دولي

شهيد وعشرات الإصابات في "جمعة النذير" بغزة... وتحضيرات ليومي الغضب القادمين

"الصليب الأحمر" دعا لعدم تجاهل المنظومة الصحية في قطاع غزة

"هنية": سنحوّل ذكرى النكبة إلى نكبة تحل بـ"إسرائيل"

 

استشهد فلسطيني وأصيب العشرات برصاص الاحتلال في "جمعة النذير" على حدود قطاع غزة المحاصر مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما يتحضر الفلسطينيون ليومي غضب قادمين في ذكرى النكبة التي تتزامن هذا العام مع نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، استشهاد الفلسطيني جبر سالم أبو مصطفى (40 عاماً)، بطلق ناري في الصدر (مباشرة في القلب)، أطلقه عليه قناصة إسرائيليون شرق خان يونس، جنوبي قطاع غزة، كما أصيب 450 فلسطينياً، أمس أول أيضاً، بجراح مختلفة، سبعة منهم في حال خطرة.

ولبى آلاف الفلسطينيين دعوة اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، للمشاركة في الجمعة السابعة من فعاليات "العودة وكسر الحصار"، والتي أطلق عليها اسم "جمعة النذير"، وهي تسبق يومي الغضب الأكبرين منذ انطلاق فعاليات المسيرات، بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض في 30 مارس/آذار الماضي، وأكدت "اللجنة العليا للطوارئ الصحية" في قطاع غزة أنها تتابع الوضع الميداني "لحظة بلحظة"، مشيرةً إلى جهوزيتها واستعداد المستشفيات والنقاط والمراكز الصحية وانتشار سيارات الإسعاف في أماكن التظاهر الرئيسية الخمسة.

 وأشعل الفلسطينيون، خلال تظاهرتهم، إطارات السيارات الفارغة للتشويش على قوات الاحتلال، التي عززت من وجود جنودها على الحدود، كما لوحظت زيادة الانتشار الإسرائيلي العسكري على الحدود، مع وجود تعزيزات خلفية شوهدت منها ناقلات جنود ومدفعية متوسطة.

وقام شبان فلسطينيون أيضاً بإطلاق "الطائرات الورقية" المحملة بالمواد الحارقة باتجاه الأراضي المحتلة، ما أحدث سلسلةً من الحرائق في بعض المناطق، منها شرق جباليا وشرق مدينة غزة وشرق مدينة خان يونس، علماً أن هذه الطائرات باتت عامل القلق الأبرز للاحتلال الإسرائيلي.

إلى ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، خلال مشاركته في مخيم العودة شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة إن "الشعب الفلسطيني سيحول النكبة التي حلت به إلى نكبة لإسرائيل والمشروع الصهيوني"، وقال هنية مخاطبا الشباب الثائر: "إننا اليوم نكتب تاريخًا جديدًا لشعبنا ولأمتنا وتجاوزنا الحصار والانقسام"، مشيرا إلى أن "الشعب الفلسطيني سيقف يوم 14 و15 من الشهر الجاري وقفة رجل واحد في كل أنحاء الدنيا ليقول للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي ينقل سفارته للقدس إنها إسلامية عربية ولن يغير هويتها أحد".

وأوضح أن "الفلسطينيين في مخيمات لبنان سيزحفون على حدود فلسطين الشمالية كما سيزحف الفلسطينيون في الأردن إلى منطقة الكرامة"، واعتبر هنية "الوحدة الميدانية دليلا على أن المقاومة والثوابت توحد الفلسطينيين جميعا"، مؤكدا أن "فلسطين من البحر إلى النهر للفلسطينيين وأنه لا اعتراف بإسرائيل، وأن ذلك منهجاً ومبدأ لا يخضع للمساومة".

ومن المقرر أنّ يشكل يوما الاثنين والثلاثاء المقبلين ذروة الفعاليات، تزامناً مع احتفال الاحتلال بقيام "دولته" ونقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة وإحياء ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني السبعين. ويجري على قدم وساق التجهيز للفعاليات التي لن تتوقف، وفق القائمين عليها، بعد هذين التاريخين.

