دولي

هل بدأت الولايات المتحدة بتنفيذ "صفقة القرن !!

الخضري وقف دعم "الأونروا أهم بنود الصفقة

المتحدث باسم الأنروا: تـمويــلاتنا تـــغطي شهــر سبتمبــر فقــط

 

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الإعلان الأمريكي عن وقف المساعدات للأونروا، يشير إلى أن واشنطن تنفذ بالفعل خطتها (صفقة القرن) بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والقضاء على الحركة الوطنية الفلسطينية، وأضافت: "هذه الخطة تتفق تمامًا مع خطة بنيامين نتنياهو، التي تقوم على رفض أي تسوية سياسية تقوم على أساس حل الدولتين ضمن حدود 1967، وإزالة القضايا الأساسية عن طاولة المفاوضات.

 

ورأت الصحيفة العبرية، أن الهدف هو الحد من الحلم الفلسطيني في توسيع نطاق الحكم الذاتي في الضفة الغربية، وإقامة أقل من دولة في قطاع غزة، وأشارت إلى أن "الخطوط العريضة" للخطة أصبحت واضحة بالفعل، فالجانب الأول فيها، هو زيادة البناء في المستوطنات، حتى خارج الكتل وفي المنطقة E1. والجانب الثاني اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها.

وبيّنت أن الجانب الثالث يتعلق باللاجئين الفلسطينيين، أو بالأحرى بحق العودة، متابعة: "في نظر الإسرائيليين والأمريكيين، قامت الأونروا بترسيخ مشكلة اللاجئين، والحفاظ على وضعهم في الضفة الغربية وغزة، وسمحت للبلدان التي استوعبتهم بالامتناع عن توطينهم.

وأردفت هآرتس: "الخطر على مستقبل الأونروا يحوم منذ عدة أشهر، والقيادة الفلسطينية ليس لديها خطة طوارئ في حالة تفاقم أزمة اللاجئين، وحذرت الصحيفة العبرية، من أن "وعاء الضغط الفلسطيني قد ينفجر؛ ليس في الضفة الغربية وقطاع غزة فحسب، بل في المنطقة بأسرها.

و"صفقة القرن" هي خطة تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات، بما فيها وضع مدينة القدس، تمهيدًا لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية و"إسرائيل"، لمواجهة الرافضين لسياسات واشنطن و"تل أبيب.

وترفض القيادة والفصائل الفلسطينية "صفقة القرن"، كما ترفض أي انفراد أمريكي في الوساطة في عملية السلام المنهارة أصلًا، عقب إعلان الرئيس الأمريكي، 6 كانون أول (ديسمبر) الماضي، عدّ القدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لدولة الاحتلال.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت أعلنت الجمعة في بيان أنّ إدارة الرئيس دونالد ترمب بعدما "درست بعناية المسألة، قرّرت أن الولايات المتحدة لن تقدّم بعد اليوم مساهمات إضافية إلى الأونروا.وأضافت "عندما قمنا بمساهمة أميركية قدرها 60 مليون دولار في كانون ثاني (يناير)، قلنا يومها بوضوح إنّ الولايات المتحدة لا تعتزم تحمّل النسبة غير المتكافئة بالمرّة من أعباء تكاليف الأونروا والتي تحمّلناها سنوات عديدة.وتابعت: "الولايات المتحدة لن تُقدّم مزيدًا من الأموال لهذه الوكالة المنحازة بشكل لا يمكن إصلاحه"، متهمةً الأونروا بأنها تزيد "إلى ما لا نهاية وبصورة مضخّمة" أعداد الفلسطينيين الذين ينطبق عليهم وضع اللاجئ.

والولايات المتحدة التي كانت على مدى عقود المساهم الأوّل في موازنة الأونروا، خفّضت في كانون ثاني (يناير) بنسبة كبيرة مساعدتها للوكالة الأممية، إذ إنّها لم تقدّم هذا العام سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في العام 2017

يشار إلى أن الـ "أونروا" تأسست وكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها في مناطق عملياتها الخمس (الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة.وتشتمل خدمات الوكالة الأممية، قطاعات التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية، وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.

وتعاني الوكالة الأممية من أكبر أزمة مالية في تاريخها، بعد قرار أمريكي، قبل أشهر، بتقليص المساهمة المقدمة لها خلال 2018، إلى نحو 65 مليون دولار، مقارنة بـ 365 مليونًا في 2017.

