دولي

"مليونية القدس" في غزة: شهداء ومئات الإصابات برصاص الاحتلال

إصرار الفلسطينيين على استمرار المسيرات

استشهد 3 فلسطينيين وأصيب المئات برصاص الاحتلال الإسرائيلي وبالاختناق، على الحدود الشرقية لقطاع غزة في جمعة "مليونية القدس"، التي أطلقتها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، وأحياها الغزّيون، أمس أول في نقاط التماس الخمس على الحدود مع الأراضي المحتلة، شرق قطاع غزة.

أكد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، استشهاد زياد جادالله عبدالقادر البريم، والطفل هيثم محمد خليل الجمل (15 عاماً)، شرق مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، فيما استشهد عماد نبيل أبو درابي (26 عاماً)، شرقي مخيم جباليا، شمالي القطاع.

إلى ذلك، أكدت وزارة الصحة، في حصيلة أولية، إصابة 525 فلسطينياً، بينهم حالة واحدة حرجة للغاية، وسبع حالات خطيرة جداً، وعشرات الإصابات المتوسطة، ومثلها إصابات بالغاز المسيل للدموع، فيما تعمّدت قوات الاحتلال استهداف النقاط الطبية شرق غزة بالغاز.

وبدأ آلاف الفلسطينيين، بعد صلاة الجمعة، بالتوجّه إلى نقاط التماس في مخيمات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، للجمعة الحادية عشرة، في إطار مسيرات العودة، في جمعة "مليونية القدس"، التي تتزامن مع الاحتفال بيوم القدس العالمي.

وبخلاف الجمع الثلاث السابقة في رمضان، التي كانت الدعوة فيها تتم للتجمع بعد صلاة العصر، فإن الجمعة الماضية اختلفت لجهة الموعد والتجهيزات والحشد، إذ يتوقع أنّ تكون إحدى أكبر الفعاليات الوطنية على الحدود، مع إصرار الفلسطينيين على استمرار المسيرات وتصعيدها حتى الوصول إلى مطالبهم وتحقيقها.

ولساعات طويلة، دعت مساجد غزة ومكبرات صوت جوالة في الشوارع الفلسطينيين إلى تكثيف مشاركتهم في مليونية القدس.

ودعت الهيئة الوطنية أيضاً إلى التوجه مبكراً إلى الحدود وتحدي الاحتلال الإسرائيلي، الذي يراهن على "قصر نفس المتظاهرين"، وهو الرهان الذي لم ينجح إلى الآن.

وعلم "العربي الجديد" أنّ تعليمات مشددة صدرت للشباب، وعموم المتظاهرين، بضرورة الابتعاد عن السياج الحدودي، والاحتشاد الكثيف على بعد 300 متر منه، وذلك لمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب مجزرة جديدة بحقهم. 

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، في وقت سابق، رفع درجة الجهوزية والاستعداد في نقاطها الطبية الميدانية في مخيمات العودة الخمسة، وفي مستشفياتها، لمواكبة التطورات. 

وأظهرت مشاهدات ميدانية حشوداً غير طبيعية لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود وداخل الأراضي المحتلة.

وقبل توافد الفلسطينيين، وفي ساعات الصباح الباكر، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على حرق الخيام القماشية التي يستظل بها الفلسطينيون والإطارات المطاطية "الكوشوك" إلى الشرق من مدينة رفح، جنوبي القطاع، من خلال إسقاط النار عليها من قبل طائرات مسيرة.

واعتبرت الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار "إقدام قوات الاحتلال على حرق الخيام بمخيم العودة، شرق رفح، دليلاً على تخبّط العدو وخوفه من الجماهير الفلسطينية المنتفضة التي ستخرج اليوم في مليونية القدس، وتأكيداً على التأثير القوي لهذه المسيرات".

ولوحظ أيضاً وجود صحافيين وكاميرات كثيرة في الجانب المحتل من الحدود، مع إعلان جيش الاحتلال عزمه على بث مشاهد هذه الجمعة للجميع، في محاولة لإظهار "أي سلوك خاطئ" من قبل المتظاهرين الذين تجهّزوا مبكراً لهذه الخطوة.

وأحرق متظاهرون في عدد من نقاط التماس الإطارات المطاطية لحجب الرؤية عن قوات الاحتلال والقناصة، الذين بدأوا مبكراً في الظهور على الحدود وفي نقاط تمركزهم المحصنة والخيام والتلال الرملية في الجانب المحتل.

وأطلق الشبان، كذلك، الطائرات الورقية الحارقة على الأراضي المحتلة، وهي التي باتت تشكل عامل إزعاج وقلق للاحتلال الإسرائيلي.

وشوهدت حرائق عدة داخل الأراضي المحتلة بفعل هذه الطائرات، التي تم تجهيز أعداد كبيرة منها في الساعات الماضية، لاستخدامها كشكل نضالي سلمي ضد الاحتلال وعدوانه وحصاره.

إلى ذلك أصيب صحافيان فلسطينيان، خلال تغطيتهما "مليونية القدس" ضمن مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وفق ما ذكر صحافيون وناشطون في نقاط التماس. 

ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي خلال تصديه للفلسطينيين الغاضبين على الحدود باستهداف الصحافيين الذين يلبسون السترات الواقية والمميزة لهم، إضافة إلى الطواقم الطبية والإسعافية، وأصيب مصور الوكالة الفرنسية محمد البابا في قدمه برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيته التظاهرات شرق مخيم جباليا شمالي القطاع.

وإلى الشرق من خزاعة، شرقي خانيونس جنوب القطاع، أصيب الصحافي إسماعيل أبو عمر، مراسل إذاعة صوت الأقصى المحلية بقنبلة غاز في الظهر أثناء التغطية.

وأطلقت طائرة إسرائيلية مسيرة، عشرات قنابل الغاز بشكل مباشر على طاقم فضائية "فلسطين اليوم" خلال تغطيتهم لمليونية العودة شرقي مدينة غزة. وكان مراسل القناة في حينها يجري مقابلة على الهواء مباشرة مع مسؤول المكتب الإعلامي لحركة "الجهاد الإسلامي" داود شهاب.

ومنذ انطلاق المسيرات في 30 آذار/مارس الماضي، أصيب عشرات الصحافيين الفلسطينيين بالرصاص الحي والاختناق خلال قيامهم بأعمالهم. واستشهد المصوران الصحافيان ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين بعد ساعات من إصاباتهما الخطيرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأعلنت منظمات حقوقية وصحافية محلية رغبتها في نقل ملف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافيين الفلسطينيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة إلى المحافل الدولية لملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي، لكن ذلك بحاجة إلى قرار سياسي، يبدو أنه غير متوافر حالياً.

 

من نفس القسم دولي