الوطن
عمرة الفاسيليتي تنقذ الوكالات السياحية خلال الشهر الفضيل
الوكالات في مواجهة موسم عمرة ضعيف الإقبال وأزمة تأشيرات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 ماي 2018
انطلقت قبل أيام من رمضان أولى رحلات العمرة الخاصة بالعشرة الأوائل من الشهر الكريم، والتي شهدت إقبالا ضعيفا نوعا ما مقارنة بعمرة العشرة الأواخر التي يفضلها أغلب الجزائريين، غير أن مشاكل بالجملة تعيشها الوكالات السياحية ليس فقط بسبب قلة الإقبال الذي نتج عن ارتفاع كبير في أسعار العمرة، وإنما بسبب الإجراءات الجديدة التي فرضت من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة والسلطات السعودية، التي تقضي بمنح تأشيرات العمرة قبل أسبوع فقط أو أقل من الرحلة، وهو ما أدى لضياع عشرات الرحلات على الزبائن وكبد الوكالات خسائر كبيرة.
وتعيش الوكالات السياحية عبر الوطن حالة استنفار من أجل إنجاح موسم عمرة رمضان، خاصة أن عمرة رمضان هي التي يعول عليها من أجل إنقاذ موسم العمرة ككل، نظرا لما شهده هذا الأخير من قلة إقبال منذ بداية رمضان بسبب ارتفاع التكاليف، حيث تحدثت مصادر من داخل نقابة الوكالات السياحية عن تراجع الإقبال على العمرة منذ بداية الموسم بحوالي 70 بالمائة.
• إجراءات الديوان والسلطات السعودية تكبد الوكالات خسائر بالجملة
غير أن عمرة رمضان لم تخل من المشاكل هذه السنة، فزيادة على مشكل الأسعار والإقبال، تواجه الوكالات السياحية أزمة تأشيرات، حيث أثرت فضيحة عمليات التزوير في أرقام جوازات السفر التي تورطت فيها وكالات سياحة وأسفار قبل فترة قصيرة على نشاط العمرة، بسبب الإجراءات التي أعقبت الحادثة على مستوى الديوان الوطني للحج والعمرة والقنصلية السعودية بالجزائر، وقرر الديوان الوطني للحج والعمرة استقبال ملفات تأشيرة العمرة من طرف وكالات السياحة قبل أسبوع فقط أو أقل عن تاريخ الرحلة، الأمر الذي تسبب في تأخر تعليق التأشيرة، بسبب الضغط الكبير بالبرنامج الذي يسير العملية على مستوى قنصلية السعودية بالجزائر، وهو ما أدى لضياع رحلات عدد من زبائن الوكالات السياحية، والمشكل الأكبر أن الخطوط الجوية السعودية لا تعوض وكالات الأسفار عن التذاكر التي ضاعت، كما لا تقبل بدفع غرامات من أجل منحها تاريخا آخر للرحلة، عكس الجوية الجزائرية التي تفرض غرامة على كل تذكرة مقابل تاريخ آخر للرحلة الضائعة، علما أن قيمة هذه الأخيرة على خط الجزائر- جدة أو المدينة المنورة تقدر بنحو 8 ملايين سنتيم في الفترة الحالية.
• قلة إقبال وزبائن يتهمون الوكالات السياحية بالتحايل
وقد أثرت هذه المشاكل على الإقبال، حيث اتهم العديد من الزبائن الوكالات السياحية بالنصب والاحتيال، وهو ما أثر على رقم أعمال الوكالات وكبدها خسائر بالجملة، خاصة أن موسم عمرة رمضان وبغض النظر عن هذه المشاكل بات يعرف كل سنة نقصا كبيرا في عدد المعتمرين مقارنة بالسنوات الماضية، حيث تراجع عدد الراغبين في أداء العمرة بشكل كبير بسبب الأسعار، حيث تراوحت أسعار العشرة الأوائل من عمرة رمضان ما بين 20 و25 مليون سنتيم للعروض العادية، في حين يرتفع السعر بالنسبة لعمرة العشرة الأواخر، بينما تثير العروض التي تروج حاليا بأسعار لا تتعدى الـ15 مليون سنتيم الشبهات، ويرجح أنها مجرد احتيال من وكالات غير معتمدة أصلا.
• وعمرة الفاسيليتي تنقذ الوكالات
وعن موضوع الإقبال، أكدت العديد من الوكالات السياحية لـ"الرائد"، أمس، أن أغلبهم خسر جزءا كبيرا من زبائنهم من الطبقة المتوسطة الذين كانوا الزبون رقم واحد عند الوكالات، خاصة فيما تعلق بعمرة رمضان، مشيرين أن الأسعار هي المتسبب الرئيسي في تراجع الإقبال، غير أن العديد من الوكالات اجتهدت لجذب الزبائن وتوفير عروض مناسبة للقدرة الشرائية، على غرار عروض العمرة بالفاسيليتي، حيث أنقذ هذا العرض العديد من الوكالات من موسم كارثي في العمرة، حيث أطلقت أكثر من وكالة التسجيلات في العمرة بالتقسيط، ويكون الدفع عادة بتسديد نصف المبلغ وتقسيط المبلغ المتبقي على حوالي 6 أشهر أو أكثر، وقد لقي هذا النوع من العمرة إقبال الكثيرين من محدودي الدخل، بل إنه العرض الوحيد الذي بات يساعد هذه الفئة من الراغبين في زيارة بيت الله الحرام، وهو ما جعل أغلب الوكالات تعمل بهذه الصيغة خاصة خلال السنتين الأخيرتين اللتين عرفت فيهما أسعار عمرة رمضان ارتفاعا كبيرا على غرار هذه السنة، وتتراوح أسعار عمرة التقسيط بين 23 مليون سنتيم حتى 30 مليون سنتيم دائما حسب العروض والمزايا، حيث يقدر سعر الرحلات المنظمة في أوائل شهر رمضان بحوالي 23 مليون سنتيم، يدفع منها الزبون 10 ملايين دفعة واحدة والباقي مقسط على 12 شهرا، وتختلف الأسعار طبعا وصيغة الدفع حسب المزايا ومدة العمرة ووقتها إن كانت في أوائل شهر رمضان أو في الأيام الأخيرة.
س. زموش