دولي

جمعة من غزة للضفة.. استشهاد طفل وإصابة العشرات على حدود القطاع

خطيب الأقصى قال إن صفقة القرن تهدف لتصفية القضية وإطالة عمر الاحتلال

"فلسطينيي الخارج" يبحث في إسطنبول مواجهة "صفقة القرن"

 

استشهد طفل وأصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين، الجمعة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي والغاز المسيل للدموع، خلال مشاركتهم في الجمعة التي حملت اسم "من غزة إلى الضفة" على حدود القطاع الشرقية، وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إصابة 134 إصابة بجراح مختلفة واختناق بالغاز، وصلت عدداً من مستشفيات قطاع غزة، وأشار القدرة إلى إصابة حرجة في الرأس لطفل يبلغ 13 عاماً، استشهد لاحقاً شرقي خانيونس.

حملت فعاليات الجمعة الـ14 من مسيرة العودة الكبرى شرق القطاع، اسم "من غزة إلى الضفة وحدة دم ومصير مشترك"، وأوضحت وزارة الصحة في تحديثاتها أن الاحتلال استهدف سيارات إسعاف شرق مدينة غزة، ما أسفر عن إصابة 3 من طواقمها بالاختناق.وفور وصول المتظاهرين، بدأت قوات الاحتلال بإطلاق النار والقنابل الغازية، صوب المشاركين، فيما أفاد تقارير إعلامية أنّ الشبان شرعوا بإشعال الإطارات المطاطية لمحاولة حجب الرؤية عن قناصة الاحتلال.وأوضح أن الشبان استمروا في إطلاق البالونات الحارقة إلى الأراضي المحتلة شرق قطاع غزة، في حين تفيد وسائل إعلام الاحتلال باندلاع 5 حرائق إثر ذلك حتى اللحظة.ودعت "الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرات العودة وكسر الحصار"، في بيان لها، سكان القطاع للمشاركة الواسعة في جمعة "من غزة للضفة.. وحدة دم ومصير مشترك".وطالبت الهيئة المواطنين بالتوجه إلى مخيمات العودة شرق قطاع غزة، مؤكدة سلمية المسيرة وجماهيريتها واستمرارها حتى تحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها؛ وهي حماية حقنا في العودة إلى فلسطين وكسر الحصار الظالم عن غزة، ورفضاً لصفقة القرن الأمريكية وما يسمى بالوطن البديل عن فلسطين.

وانطلقت "مسيرة العودة الكبرى" في غزة يوم 30 آذار/ مارس الماضي، بمشاركة شعبية حاشدة عبر التظاهر السلمي في 5 مخيمات عودة شرق محافظات القطاع الخمس؛ وهي مستمرة يوميًّا، مع زخم أكبر أيام الجمعة.وتنادي المسيرة بتنفيذ وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طرد منها، وذلك تماشيا مع وتطبيقا للقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين، ومنها القرار 194 الذي نصّ على العودة والتعويض، إلى جانب رفع الحصار عن غزة.واستشهد منذ انطلاق المسيرة، أكثر من 140 مواطنًا، وأصيب قرابة 15 ألفًا آخرين، في قمع الاحتلال للمشاركين، وعمليات قصف أخرى متفرقة بقطاع غزة.

 

خطيب الأقصى: صفقة القرن تهدف لتصفية القضية وإطالة عمر الاحتلال

 

إلى ذلك حذر الشيخ عكرمة سعيد صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك، من ما يسمى بـ"صفقة القرن"، وموافقة بعض الأنظمة العربية والإسلامية لها بهدف إطالة عمر الاحتلال الصهيوني، وتصفية القضية الفلسطينية.وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الأقصى: إن المتتبع لتصريحات السياسيين بشأن صفقة القرن يدرك خطورتها، فمن ذلك شطب مدينة القدس من أي محادثات مستقبلية؛ لأن الرئيس الأمريكي (دونالد ترمب) قد حسم موضوع القدس حسب زعمه، وذلك إرضاءً للصهيونية العالمية ونقول: إن القدس مسرى محمد صلى الله عليه وسلم، وإن القدس قدس عمرَ، وقدس صلاحِ الدين.

وأشار صبري إلى أن من خطورتها أيضا شطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، إلى ديارهم التي هجروا منها.وقال: إن حق العودة حق شرعي، ولا تنازل عنه بأي حال من الأحوال، وقد أصدرنا فتوى بذلك، كما أصدرنا فتوى أخرى برفض التوطين.وتابع: كما أن الصفقة تبقي المستوطنات قائمة ثابتة في أرض فلسطين، ونقول: إن المستوطنات غير شرعية أصلاً فهي مقامة على أرض مغتصبة.

ولفت إلى أن الصفقة تبقي السيطرة الأمنية على مناطق الأغوار لسلطات الاحتلال، ونقول: إن مناطق الأغوار جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين.وحول أن تكون بلدة أبو ديس عاصمة لدويلة فلسطين المرتقبة، قال الخطيب: لا بديل عن القدس عاصمة لفلسطين بالإضافة إلى السيطرة على المياه وعلى الجو والسماء.