وتعهد رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، في حديث لصحافيين أجانب وصلوا إلى غزة لتغطية التظاهرات، باستمرار مسيرات العودة "حتى تحقيق أهدافها، برغم العنف الذي تواجهه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".

وشوهد عشرات الصحافيين الأجانب للمرة الأولى إلى جانب الصحافيين المحليين يشاركون في تغطية مسيرات العودة على الحدود. وأعلنت بعض الفنادق في غزة اعتذارها عن استقبال المزيد، ما يشير إلى أنّ الذين حضروا كانوا أكثر عدداً من المتوقع.

 

"الصليب الأحمر" يدعو لعدم تجاهل المنظومة الصحية في قطاع غزة

 

إلى ذلك شدد مدير اللجنة الدولية لـ "الصليب الأحمر"، جيلان ديفورن، على ضرورة عدم تجاهل واقع المنظومة الصحية في غزة، مشيرًا إلى أنها كانت قبل بداية الأحداث على طول الشريط الحدودي تعاني من نقص في الأدوية والمستهلكات الطبية.

وجدد ديفورن، خلال زيارته لمجمع الشفاء الطبي في غزة، التزام اللجنة الدولية بالوقوف إلى جانب الطواقم الطبية في غزة، في هذا الوقت الذي وصفه بـ "العصيب"، ولفت النظر في تصريح صحفي، إلى أنه سيتم إرسال فرق طبية لمد يد العون لمشافي قطاع غزة، والتبرع بالأدوية والمستلزمات الطبية، والأجهزة المساعدة على الحركة.

وقد تبرعت اللجنة الدولية الخميس الماضي، بأدوية ومستلزمات طبية وجراحية تكفي لعلاج 900 جريح، ومثبتات خارجية تكفي 28 مصابًا، وبقيت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على مدار الأسابيع الثمانية الماضية على تواصل دائم مع مقدمي الرعاية الطبية للجرحى.

 وبدأت مسيرات في غزة بـ30 مارس الماضي أطلق عليها مسيرة العودة الكبرى، حيث يتجمهر آلاف الفلسطينيين في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع ودولة الاحتلال، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948، ومن المقرر أن تصل فعاليات مسيرة العودة إلى ذروتها في 14-15 مايو الجاري في ذكرى النكبة، الذي يعد يوم قيام دولة الاحتلال، وستكون المسيرة تحت اسم "مليونية العودة"، ويقمع جيش الاحتلال تلك الفعاليات السلمية بالقوة، ما أسفر عن استشهاد 50 فلسطينياً وإصابة الآلاف

 

"هنية": سنحوّل ذكرى النكبة إلى نكبة تحل بـ"إسرائيل"

 

وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، لحركة المقامة الإسلامية "حماس"، إن الفلسطينيين "سيحوّلون الذكرى السبعين للنكبة، إلى "نكبة تحل بإسرائيل ومشروعها الصهيوني"، وذكر في كلمة ألقاها خلال المسيرات التي نظمت شرق مخيم البريج، بالقرب من السياج الحدودي مع الأراضي المحتلة، أن الفلسطينيين في يومي الاثنين والثلاثاء القادميْن (14 و15 مايو/أيار الجاري)، سيقفون "وقفة رجل واحد ليقولوا للرئيس الأمريكي وإسرائيل إن القدس عربية إسلامية لن يغير هويتها أحد".

وقال هنية:" اليوم نتوحد في ميادين الرباط ومسيرات العودة وكسر الحصار لنقول إن المقاومة توحدنا، والثوابت توحدنا، والمواجهة توحدنا، ولا نبحث عن الكراسي والمناصب".

وأضاف:" نحن على موعد مع الزحف الكبير في يوم 14 مايو الجاري، سيزحف شعبنا في مخيمات لبنان على حدود فلسطين الشمالية، كما يزحف أهلنا في الأردن إلى منطقة الكرامة التي تشرف على فلسطين"، وتابع:" من مخيمات العودة سنرسم معالم الطريق نحو القدس والأقصى (..) إننا اليوم نكتب تاريخًا جديدًا لشعبنا ولأمتنا".

