دولي

استئناف مفاوضات التهدئة والمصالحة: أيام فلسطينية حاسمة في مصر

غضب مصري غير مسبوق من عباس

تستعد القاهرة لاستقبال جولة جديدة من المشاورات بين الفصائل الفلسطينية، لإتمام اتفاق تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي، وإنجاز المصالحة الداخلية بين حركتي "فتح" و"حماس"، برعاية مصرية.

ففي الوقت الذي قال فيه عزام الأحمد، عضو اللجنتين التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح"، إنّ وفدًا من قيادة الأخيرة سيتوجّه إلى القاهرة لبحث ملفي التهدئة في غزة والمصالحة الفلسطينية مع "حماس"، أكّد قيادي في "حركة المقاومة الإسلامية" في القاهرة أنّ بعض قياديي الحركة في الخارج سيتوافدون على القاهرة خلال الساعات المقبلة، للانضمام إلى المشاورات التي ستبدأ منتصف الأسبوع الجاري.

وقال الأحمد، في لقاء عبر تلفزيون "فلسطين" الرسمي، إنّ الوفد الذي سيتوجه إلى القاهرة يضم إلى جانبه عضوي اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ وروحي فتوح، كاشفًا أنّ رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية، اللواء ماجد فرج، لن يرافق الوفد "بسبب وجوده خارج الوطن، إثر إصابته بوعكة صحية". ولفت الأحمد في الوقت ذاته، إلى أنّ الزيارة تأتي بناءً على دعوة مصرية رسمية لإطلاع الحركة والسلطة الفلسطينية على الجهود التي تقوم بها القاهرة.

إلى ذلك، أوضح القيادي في حركة "حماس"، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، أنّ "أجندة الفصائل لا تتضمّن حتى الآن لقاءات مع وفد حركة فتح، الذي من المقرّر أن يزور القاهرة". ويأتي ذلك في الوقت الذي أكّدت فيه مصادر مصرية، أنّ السلطة الفلسطينية، تحديداً حركة فتح، ما زالت متمسّكة بموقفها الذي يشترط قيادة وفد الفصائل في مفاوضات الهدنة غير المباشرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تتم برعاية مصرية.

وأوضحت المصادر المصرية أنّ الجولة الجديدة، قبل بدايتها، لم تبرح مربع الخلافات، في ظلّ موقف متعنّت من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، سواء على صعيد ملف المصالحة الداخلية أو على صعيد ملف الهدنة مع الاحتلال.

وكشفت المصادر أنّ الاتصالات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، لإثناء أبو مازن عن موقفه الرافض للتجاوب مع الجهود المصرية، والتنازلات التي أبلغت بها "حماس" قيادة جهاز الاستخبارات العامة في القاهرة، "لم تحدث تغيّراً جوهرياً"، لافتةً إلى أنّ "أطرافاً عربية تدخلت باتصالات لدى عباس، أخيراً، لإنجاح جولة المفاوضات التي تستقبلها القاهرة، وتسريع التوصّل لاتفاق تهدئة يقضي بإنقاذ الوضع الإنساني في غزة". وأشارت إلى أنّ وفد فتح الذي يزور القاهرة "كان ضمن ثمار الاتصالات الأخيرة مع أبو مازن.

كذلك، كشفت المصادر أنّ الغضب لدى النظام المصري من أبو مازن وقيادة السلطة الفلسطينية، وصل إلى مرحلة وصفتها بـ"غير المسبوقة"، قائلةً: "ما يهم القيادة المصرية في الوقت الراهن هو التوصّل إلى اتفاق تهدئة في غزة، لإثبات قدرة الإدارة المصرية على القيام بدور الوسيط الإقليمي في قضايا المنطقة، وبعدها سيكون هناك موقف جديد تماماً من أبو مازن". وتابعت المصادر أنّ الرئيس الفلسطيني "يدرك جيداً طبيعة الموقف في الوقت الحالي، لذلك يضغط للحصول على أكبر قدر ممكن من الامتيازات والتنازلات من جانب حماس من جهة، ومن جانب القاهرة من جهة أخرى.

في المقابل أوضحت مصادر "حماس" التي تحدثت لـ"العربي الجديد" أنّ المشاورات الفصائلية المتعلّقة بالهدنة مع الاحتلال "وصلت إلى مراحل متقدّمة"، وأن "هناك توافقاً بين الفصائل على نحو 90 في المائة من بنودها، والجانب المتبقي يعدّ مجرّد فروع وبعيد عن الثوابت الأساسية"، لافتة إلى أنّ "المانع في التوصّل لاتفاق متوقف على حركة فتح والسلطة الفلسطينية".

وتصاعدت خلال الساعات القليلة الماضية حدّة التصريحات بين قيادات حركتي "فتح" و"حماس". وقال عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، موسى أبو مرزوق، "كيف لنا أن ندرك الحقيقة من الخيال، والصدق من الكذب.

 أحد المسؤولين تكلم بكلام نصفه كذب". وأضاف أبو مرزوق، في تغريدة له عبر "تويتر، نحن لم نطرح أي فكرة لها علاقة بمطار غير مطار غزة، ولم نطلب الذهاب لتركيا إطلاقًا، وليس لنا مرجعية غير مؤسساتنا، ولم نطلب مرتبات للموظفين عبر إسرائيل، ولا خلط بين التهدئة والمصالحة". وجاء ردّ أبو مرزوق عقب مقابلة صحافية أجراها نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، قال فيها إنّ إسرائيل اقترحت على حماس إقامة مطار جوي بالقرب من "إيلات"، والسماح بتدشين خط جوي.

 وأضاف العالول أنه إضافة إلى المطار الجوي بالقرب من إيلات، اقترحت تل أبيب على حركة "حماس" إقامة ميناء بحري في قبرص.

 

من نفس القسم دولي