دولي
مجزرة في غزة يوم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس
الاحتلال الصهيوني استخدم الرصاص الحي ضدّ الفلسطينيين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 ماي 2018
• اتحاد البرلمانات الإسلامية يحذر من تبعات نقل السفارة الأميركية للقدس
استشهد 16 فلسطينيا وأصيب المئات، الاثنين، برصاص قوات الاحتلال خلال قمعها "مليونية العودة" شرقي قطاع غزة، وأفادت شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، باستشهاد عدة شهداء وأصيب 918 الفلسطينيين برصاص الاحتلال والغاز المسيل للدموع، خلال قمعه مليونية مسيرة العودة وكسر الحصار، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتمكّن مجموعة من المتظاهرين الفلسطينيين من اجتياز الحدود الشرقية لحيّ الزيتون جنوبي مدينة غزة مع الأراضي المحتلة، وهو ما بادرته قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم وانسحابهم إلى الحدود من جهة القطاع.
في وقت باكر من نهار أمس، توافد عشرات آلاف الفلسطينيين على خيام العودة والتظاهر التي زادت عن 20 خيمة ونقطة احتكاك مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، دفق المتظاهرين الفلسطينيين إلى السياج الحدود، شوش الاحتلال على الاتصالات عبر أجهزة بث تنتشر في الأراضي المحتلة، وعمَّ الإضراب الشامل قطاع غزة، وأغلقت المحال التجارية والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة أبوابها، التزاماً بقرار اللجنة القيادية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، ومن المقرر أن يكون الإضراب ليومين، وذلك يتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة وإحياء الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني.
وقال شاهد عيان، لوكالة "الأناضول"، إنّ "مواجهات اندلعت بين عشرات الشبان وقوة عسكرية إسرائيلية على مدخل بلدة دير نظام غربي رام الله عقب مسيرة نظمها شبان إحياء للذكرى الـ70 للنكبة ورفضاً لنقل السفارة الأميركية لمدينة القدس المحتلة.
وبيّن أن الجيش الإسرائيلي استخدم الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المسيرة، في حين رد الشبان بإلقاء الحجارة وأغلقوا مدخل البلدة بالحجارة وأشعلوا النار في إطارات مطاطية، وأوضح أن شاباً أصيب بالرصاص الحي في قدمه، نقل على إثرها للعلاج في مشافي مدينة رام الله.
وشارك مئات الفلسطينيين، الاثنين، في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، في مسيرة منددة بنقل السفارة الأميركية لمدينة القدس، وإحياء لذكرى النكبة الـ70، وانطلقت المسيرة التي دعت لها اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى "النكبة"، من دوار ياسر عرفات (ميدان)، وسط رام الله وجابت عدة شوارع، وانطلقت باتجاه حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين مدينتي رام الله والقدس.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وأطلقوا هتافات منددة بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية لمدينة القدس، وقال منسق اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، محمد عليان، على هامش المسيرة، إن الشعب الفلسطيني "يخرج اليوم ليؤكد تمسكه بمدينة القدس عاصمة لدولته المستقلة، ورفضا لقرار نقل السفارة الأميركية"، وأضاف: "حق العودة وحقنا في مدينة القدس لا تنازل عنهما، وشعبنا الفلسطيني متسمك بهما"، وتابع: "الإدارة الأميركية تعلن رسمياً أنها جزء من الاحتلال الإسرائيلي وشريكة في إدارته".
• اتحاد البرلمانات الإسلامية يحذر من تبعات نقل السفارة الأميركية للقدس
على صعيد آخر عُقد في العاصمة الإيرانية طهران، الإثنين، اجتماع طارئ لـ"لجنة فلسطين"، التابعة لاتحاد البرلمانات الإسلامية، بحضور رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، وبمشاركة ممثلين من 22 بلداً، بحث سبل مواجهة تبعات نقل السفارة الأميركية للقدس، وتصاعد الأوضاع في فلسطين، وندّد المشاركون، ومن بينهم ممثلون عن فلسطين، لبنان، قطر، تركيا، سورية، العراق والجزائر وغيرهم، بالخطوة الأميركية.
وقال لاريجاني، في كلمته الافتتاحية بالاجتماع، إنّ "الخطوات الأميركية المتعلّقة بفلسطين، وبمسألة الملف النووي الإيراني، لن تبقى دون رد"، معتبراً أنّ "الولايات المتحدة تمر بأزمة اتخاذ القرارات الاستراتيجية"، واصفاً طريقة تعامل واشنطن مع القضايا الهامة بأنّها "مغامرة غير راشدة لا تحسب التبعات".
• لاريجاني: الخطوات الأميركية المتعلّقة بفلسطين، وبمسألة الملف النووي الإيراني، لن تبقى دون رد
واعتبر لاريجاني أنّ "رفض الدول الإسلامية والعربية لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ولنقل السفارة الأميركية إليها، ليس كافياً، فمن الضروري إبداء دعم أكثر جدية لمقولة القدس عاصمة فلسطين، واتخاذ خطوات عملية إزاء ذلك"، بحسب قوله، ورأى لاريجاني أنّ "كل المجتمع الدولي بات على قناعة بأنّ ممارسات أميركا من شأنها زيادة النزاع والتوتر"، متهماً واشنطن بأنّها "غير قادرة على الالتزام بأي اتفاقيات، ومنها اتفاقية باريس للمناخ، والاتفاق النووي مع إيران"، متهما إياها أيضاً بـ"دعم الإرهاب وتنظيم داعش".
