دولي

سفن كسر الحصار... أداة التضامن التي حاربتها إسرائيل

"مافي مرمرة" كانت الأشهر

بخلاف المواقف الرسمية من القضية الفلسطينية لمعظم دول المنظومة الدولية خاصة الغربية منها التي امتازت بالسطحية أو اللامبالاة وفي أحيان التماهي مع المواقف الأميركية المعادية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، تميزت مواقف قطاعات شعبية واسعة، ومنظمات مجتمع مدني، ونقابات، وشخصيات بموقفها من القضية الفلسطينية بإعلان مواقف واضحة ومتضامنة مع الحق الفلسطيني.

نجحت بعض السفن المتضامنة في وقت مبكر من الوصول إلى سواحل القطاع وتقديم مساعدات إنسانية، لكن جيش الاحتلال بعد ذلك لم يسمح قط لأي سفينة من الاقتراب من سواحل القطاع، وعمدت قواته العسكرية البحرية إلى الإغارة على السفن المتضامنة وتفتيشها والسيطرة عليها، ومن ثم اقتيادها إلى ميناء أسدود حيث يخضع المتضامنون إلى استجواب ومن ثم ترحيلهم إلى بلدانهم.

تصاعد القلق الإسرائيلي من انتفاضة السفن المتضامنة مع قطاع غزة، ودورها في إثارة الرأي العام الدولي ضد سياسة الحصار غير الأخلاقي واللاإنساني، لذلك قررت القيادة السياسية الإسرائيلية منع السفن المتضامنة من الوصول إلى ساحل القطاع حتى لو أدى ذلك إلى الاصطدام مع المتضامنين الأجانب، وخلال عام 2009 حتى حادثة أسطول الحرية في أيار/مايو 2010 مارست البحرية الإسرائيلية القرصنة على خمس سفن متضامنة، فقد أرجعت سفينة "العيد" في كانون الأول/ديسمبر 2008 التي حاول فلسطينيو 1984 إرسالها من ميناء يافا المحتل، وفي الشهر نفسه أطلقت بحرية الاحتلال النار على سفينة "المروة" الليبية التي حولت وجهتها إلى ميناء العريش المصري من دون وقوع إصابات، وسفينة "الكرامة" التي سيرتها "حركة غزة الحرة" في كانون الثاني/يناير 2009، وسفينة "الأخوة اللبنانية" في شباط/فبراير 2009، وسفينة "روح الإنسانية" في حزيران/يونيو 2009، والتي أقلت عشرين ناشطًا سياسيًّا وحقوقيًّا عربيًّا وغربيًّا، إضافة إلى كميات من المساعدات الطبية والأدوية، وحمل كل مسافر كيلوغرامًا من الإسمنت وفسيلة شجرة زيتون ومواد مدرسية وأدوات بناء كبادرة رمزية للتضامن مع سكان القطاع. 

لم تكن أساطيل الحرية وحدها التي تصدت لها البحرية الإسرائيلية، فقد سيطرت على سفينة "راشيل كوري" الأيرلندية في 5 حزيران/يونيو 2010، التي كانت تقل 15 متضامناً من الجنسيتين الأيرلندية والإندونيسية وألف طن من المساعدات الإنسانية، وسفينة "إيستيل" الفنلندية في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2012 حيث كانت تقل 17 متضامناً من جنسيات مختلفة.

لقد تمكنت سفن الحصار خلال الأعوام العشرة الماضية وما زالت من إبقاء مسألة الحصار المفروض على قطاع غزة على أجندة الرأي العام الدولي، ومن الاستحواذ على حيز في الفضاء الإعلامي الإقليمي والدولي، ومن إسناد حملات وفعاليات المتضامنين والمتعاطفين مع الحق الإنساني لمحاصري غزة، ومن فضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والإنساني وحق الفلسطيني في أبسط حقوقه.

 

من نفس القسم دولي