كما أكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري، أن قرار واشنطن وقف دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بشكل كامل، خطوة أمريكية بتنسيق "إسرائيلي"، تكشف أهم بنود "صفقة القرن"، وهي شطب قضية اللاجئين وتصفيتها.وأشار الخضري في تصريح صحفي صدر عنه، إلى أن هذه الخطة الأمريكية تظهر من خلال الطرح الأمريكي المتعلق بتعريف اللاجئ، وأن صفة "لاجئ لا تورث.وقال: "ردود الأفعال الدولية لا تتناسب وحجم المخاطر المُحدقة باللاجئين ومستقبلهم وحقهم في العودة الذي هو حق مقدس"، وشدد على أن أمريكا من خلال خطواتها التصعيدية تدمر أي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأشار إلى استمرار هذه الخطوات التي كان آخرها الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية للقدس، والدعم اللامحدود للاستيطان غير الشرعي في القدس والضفة الغربية، ودعم الخطوات الإسرائيلية المتسارعة في مواصلة توسيع المستوطنات، إضافة للبناء الاستيطاني الجديد بهدف فرض وقائع على الأرض تدمر أي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية

ووجه الخضري نداءً عاجلاً للمانحين كافة بضرورة الإسراع لإنقاذ الحالة الإنسانية للاجئين، والشروع في تنفيذ مشاريع إغاثية وتشغيلية عاجلة، إلى جانب سد العجز المالي للأونروا.وقال "الأوضاع الإنسانية لللاجئين الفلسطينيين عامة، وفي غزة خاصة، مأساوية وكارثية، وفي حال لم يتم تدارك الوضع من المانحين للأونروا باتخاذ قرارات سريعة وحاسمة تجاه زيادة الموازنات المرصودة لتغطية العجز الناتج عن القرار الأمريكي؛ سيزيد من كارثية الأموروأضاف "أوضاع اللاجئين خطيرة في أماكن تواجدهم كافة، ومستقبل حوالي نصف مليون طالب من أبنائهم في أماكن تواجدهم كافة مهدد، إلى جانب الخدمات الصحية والإغاثية والمساعدات الطارئة، وأشار الخضري إلى أن النسبة الأعلى لمن يتعرضون للخطر هي في غزة المحاصرة، حيث يتلقى حوالي مليون لاجئ مساعدات غذائية، وهي مصدرهم الوحيد، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.وبين أن نحو 85٪ من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، فيما معدل البطالة يتجاوز الـ 50٪، وبين الشباب يتجاوز 60٪

و قالت وزارة الخارجية التركية إن قرار الولايات المتحدة إنهاء تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، سيضر بالسلام والاستقرار الإقليمي، وأعربت الخارجية التركية في بيانٍ لها،عن خيبة أملها من قرار واشنطن، مشيرة إلى أن القرار سيؤثر سلبا على حياة أكثر من خمسة ملايين فلسطيني، وفق الأناضول.وأضافت: "في ظل هذه الظروف، باتت قدرة أونروا على مواصلة أنشطتها دون انقطاع بمنزلة اختبار للمشروعية، وواجب وجداني بالنسبة للمجتمع الدولي، ونبهت إلى أنه سيجرى بحث الموضوع بشكل مفصل في اجتماع سيعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم 27 سبتمبر/أيلول الجاري، برعاية الأردن والسويد والاتحاد الأوروبي وتركيا واليابان، وبمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام للأونروا،وتابع أن تركيا تتضامن بشكل تام مع الشعب الفلسطيني، وهي تتولى حاليا رئاسة اللجنة الاستشارية للوكالة، مؤكدًا أنها ستواصل بعزم بذل كل الجهود لدعم أونروا.

 

المتحدث باسم الأنروا: تـمويــلاتنا تـــغطي شهــر سبتمبــر فقــط

 

لا تزال ردود الفعل الفلسطينية والدولية الرافضة للقرار الولايات المتحدة الامريكية وقف تمويلها لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الانروا تتوالى في وقت تبحث فيه القيادة الفسطينية التحرك العاجل باتجاه مجلس الامن الدولي والجمعية العامة الممية  قبيل اجتماعاتها السنوية شهر سبتمبر الجاري، مضيفا أن التمويلات المتوفرة تغطي شهر سبتمبر فقط .

واوضح عدنان ابو حسنة  المتحدث باسم وكالة غوث اللاجئين الانروا  للقناة الاذاعية الاولى ان  "عجزا كبيرا في ميزانية الانروا طرأ بعد تخفيض  ميزانية دعم الوكالة من طرف  الولايات المتحدة الامريكية منذ جانفي المنصرم من 360 مليون دولار الى 60 مليون دولار وهو ما دفعنا  يضيف المتحدث الى حشد دعم اضافي  من الجمعيات والمنظمات الدولية  غير ان الاعلان عن قطع المساعدات تماما عن وكالة الغوث يعد ضربة قوية وقاسمة لجهود الانروا ولكن الوكالة لن تستسلم وتتحرك اتجاه المجتمع الدولي  واستطعنا جمع 283 مليون دولار والجهود مستمرة في هذا الاطار حتى نهاية العام ".

وعن التحركات الدبلوماسية المتبطة بالتوجه لمجلس الامن ، اضاف ابو حسنة " لدينا مؤتمر سيعقد  نهاية هذا الشهر على هامش اجتماعات الجمعية العامة  للامم المتحدة ، ووصف المؤتمر بالمهم للغاية  بالنظر الى العدد الكبير للدول المانحة  المشاركة فيه بدعوة  من الاردن والسويد واليابان والاتحاد الاوروبي  وهو ما سيكون فرصة لعرض التحديات التي تواجهها الانروا امام الجميع  وكيفية التغلب عليها" .

من نفس القسم دولي