وقال إنّ "الرئيس الأميركي غير قادر على تحديد التبعات البعيدة المدى لسياساته، وعلى مسؤولي الإدارة الأميركية أن يتوخوا الحذر في مسألة التعامل مع القضية الفلسطينية"، مؤكداً على دعم الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ودان لاريجاني القرارات الأميركية، ودعا للتعامل معها بشكل جاد، كما شجب التطبيع العربي مع إسرائيل، مدافعاً عن "مسيرات العودة" الفلسطينية، وشدد على أنّ نقل السفارة إلى القدس "لن يمر من دون رد فلسطيني".
من ناحيته، أمين عام اتحاد البرلمانات الإسلامية محمود أرول قليتش، أكد أنّ "دعم الفلسطينيين مهمة تقع على عاتق كل المسلمين"، مشدداً على "ضرورة الوقوف بوجه نقل السفارة الأميركية للقدس"، قائلاً، بحسب ما نقلت عنه وكالة "إيسنا"، إنّ "إسرائيل تتجاهل كل القوانين الدولية".
من جهته، حمّل أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى علي شمخاني، مسؤولية التوتر الحاصل إثر نقل السفارة الأميركية للقدس، لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، قائلاً إنّ "هذا القرار غير قانوني ويغاير حقوق الفلسطينيين"، ووفقاً لما ذكرت وكالة "فارس"، فقد شجب شمخاني الخطوة الأميركية، معتبراً أنّها "حولت الاستهتار بحقوق الفلسطينيين إلى حالة من التطرف والتخبّط"، مشدداً على أنّ نقل السفارة الأميركية للقدس "سيزيد من حالة الاتحاد بين المسلمين، وهو ما سيسرّع زوال إسرائيل"، بحسب قوله.
وأضاف أنّ "القدس جزء لا يتجزأ من فلسطين، وأي قرار يتعلق بهذه الأرض مرتبط بشعبها، ولا يحق لأي بلد اتخاذ قرارات بدلاً من الفلسطينيين"، وفي الكلمات خلال الاجتماع، قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني رضوان الأخرس، إنّ "الوضع في القدس تجاوز مرحلة الخطر"، داعياً لاتخاذ قرارات وخطوات جادة لحمايتها، كما دعا لوقف الاستيطان وتوسيع المستوطنات.
ولفت إلى أنّ الإسرائيليين "يمنعون دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى إلا بأوقات محددة، وهذا كله مرفق بالصمت"، مطالباً الأطراف العربية والإسلامية في الأمم المتحدة بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين "بما يصب لمصلحة العالم الإسلامي برمته"، كما دعا الأخرس اتحاد البرلمانات الإسلامية إلى "تشكيل لجنة لمتابعة الوضع الفلسطيني، ووضع برنامج دقيق لمواجهة السياسات الأميركية والإسرائيلية".
وبمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية، أكدت إيران، في بيان للخارجية، أنّها "ستبقى داعمة لفلسطين، وعلى الأمة الإسلامية أن تتصرف بيقظة وحذر مع ما يجري"، معتبرة أنّ هناك "مؤامرة إسرائيلية أميركية على فلسطين"، وطالبت الخارجية الإيرانية الأمم المتحدة "باتخاذ موقف صارم إزاء السياسات والتصرفات الإسرائيلية التي من شأنها رفع مستوى التوتر في المنطقة ككل"، وشجبت قرار ترامب المتعلق بنقل السفارة الأميركية للقدس ووصفته بأنّه "غير عقلاني".
• إضراب تجاري واسع في غزة دعماً لمسيرات العودة
إلى ذلك شل الإضراب التجاري كافة الأسواق والمحال التجارية المنتشرة في مختلف مناطق قطاع غزة، استجابة للدعوة التي أطلقتها الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، ضمن الإضراب الواسع الذي شمل كافة المؤسسات والقطاعات بما فيها التعليمية.
ومنذ ساعات الصباح الباكر من يوم أمس لم تفتح المحال التجارية والأسواق أبوابها كما المعتاد، إذ شهد القطاع تجاوباً كبيراً من قبل التجار وأصحاب هذه المحال مع دعوات القائمين على مسيرات العودة، رفضاً لقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة وللمطالبة بكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الثاني عشر على التوالي، وشمل الإضراب التجاري كافة البنوك والمصارف العاملة في القطاع، إذ أغلقت هي الأخرى أبوابها وعلقت عملها الاثنين بأمر من سلطة النقد الفلسطينية (البنك المركزي)، في الوقت الذي يتوقع فيه أن يتواصل الإضراب حتى مساء اليوم الثلاثاء.