، وعليها أن تراجع سياساتها وقراراتها تجاه الشعب الفلسطيني. نحن أصحاب حق ولن نقبل الدعم الأميركي المشروط سياسيا
وشدد بكر على أن الفعاليات ضد الإجراءات الأميركية ستستمر خلال الفترة المقبلة، لأن الولايات المتحدة تضع نفسها في موقف العداء الكامل للشعب الفلسطيني، الذي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه الإجراءات الأميركية.
وأشار بكر إلى أن التصدي للإجراءات الأميركية تم نقاشه خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث يوجد توجه رسمي للأمم المتحدة لنيل العضوية الكاملة، علاوة على ضرورة أن يكون هناك تنسيق مع الإخوة العرب من أجل وضع قرارات القمم العربية موضع التنفيذ، وعلى الصعيد الشعبي بأن يتم تصعيد الحراك الشعبي ضد السياسيات الأميركية المناوئة للشعب الفلسطيني.
وخلال الوقفة، أكد بكر أن المؤسسات الأميركية الداعمة للاحتلال غير مرغوب فيها في الأرض الفلسطينية، ويجب أن تعامل كما مؤسسات الاحتلال، وأن تكون أهدافا مشروعة وأن ترحل عن الأرض الفلسطينية، فيما طالب السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بضرورة اتخاذ موقف حول إغلاق ووقف التعامل مع هذه المؤسسات الداعمة للاحتلال.
من جانبه، قال أمين سر حركة فتح في رام الله والبيرة، موفق سحويل، لـ"العربي الجديد"، إن "الفعالية هذه تأتي للتأكيد على أن الشعب الفلسطيني مصمم على نيل حقوقه ورفض الموقف الأميركي الذي يحاول جاهدا تصفية القضية الفلسطينية بمحاولة تنفيذ صفقة العصر من خلال فرض سياسة الأمر الواقع من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ثم نقل السفارة الأميركية إلى القدس وبعد ذلك الإصرار على العدوان الأميركي من خلال تصفية القضية الفلسطينية عبر إلغاء وكالة الأونروا التي جاءت بقرار الشرعية الدولية رقم 194
وأشار سحويل إلى أن الشعب الفلسطيني مستمر في حراكه الميداني ضد الموقف الأميركي المنحاز إلى الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الحراك السياسي، حيث سيخاطب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، العالم أمام الأمم المتحدة من أجل تحمل مسؤولياته لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، لكن أميركا ضربت قرارات الشرعية الدولية وأصبحت تمثل الموقف الإسرائيلي وأصبحت هي التي تخاطب العالم باسم إسرائيل.
في حين شدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد العوري، في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن هذه الوقفة جاءت لإيصال رسالة بأن أميركا في شراكة للاحتلال بشكل كامل، ويجب أن تتم معاملة أميركا على أنها دولة احتلال ومقاطعتها على كافة الأصعدة.
أما الأب عبد الله يوليو، فقد أكد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي قضية أساسية، ويجب على العالم أن يدرك بأننا متمسكون بثوابتنا، وحتى إن كانت القضايا متعددة لكن المشكلة واحدة وهي الاحتلال، "ونحن نرفض جميع الإجراءات الأميركية التي تستهدف القضية الفلسطينية.
فيما نشر المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جيسون غرينبلات، ، مقالاً في صحيفة "يسرائيل هيوم"، المملوكة لرجل الأعمال اليهودي الأميركي شيلدون إيدلسون، كرر فيه اعتماد إدارة دونالد ترامب، للموقف الإسرائيلي لحكومة بنيامين نتنياهو، باعتبار القضية الفلسطينية ليست لب الصراع في المنطقة
وقال غرينبلات، في مقالته، إنّ "غالبية الزعماء في المنطقة، يدركون اليوم أنّ إسرائيل ليست هي المشكلة، وبالفعل فإنّ الدولة اليهودية يمن أن تكون جزءاً من الحل لقضاياهم.
واتهم غرينبلات القيادة الفلسطينية برفض التعاون مع الولايات المتحدة، وقال في مقالته: "لقد بدأ هذا الرفض عندما اتخذ الرئيس ترامب قراره الشجاع والجريء والتاريخي بالاعتراف بالواقع، والذي بموجبه ستبقى القدس عاصمة إسرائيل. إنّ عدم استعداد القيادة الفلسطينية التعامل مع الموضوع هو أمر مخيب للآمال، ويضرّ فقط بالشعب الفلسطيني الذي تدّعي هذه القيادة خدمته".
وزعم أنّ القيادة الفلسطينية "تدين خطة سلام لم تطلع عليها إطلاقاً"، علماً أنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كشف، في لقاء مع وفد إسرائيلي في رام الله، أنّ غرينبلات نفسه، عرض عليه خطة أميركية تقترح حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال إقامة كونفدرالية أردنية فلسطينية، وكان رد عباس أنّه سيقبل باتحاد كونفدرالي فقط إذا كان ثلاثياً ويشمل أيضاً دولة إسرائيل.
كما زعم غرينبلات في مقالته أنّ "الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ليس، كما ادّعى كثيرون، قلب الصراع في المنطقة. حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لن يحل صراعات أخرى في المنطقة، التي تشمل أيضاً: (داعش) في العراق وسورية، وإرهابيون في صحراء سيناء، وحربا أهلية مأساوية في سورية، حربا في اليمن، حزب الله (منظمة إرهابية برعاية إيران) في لبنان، عدم الاستقرار في ليبيا، وقمع النظام الإيراني لشعبه، بينما يواصل بموازة ذلك تشجيع الإرهاب في أنحاء العالم، لكن هذا كله لا يجعل من حل الصراع أمراً أقل أهمية"، على حدّ قول غرينبلات.
وقال غرينبلات إنّه "سيبتهل خلال أعياد رأس السنة العبرية، ويوم الغفران اليهودي، من أجل الهدوء لمن يعيشون في منطقة غزة، سواء للإسرائيليين منهم والفلسطينيين الذين يعانون من النشاطات والعمليات الشريرة التي تقوم بها حماس"، بحسب زعمه.
وأضاف أنّه سيصلّي "من أجل عائلتي الجنديين الإسرائيليين هدار غولدين وشاؤول أورون، كي تعيد حماس جثمانيهما، كما من أجل المواطنين الإسرائيليين الآخرين المحتجزين لدى حماس"، حاثاً الجمهور اليهودي على أن ينضم إليه في ابتهالاته.