وقال هنية، إن "ما تملكه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مُرعب لإسرائيل"، وأضاف:" في بداية حصار غزة، كان صاروخ كتائب القسام يصل لـ 3 كيلومترات عن الحدود، وفي عام 2014 ضربت كتائب القسام (مدينة) حيفا، واليوم ما تملكه المقاومة مرعب لعدونا وطمأنينة وثقة لشعبنا"، وتابع: "حاصرونا 11 عاما، وشنّوا ثلاث حروب للاعتراف بالاحتلال وتسليم السلاح، فقلنا لن نعترف ولا نريد تسليم سلاح المقاومة، بل تطويره". 

 

"شؤون اللاجئين" بحماس: مسيرة العودة البداية للعودة إلى كل فلسطين

 

في حين قال مكتب شؤون اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بلبنان إن مسيرة العودة الكبرى هي البداية للعودة إلى كل أرض فلسطين، ودعا المكتب في بيان له إلى أوسع مشاركة في مسيرة العودة في قلعة الشقيف قرب الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وذلك عصر الثلاثاء المقبل، وقال المكتب: مع اقتراب ذكرى النكبة الفلسطينية الـ70 ، تتواصل فعاليات مسيرات العودة التي انطلقت في قطاع غزة يوم 30 آذار/ مارس الماضي تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، حيث تم تدشين المخيمات على مقربة من الخط الفاصل على طول المنطقة الشرقية لمحافظات غزة.

وأكد "شؤون اللاجئين" في حماس أن مسيرات العودة الكبرى برهنت للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ولصفقته ولكل من يقف معها أنه لا تنازل عن القدس ولا بديل عن فلسطين ولا حل إلا بالعودة، وأشار إلى أن هذه الفعاليات دليل على تشبث الفلسطينيين بحق العودة ورفضهم لتصفية القضية الفلسطينية وأن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن القدس المحتلة، لا بصفقة قرن ولا بغيرها.

وأهاب بأبناء شعبنا في المخيمات الفلسطينية في لبنان للمشاركة الكثيفة في مسيرة العودة الكبرى التي دعت اليها الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، تشمل جموع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في قلعة شقيف قرب الحدود مع فلسطين، وذلك لإحياء الذكرى السبعين للنكبة وتأكيداً على التمسك بحق العودة وذلك يوم الثلاثاء 15 أيار (مايو) 2018 عن الساعة الرابعة عصراً، وتشمل هذه المسيرة وسلسلة من الانشطة والفعاليات في ذكرى النكبة، في 15 أيار/مايو.

 

الاحتلال يستخدم طائرات مسيرة لاعتراض طائرات غزة الورقية

 

هذا وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، باستخدام "طائرات مسيرة"؛ بدون طيار، لاعتراض الطائرات الورقية "الحارقة"، التي يطلقها الشبان الفلسطينيون خلال مسيرات العودة من قطاع غزة، وقال راصد ميداني لـ "قدس برس" إن قوات الاحتلال أطلقت طائرات مسيرة في أجواء شرقي خانيونس (جنوب قطاع غزة)، حيث قامت هذه الطائرات بملاحقة الطائرات الرقية واعتراضها قبل أن تقطع الحدود داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وكانت قوات الاحتلال، قد تحدثت عن أن الطائرات الورقية تسببت في إحراق 400 دونم من حقول المستوطنين ووعدت بإيجاد حل لهذه الطائرات.

ويستخدم الفلسطينيون هذه الوسيلة منذ أسابيع، واستطاعوا من خلالها إحراق مئات الدونمات التابعة للمستوطنين في مستوطنات غلاف غزة، وبسبب تأثيرها غير المتوقع وأحيانًا غير المحدود، أعلن جيش الاحتلال أنها "سلاح خطر"، وأنه سيتعامل مع الطائرات الورقية الحارقة كما يتعامل مع القذائف أو التهديدات التي تواجه "إسرائيل".

 

من نفس القسم دولي