دولي

أهالي الخان الأحمر: قرار الترحيل لن يمر

استمرار تظاهرات غزة: 4 شهداء في جمعة "لن تمر المؤامرة"

استشهد أربعة فلسطينيين، وأصيب آخرون، مساء الجمعة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، وبقصف مدفعي استهدف مرصداً للمقاومة شرقي مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، في الوقت الذي تتواصل فيه المسيرات السلمية على حدود الأراضي المحتلة شرق قطاع غزة، في نقاط التماس الخمس، ضمن فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار المستمرة منذ 30 مارس/ آذار الماضي.

أعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أن الشهداء الثلاثة الذين سقطوا بقصف الاحتلال هم من عناصرها. ونعت في بيان مقتضب، كلًا من شعبان أبو خاطر، ومحمد أبو فرحانة، ومحمود قشطة، من جنوب القطاع. وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف مراصد عدة للمقاومة شرق قطاع غزة، بعدد من القذائف المدفعية، ما أدى إلى تدميرها وإصابة العشرات في هذه الهجمات التي حدثت بالقرب من عشرات المتظاهرين على حدود القطاع. وفي مقابل ذلك، قصفت المقاومة مواقع عسكرية إسرائيلية قبالة حدود غزة.كما استشهد الشاب محمد شريف بدوان (27 عاماً)، من حيّ الزيتون، بطلق ناري في الصدر أطلقه قناصة إسرائيليون عليه مباشرة، شرقي دوار ملكة، شرق مدينة غزة.

وكانت الهيئة العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار قد نظّمت، فعاليات "جمعة لن تمر المؤامرة على حقوق اللاجئين"، في الجمعة السابعة عشرة ضمن الحراك الوطني الواسع الذي يواصل تصديه لمشاريع وأده، ورغم القوة المفرطة التي تواجه بها قوات الاحتلال الإسرائيلي المتظاهرين.كذلك، أطلقت قوات الاحتلال نيران أسلحتها وقنابل الغاز المختلفة على المتظاهرين الذين وصلوا إلى الحدود قبيل الموعد الرسمي للفعاليات الوطنية، فيما ردّ الشبان برشق الاحتلال بالحجارة وإطلاق البالونات الحارقة على الأراضي المحتلة.

وكانت الهيئة قد دعت إلى التحشيد والمشاركة الواسعة في الفعاليات والخروج من كافة قرى ومدن ومخيمات قطاع غزة نحو مخيمات العودة. وذكرت أنّ "المشاركة في الفعاليات تأتي لنؤكد لكل العالم أن حقوقنا غير قابلة للتصرف أو التفريط، وأننا سنواصل مواجهة كل الإجراءات والقرارات التي تهدف إلى النيل من قضية اللاجئين بهدف شطبها وتذويبها".

وجدّدت الهيئة تأكيد "سلمية المسيرة وجماهيريتها، وعلى استمرارها حتى تحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها؛ وهي حماية حقنا في العودة إلى فلسطين وكسر الحصار الظالم عن غزة، ورفضاً لصفقة القرن الأميركية وما يسمى بالوطن البديل عن فلسطين".

واستشهد منذ بداية المسيرات 147 فلسطينياً، وأصيب أكثر من 16 ألفاً بجراح، وفق إحصاءات وزارة الصحة في القطاع، التي تستمر في إعلان حالة الطوارئ كل جمعة في مشافيها والنقاط الطبية الميدانية التي أقيمت في النقاط الخمس.

هذا وقال الناشط عبد الله أبو رحمة إن تهديدات الاحتلال الرامية إلى هدمها، في الوقت الذي تتواصل فيه الدعوات للشارع الفلسطيني بالتواجد الدائم داخل القرية لممارسة المزيد من الضغط الشعبي على سلطات الاحتلال، والذي تظهر آثاره من خلال التخبط في القرارات، وتأجيل جلسات المحاكم.

ومن المقرر أن يستمر التوافد الشعبي على غرار الدعوات التنظيمية والفصائلية بتواجد شعبي من كل المحافظات بشكل موزع على طيلة أيام الأسبوع، حتى يتراجع الاحتلال عن قراره وتهديداته، عبر التعبير عن الإجماع الشعبي الفلسطيني بأن لا يمر قرار الترحيل.

في السياق ذاته، اعتبر الشيخ محمد حسين، خلال خطبة الجمعة في المسجد الأقصى، أن ما يجري من استهداف لبلدية القدس في تجمع الخان الأحمر هو "جزء من معركة الدفاع عن مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك"، داعياً الفلسطينيين إلى "المزيد من الدعم والإسناد للأهالي هناك".وندد حسين بـ"صفقة القرن"، مؤكداً رفض الشعب الفلسطيني ومقاومته لها، فيما دان "قانون القومية" العنصري، مشيراً إلى أن "الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق التاريخي في أرضه ووطنه".

ودعا الشيخ حسين إلى "الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه في وجه الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون ووزراء الحكومة الإسرائيلية، بعدما سُمح لهم من قبل (رئيس حكومة الاحتلال) بنيامين نتنياهو باقتحام باحات الأقصى".

وفي سياق آخر، اندلعت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة كفر قدوم، شرقي مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية المحتلة، عقب قمع جنود الاحتلال للمسيرة الأسبوعية المطالبة بفتح الشارع الرئيسي المغلق على مدخل القرية منذ اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية مطلع عام 2000.

كذلك، اندلعت مواجهات مماثلة في بلدة تقوع، شرقي مدينة بيت لحم، في الوقت الذي تواصلت المسيرات الأسبوعية الرافضة للجدار والاستيطان في بلدتي نعلين وبلعين، غربي مدينة رام الله.وأيضاً، أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال المواجهات التي اندلعت في منقطة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، في الوقت الذي أغلقت فيه قوات الاحتلال كافة المداخل المؤدية لحي تل ارميدة في المنطقة الجنوبية مما عرقل حركة تنقل الفلسطينيين.

 

من نفس القسم دولي