دولي

هدوء غزة هش: الانفجار مؤجل إلى متى؟

كثيرون في غزة يعتقدون أنّ جولات التصعيد الأخيرة هي تحضير لعدوان واسع

باتت غزة على موعد دائم مع التصعيد العسكري الإسرائيلي، والذي بدأ يأخذ أشكالاً تصاعدية في القوة في كل مرة، رغم محاولات الاحتلال عدم توسيع العدوان ومحافظة المقاومة الفلسطينية على قواعد الاشتباك التقليدية في عمليات القصف التي تنفذها وتستهدف بالأساس مناطق "غلاف غزة"، لكن أيّاً من الطرفين، لا يمكنه بأي حال من الأحوال ضمان استمرار هذه القواعد الميدانية، في ظلّ تصاعد العدوان الإسرائيلي، الذي يضع المقاومة، وخصوصاً حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، أمام تحديات الردّ وتوسيع نطاق القصف.

وأُغلقت الجولة الأخيرة من التصعيد، وهي الأعنف منذ انتهاء عدوان 2014، بوقف القصف الإسرائيلي، فأوقفت المقاومة بالتالي ردودها على العدوان. لكن السؤال في القطاع المحاصر والمُنهك بات أكثر عن الجولة المقبلة وموعدها وظروفها، وليس عن حالة الهدوء الهشّ التي باتت واضحة للفلسطينيين ولغيرهم. وبات كثيرون في غزة يعتقدون أنّ جولات التصعيد الأخيرة هي "بروفة" وتحضير لعدوان واسع على القطاع، رغم كل الضغوط الهادفة إلى عدم توسيع نطاق المواجهة، ومنع الوصول إلى عدوان شامل على القطاع، في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن تمرير "صفقة القرن".

أمّا الوسطاء الذين يسارعون لمنع تدهور الأوضاع أكثر، فإنهم يعملون لضمان وقف إطلاق النار، وليس لنزع فتيل التوتّر القائم والمستمر بفعل الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة بحق الفلسطينيين، وخصوصاً من خلال تشديد الحصار وإغلاق المعبر التجاري الوحيد، كرم أبو سالم، جزئياً.وكان لافتاً، تأكيد منسق عملية السلام في الشرق الأوسط للأمم المتحدة، نيكولاي ميلادينوف، "أننا كنا على حافة حرب حقيقية في غزة"، داعياً الأطراف المختلفة إلى التمسّك بالهدوء وضبط النفس. وبينّ المسؤول الأممي في مؤتمر صحافي في غزة أمس الأحد أنّ "هناك طريقة واحدة فقط لإنهاء التصعيد، وهي استعادة الهدوء وإيقاف إطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة".

أما رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، فأكّد من جانبه، أنه "من غير المسموح للاحتلال الإسرائيلي أن يفرض معادلات قواعد الاشتباك"، مشيراً إلى أنّ "أطراف عدة تحركت، لإعادة الهدوء لغزة واحتواء التصعيد الحاصل وكانت كلمة المقاومة العليا".

من جانبه، وصف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، حالة الهدوء القائمة حالياً والتي أعقبت التصعيد الأخير بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بـ"الهشة تماماً"، مشككاً في الوقت ذاته بأن يكون الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار قد نصّ على وقف الطائرات الورقية الحارقة والبالونات المشعلة.وقال عوكل، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "الاحتلال حتى اللحظة لا يعرف ماذا يريد، فهو ليس من مصلحته الدخول في حرب جديدة ضد قطاع غزة، إلا في حالة واحدة؛ وهي إذا ما أراد إسقاط حكم حركة حماس كلياً"، موضحاً أنّ "ما يجري حالياً هو بمثابة ضغط ورسائل محددة لأطراف منها مصر وحركة حماس".

 

من نفس القسم دولي