وأكد أنها أطروحات احتلالية مرفوضة جملة وتفصيلاً، وتساءل: ثم ماذا سيبقى للفلسطينيين، إنه سيبقى لهم الفتات، إنهم يعودون بنا إلى فكرة روابط القرى التي ظهرت في الثمانينيات من القرن الماضي، وهي مرفوضة قطعاً، ويترتب على ذلك أن المسؤول على الكيان الفلسطيني الممسوخ سيكون برتبة مختار، أو بدرجة ناطور لحماية الاحتلال، وفق قوله.

 

"فلسطينيي الخارج" يبحث في إسطنبول مواجهة "صفقة القرن"

 

في حين تقام فعاليات الاجتماع الثاني للهيئة العامة "للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، في مدينة إسطنبول بحضور أعضاء الهيئة العامة للمؤتمر من مختلف دول العالم، ويأتي الاجتماع الثاني للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، في ظل تطورات سياسية وأمنية إقليمية ودولية بالغة الخطورة، خاصة تلك التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وما بات يسمى بـ"صفقة القرن".

وتناقش الهيئة، في اجتماعها، استكمال هياكل المؤتمر واعتماد النظام الأساسي وعضوية المؤتمر والخطة الاستراتيجية للمؤتمر، كما سيتم توسعة الهيئة العامة للمؤتمر لتضم مختلف شرائح الشعب الفلسطيني وخصوصاً فئة الشباب.كما ستبحث الهيئة في اجتماعها سبل التصدي لصفقة القرن التي تستعد الإدارة الأمريكية لإطلاقها بالتنسيق مع قوى إقليمية، بالإضافة لمناقشة وضع خطط عمل فعالة لإفشال محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

كما تتضمن الندوة أربع أوراق عمل أساسية تتناول قضية اللاجئين وأزمة الأونروا، والأزمات الراهنة للاجئين الفلسطينيين، والأفق السياسي المطروح لإدارة قضية اللاجئين، والورقة الأخيرة تبحث الحركة الشعبية للاجئين لمواجهة التحديات.

وأكد رئيس الهيئة العامة للمؤتمر سليمان أبو ستة، اكتمال النصاب لعقد اجتماع الهيئة العامة الثاني، مشيراً إلى أن أعداد المنضمين إلى المؤتمر الشعبي في ازدياد مستمر منذ تأسيسه في العام 2017، مشدداً في الوقت ذاته على حرص المؤتمر على كفاءة ونوعية الأعضاء المنضمين له من جميع أماكن وجود الشعب الفلسطيني في الخارج.وأكد أبو ستة في كلمة له خلال افتتاح أعمال الاجتماع، أن "فلسطينيي الخارج يقع عليهم واجب تاريخي وإنساني كبير؛ فهم الآن 6 مليون في الخارج ثلاثة أرباعهم شباب متعلمون في كل المجالات وفي النشاطات الوطنية والاجتماعية"، مؤكدا أن هؤلاء هم الذين يجب أن نستقطبهم ويكونوا جالسين ومشاركين في المؤتمر المقبل.

وشدد أبو ستة على أن "الفلسطينيين في أوروبا لديهم قدرات كبيرة يجب استغلالها في كل ميدان"، مشيرا إلى ضرورة التشبيك مع حرك المقاطعة الدولية لـ"إسرائيل"، والتشبيك مع كل الجمعيات والمنظمات الصديقة لفلسطين والمدافعة عن القضية الفلسطينية.ودعا إلى رفع قضايا ضد الاحتلال في المحاكم الدولية، محذرا من تلكؤ السلطة الفلسطينية في هذا المجال.

ودعا أبو ستة المؤتمر إلى صياغة خطاب رسمي قانوني بالانجليزية وتقديمه لكل دول العالم وسفاراتها بأننا نحن شعبَ فلسطين نرفض أن نباد قانونًا وفعلًا ووجودًا ورمزًا، وأدعو أن نتصل بكل الدول لبيان هذا الكلام، وفق تعبيره.

ومن جهته تقدم الأمين العام للأمانة العامة في المؤتمر الشعبي منير شفيق في كلمته أمام الهيئة العامة بالتحية لشهداء مسيرة العودة، وما "عبرت عنه من وحدة وطنية جمعت الشمل الفلسطيني كله في قطاع غزة ليخوض انتفاضة شعبية فلسطينية لحماية قاعدة المقاومة المسلحة الواقعة تحت الحصار".وقال: "لقد أكدت هذه المسيرة السلمية على ثابت العودة، وهو الأصل السياسي للقضية الفلسطينية وأكدت على أولوية مواجهة الاحتلال الصهيوني سواء كان في محاصرته للقطاع أو تربصه بالقدس والضفة الغربية".

ويهدف "المؤتمر" لـ"إطلاق حراك شعبي، لتكريس دور حقيقي وفاعل لفلسطينيي الخارج في قضيتهم، والتركيز على الثوابت الوطنية التي تحقق التوافق بين كافة الشعب الفلسطيني".وتتجاوز أعداد فلسطينيي الخارج ستة ملايين بحسب مصادر غير رسمية، معظمهم لاجئون في الأردن ولبنان وسوريا ودول الخليج، في حين يعيش آخرون في دول أوروبية والولايات المتحدة ودول أخرى.

ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في أيلول (سبتمبر) العام الماضي سعيه لطرح الصفقة، شرع صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر في وضع الخطة التي لا تتوقف التسريبات عن مضامينها.

 

من نفس القسم دولي