دولي
سجال حماس وفتح وتكريس الكيانين الفلسطينيين
شن الرئيس الفلسطيني هجوماً على مفاوضات التهدئة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 أوت 2018
ليس من المستبعد أن تقدم حركة حماس على إبرام اتفاق تهدئة ثنائي بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة ما تواجهه الحركة من تحديات وأزمات كبيرة ناتجة عن الحصار المفروض على قطاع غزة، وخصوصاً أن مقترح التهدئة يشمل مراحل عدة، الأخيرة منها تنص على أن يتم الاتفاق فيها على هدنة طويلة الأمد بين قطاع غزة وإسرائيل من 5 إلى 10 سنوات، مع إتمام صفقة لتبادل الأسرى بين الطرفين. أما المرحلة الأولى من الاتفاق، فسيتم فيها فتح معبر رفح بشكل منتظم وتخفيف الإجراءات على معابر بيت حانون وكرم أبو سالم. وتشمل التهدئة في المرحلة الثانية، توقيع اتفاق مصالحة بين فتح وحماس لتجديد دفع الرواتب ودخول السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة، تحت إشراف مصري، وإعداد الأرضية لإجراء الانتخابات في غضون ستة أشهر. بينما تقضي المرحلة الثالثة وقبل الأخيرة الاستثمار في البنية التحتية في غزة وتخفيض البطالة، وربط ميناء غزة ببورسعيد لنقل البضائع، لكن دون أن يتم تحديد جدول زمني للمراحل المقترحة.
من مصلحة إسرائيل أن تصل إلى اتفاق تهدئة منفصل مع قطاع غزة، وهي بذلك تكون قد تمكنت من ترسيخ فكرة وجود كيانين فلسطينيين منفصلين، واحد بقيادة فتح في الضفة الغربية، وهو ملتزم بالتنسيق الأمني وقائم بما يجب عليه القيام به تجاه إسرائيل، والكيان الثاني في قطاع غزة تحت قيادة حماس ويمكن إلزامه عبر الاتفاق بضبط غزة ومنع أي عمل يشكل تهديدًا على إسرائيل. عضو الكابينت المصغر ووزير الإسكان الجنرال يوآف غالانت، قال: "إن التسوية مع حماس هي مصلحة إسرائيلية"، داعيًا إلى التوصل إليها بشروط.
الباحث الإسرائيلي في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب كوبي ميخائيل، قال "آن الأوان للاعتراف بأن هناك كيانين فلسطينيين في غزة والضفة، ويجب التعامل مع هذا الواقع القائم، والتفريق بين السياسة الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ونظيرتها أمام حماس في قطاع غزة"، ولمّح إلى أن "أهم شرط لنجاح هذه الخطة يكمن بتجاوز العنوان المتمثل في السلطة الفلسطينية، وعدم حاجة إسرائيل للتباحث معها في تفاصيل الخطة".
وشدد المعلق الإسرائيلي بن دافيد على أن "إسرائيل لم تعد معنية بعودة السلطة إلى حكم القطاع، وتبدو مهتمة بتكريس القطيعة بين الضفة والقطاع، وأن اتفاق الهدنة يعزز من هذا الاتجاه"، فيما رأى المراسل السياسي إيتمار آيخنر بجريدة يديعوت أحرونوت، أن "احتمالات التوصل إلى تسوية واسعة وطويلة المدى في قطاع غزة ضئيلة للغاية"، مشيرًا إلى أن "عقبات ذلك ترتبط أكثر بالعلاقات بين حماس وفتح وليس بالعلاقات بين إسرائيل وحماس".
السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح سارعتا إلى إدانة أية محاولة من حماس قد تفضي إلى توقيع اتفاق تسوية منفردة مع إسرائيل. واعتبرت فتح أن التهدئة طويلة الأمد تسعى إلى فصل قطاع غزة عن الضفة، وهي مقدمة لتأهيل حماس لتكون شريكًا مقبولًا من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.