دولي

المحامية فيلتسيا لانغر... سفيرة الأسرى الفلسطينيين إلى العالم

كانت معارضة شرسة لدولة الاحتلال

قد يكون من المفارقات أنّ الفلسطينيين الذين يفرقهم الانقسام والاستقطاب حول الكثير من القضايا، وحده الشعور بالحزن على رحيل المحامية والمناضلة الحقوقية اليهودية البارزة فيلتسيا لانغر، التي توفيت قبل يومين في ألمانيا جمّعهم، إذ امتدحوا دورها البارز في إسناد قضيتهم والدفاع عن حقوق أسراهم في سجون الاحتلال.

وبادرت جميع الأطر الحزبية التي تمثل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والسلطة الفلسطينية وحركات وفصائل وشخصيات فلسطينية، إلى إصدار بيانات نعي للمناضلة لانغر، لدورها في الدفاع عن الحق الفلسطيني وتحملها الكثير من الأعباء في تبنيها لقضية الأسرى في سجون الاحتلال، على مدى عشرات السنين.

وعمدت لانغر، التي كان يطلق عليها الأسرى الفلسطينيون اسم "الحاجة فولا"، إلى تمثيل هؤلاء أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية. واستقبل المكتب، الذي دشنته في شارع "فوروش" في القدس المحتلة آلاف القضايا التي رفعتها باسم الأسرى ضد الجيش والمخابرات الإسرائيلية.

وعلى الرغم من أنها كانت تشير دوما إلى العوائق التي تعترض عملها كمحامية، بسبب طابع النظام القضائي العسكري الإسرائيلي، الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من جهاز القمع الإسرائيلي، إلا أن لانغر نجحت في الكثير من القضايا، وعملت على إطلاق سراح أسرى، وحالت دون تنفيذ قرارات بترحيل آخرين وإبعادهم، إلى جانب مساندتها نضالات الأسرى داخل السجون ودفاعها عن مطالبتهم بضرورة تحسين ظروف الاعتقال.

ولم تكتف لانغر بالدفاع عن قضايا الأسرى الفلسطينيين، بل دافعت أيضاً عن بقية الأسرى العرب في سجون الاحتلال.وقد عملت لانغر على فضح ممارسات جهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) ضد الأسرى، من خلال الكشف عن أساليب التعذيب الوحشية التي يستخدمها. ولم تتردد لانغر في تزويد وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية بمعطيات وشهادات حول أشكال التعذيب الممارس ضد الأسرى في السجون.

ويشهد الصحافي يهودا ليطاني، المراسل السابق لصحيفة "هارتس"، بأن لانغر كانت تزوده بمعلومات حول الأسرى الفلسطينيين الذين تعرضوا للتعذيب في سجون الاحتلال، وكانت تطلب منه إجراء مقابلات معهم لفضح ممارسات الجيش والمخابرات الإسرائيلية.

وبسبب موقفها من الاحتلال، قررت لانغر عام 1990 مغادرة إسرائيل والهجرة إلى ألمانيا، حيث استقرت هناك حتى توفيت. لكن على الرغم من توقفها عن الترافع أمام المحاكم الإسرائيلية، إلا أنها استمرت في مساندة قضايا هؤلاء الأسرى من مقر إقامتها في ألمانيا.

 

من نفس القسم دولي