دولي

100 يوم على مسيرات العودة...الحراك الشعبي يتواصل على حدود غزة وسقوط شهيد

احتشاد عند النقاط الخمس على الحدود

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف عمليات الهدم في الضفة الغربية واحترام القانون الدولي

 

استشهد شاب فلسطيني، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرقي مدينة غزة، في إطار فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار التي دخلت يومها الـ100، وذكرت الوزارة الصحة الفلسطينية أن الشاب محمد جمال عليان أبو حليمة (22 عاماً) استشهد من جراء إصابته في الصدر برصاص الاحتلال شرق غزة، وأوضح المتحدث باسم الوزارة في قطاع غزة، أشرف القدرة، أن 400 فلسطيني أصيبوا بجراح مختلفة واختناق بالغاز، منها 101 إصابة تم علاجها ميدانياً في النقاط الطبية.

شارك عشرات الفلسطينيين، الجمعة الأخيرة، في التظاهرات في نقاط التماس الخمس على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة، مواصلين مسيرات العودة وكسر الحصار، التي بدأت في 30 مارس/ آذار الماضي.

وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة وصل عشرات الفلسطينيين إلى النقاط الخمس على الحدود للمشاركة في فعاليات جمعة "موحدون ضدّ صفقة القرن"، وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق الفلسطينيين، ومنعهم من الاقتراب من السياج الحدودي الفاصل.

بدوره، أعلن المتحدث باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، في بيان صحافي، أن "استمرار مسيرات العودة بهذا الإجماع الشعبي يشكل جدار الصد الحقيقي أمام كل الطروحات التصفوية للقضية الفلسطينية، خاصة ما يسمى بـ(صفقة القرن)".

وأوضح قاسم أنّ المسيرات تُثبّت حق العودة الذي تهدف "الصفقة" إلى تصفيته، كما مثلت شكل الاحتجاج الأكبر على نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة في 14 مايو/ أيار الماضي، الذي شهد ذروة الفعاليات.

وبينّ أنّه "خلال المائة يوم شكلت المسيرات حالة متقدمة من الوحدة الميدانية، وصلبت الجبهة الداخلية كي تستطيع مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية".

 

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف عمليات الهدم في الضفة الغربية واحترام القانون الدولي

 

إلى ذلك أعرب كل من المنسق الإنساني، جيمي ماكغولدريك، و مدير العمليات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالضفة الغربية، سكوت أندرسون، ورئيس مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان جيمس هينان، عن قلقهم البالغ إزاء عمليات الهدم والأحداث المرتبطة بها في التجمعات السكانية الفلسطينية الضعيفة في وسط الضفة الغربية، مطالبين بوقف هذه العمليات و احترام القانون الدولي.

وأشار المسؤولون، في بيان مشترك، أمس إلى أن قوات الاحتلال كانت قد شرعت، بتجريف طرق الوصول داخل تجمع الخان الأحمر-أبو الحلو البدوي الفلسطيني الذي يقطنه ما يزيد عن 180 شخصا، 95  بالمائة منهم لاجئون فلسطينيون.ويأتي هذا العمل تمهيدا لما يتوقع من هدم لهذا التجمع السكاني عن بكرة أبيه.   

وأصابت القوات الإسرائيلية 35 فلسطينيا بجروح واعتقلت آخرين، بمن فيهم أشخاص من سكان التجمع نفسه، خلال المواجهات التي اندلعت بينما كانت الجرافات تجرف جميع نقاط الدخول والخروج في التجمع، وأعلنت اسرائيل، الخان الأحمر "منطقة عسكرية مغلقة"، كما تفرض قيودا مشددة على تنقل سكانه وتمنع دخول غيرهم إليه.وتأتي هذه الأحداث أيضا في ضوء موجة من عمليات الهدم  نفذت في مختلف أنحاء الضفة الغربية على مدى الأيام القليلة الماضية.وأضاف: "تثير عمليات الهدم هذا الاستياء على نحو خاص لأنها تستهدف تجمعات تعيش في الأصل في ظروف صعبة للغاية، وتسودها مستويات عالية من الاحتياجات الإنسانية".وتابع قائلا: "إنني أدعو السلطات الإسرائيلية مرة أخرى إلى وقف عمليات الهدم وغيرها من التدابير التي قد تفضي إلى ترحيل الفلسطينيين قسرا من مناطق سكناهم".

من جهته، قال أندرسون: "إن تصعيد الأحداث على مدى الأيام القليلة الماضية - والتي شهدت عمليات الهدم في تجمع أبو نوار، والإعلان عن تجمع الخان الأحمر منطقة عسكرية مغلقة، والعنف وتواجد القوات المسلحة الإسرائيلية بأعداد كبيرة - يجعل الحياة في هذه التجمعات غير محتملة".

وأضاف "تثير المستجدات الأخيرة القلق البالغ لأنه من الجلي أنها تنفذ بهدف نقل التجمعات المتضررة، وتتسبب في معاناة خطيرة للسكان الضعفاء الذين يشاهدون ما يبدو بمثابة تحضيرات لهدم تجمعاتهم".وتتألف هذه التجمعات الرعوية في معظمها من لاجئين فلسطينيين - هجروا في الأصل من أراضي آبائهم وأجدادهم في النقب، فلا يجوز أن يفرض عليهم التهجير مرة أخرى رغما عنهم.

بدوره، قال هينان "إن عمليات الهدم في هذا التجمع ستفرز تداعيات خطيرة على حقوق الإنسان والقانون الإنساني"، مشيرا إلى أن هناك خطر محدق يتمثل في إخلاء الأفراد قسرا من مناطق سكناهم، وتدمير الممتلكات الخاصة، واستفحال البيئة  القسرية التي يعيش أبناء التجمع المذكور في ظلها في الأصل مما يزيد من خطر الترحيل القسري".

 

الفلسطينيون يقيمون صلاة الجمعة في الخان الأحمر

 

أقام مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة، على أراضي تجمّع الخان الأحمر البدوي، شرق مدينة القدس المحتلة، استمرارًا في الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية الرافضة تهديدات الاحتلال بهدم التجمّع وترحيل ساكنيه.وعقب انتهاء الصلاة، التي أكد خطيبها هوية الأرض وفلسطينيتها، والرفض الدائم لما يرمي إليه الاحتلال من ضم أراضي الضفة الغربية المحيطة بمدينة القدس، والأغوار الشمالية، وجنوب الخليل، بغرض تعزيز الاستيطان، خرجت مسيرة باتجاه الشارع الاستيطاني الرئيسي المحاذي للتجمع، ورفعت هناك الأعلام الفلسطينية، ورددت الهتافات المؤكدة عروبة تلك الأرض والرافضة بكل الأشكال الاحتلال الإسرائيلي وسياسته.

وجاءت تلك المسيرة استجابة لدعوات نشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية باستمرار الاحتجاجات الشعبية الرافضة تهديدات الاحتلال، وإيذانًا باستمرار الفعاليات الشعبية ضمن البرامج التي وضعتها هيئة مقاومة الجدار في تعزيز صمود أهالي تجمع الخان الأحمر.وقال الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا، لـ"العربي الجديد"، إن المسيرة وصلاة الجمعة، أعقبهما مؤتمر صحافي، جاء بناء على الأمر الاحترازي الذي نجح محامو الهيئة في انتزاعه من محكمة الاحتلال بوقف مؤقت لهدم الخان الأحمر.

وأضاف أنه تم شرح حيثيات الأمر الاحترازي الذي طلبت فيه المحكمة من الجيش توضيح عدم اعترافه بالمخطط الهيكلي للخان الأحمر، مشيرًا إلى أن الأمر الاحترازي قائم لغاية الحادي عشر من الشهر الجاري، وتلك المهلة التي حددتها المحكمة للجيش.

وأوضح الخواجا أن 96% من قرارات المحكمة العليا هي بالأساس لخدمة المشاريع الاستيطانية، وقرار المحكمة الأخير هو تلميع للاحتلال أمام العالم بأن لديه سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية.وأكد أن الضغط الشعبي، وجهود النشطاء الذين منعوا جرافات الاحتلال من العمل، والإصرار على تحدي جنود الاحتلال ووحداته الخاصة، والمعركة القانونية التي خاضها المحامون، كل ذلك ساهم بشكل كبير في انتزاع القرار الذي صدر عن المحكمة، إلى جانب بداية تشكيل ضغط دولي، خصوصًا بعد محاصرة القناصل والسفراء الأجانب، ومواقف خمس دول أوروبية الرافضة هدم التجمع.

وبحسب الخواجا، فإن الخطة القادمة هي مواصلة نشطاء المقاومة الشعبية عملهم المشترك في التصدي للمشاريع الاستيطانية، بخاصة في الخان الأحمر، حيث ستنفذ حتى موعد الأمر الاحترازي فعاليات شعبية وثقافية، كما سيواصل النشطاء تحدي تهديدات الاحتلال بإخلاء 46 تجمعًا في الأغوار والقدس والخليل.

 

من نفس القسم دولي