دولي
"جمعة الشباب الثائر": 3 شهداء ومئات الإصابات شرق غزة
الجمعة السادسة لمسيرات العودة.. "جمعة عمال فلسطين"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 أفريل 2018
• هنية: مسيرات العودة أربكت العدو وأجبرته على إعادة حساباته
أعلنت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار"، عن أن الجمعة القادمة لمسيرات العودة على حدود قطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ستحمل اسم "جمعة عمال فلسطين الصامدين في وجه الحصار"، بالتزامن مع "اليوم العالمي للعمال"، وأكدت الهيئة في بيان لها انتهاء فعاليات جمعة "الشباب الثائر"، معربة عن شكرها للشباب الذين أشعلوا الجمعة الماضية.
أوضحت أن الجمعة القادمة ستحمل اسم: "جمعة عمال فلسطين الصامدين في وجه الحصار"، ودعت الهيئة في بيانها، عمال فلسطين المعطلين عن العمل منذ سنوات طويلة للمشاركة بفعالية في هذه الجمعة، ويصادف الثلاثاء القادم، اليوم العالمي للعمال الذي يوافق ماي من كل عام، وبدأ الفلسطينيون منذ ساعات الصباح التوافد إلى مخيمات العودة المنتشرة شرقي قطاع غزة؛ وذلك للمشاركة في الجمعة الخامسة من مسيرة العودة، والتي أطلقوا عليها اسم جمعة "الشباب الثائر".
أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، النار بكثافة باتجاه المتظاهرين على حدود قطاع غزة، في "جمعة الشباب الثائر"، وضمن فعاليات "مسيرات العودة" التي انطلقت منذ ذكرى "يوم الأرض"، في 30 مارس/ آذار الماضي، وسقط 3 شهداء برصاص الاحتلال، عرف منهم حتى الساعة عبد السلام بكر (29 عاما)، بالإضافة إلى إصابة 611 شخصاً بالرصاص وقنابل الغاز، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وباتت نقاط التماس الخمس مع الاحتلال الإسرائيلي مسرحاً للخيام وآلاف الفلسطينيين الرافضين لتصفية قضيتهم، والمطالبين بإنهاء حصار غزة، وبحقهم في العودة إلى أراضيهم التي هُجروا منها منذ سبعة عقود.
وسمّى القائمون على "مسيرة العودة الكبرى" جمعة الغضب الخامسة "جمعة الشباب الثائر"، مع تأكيد استمرار الحراك وتطويره بأشكال مختلفة، ضمن نطاق السلمية، في الأسابيع المقبلة وصولاً إلى تاريخ الخامس عشر من منتصف مايو/ أيار، الذي سيكون ذروة الفعاليات.
وفي كلمة مشاركته في مسيرة العودة شرق رفح، جنوب قطاع غزة، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، إن "مسيرات العودة" أربكت الاحتلال الاسرائيلي، وأجبرت المحتل على إعادة حساباته، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني لن يتراجع عن المضي قدما في هذه المسيرات حتى نيل حقوقه، وذكر هنية أن من "ينازعنا حقوقنا سنضربه بيد من حديد ولن نبالي"، وأوضح أن "الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والداخل والشتات سيقف في 15 ماي المقبل وقفة رجل واحد ليقول إنّا عائدون إلى بلادنا"، وأشار هنية إلى الأطباق الطائرة التي قال إنها ترعب المحتل، ثم أضاف: "فما بالكم بصواريخنا؟".
وجهّزت وزارة الصحة الفلسطينية نقاطاً طبية لتخفيف الضغط على المشافي، وقامت بزيادة أعداد الإسعافات والمسعفين في المناطق الحدودية، خشية من العنف الإسرائيلي المفرط الذي يستخدم في كل جمعة ضد المتظاهرين العُزّل.
ومنذ إطلاق الفلسطينيين "مسيرة العودة"، في 30 مارس/ آذار الماضي، بذكرى "يوم الأرض"، استهدف الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص مدنيين فلسطينيين عزل قرب السياج الحدودي في غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 فلسطينياً.
وتم للمرة الثانية تقديم الخيام الخاصة بالفعاليات لخمسين متراً أخرى باتجاه السياج الحدودي الفاصل، في تحدٍ من المنظمين والقائمين على الفعاليات لقوة القمع الإسرائيلية، في المقابل، زادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما في كل جمعة، من وجودها العسكري على الحدود ورفعت درجة التأهب التي تظهر من خلال التعزيزات العسكرية والأمنية، فضلاً عن طائرات المراقبة المنتشرة على الحدود.
وتزامنت "مسيرة العودة" مع إحياء "يوم الأرض"، في 30 مارس/آذار، الذي يخلّد ذكرى استشهاد ستة فلسطينيين دفاعاً عن أراضيهم المصادرة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1976.
وأعلنت وزارة الصحة، في بيانات متعاقبة، عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، وإصابة المئات بجروح متفاوتة خلال مشاركتهم في "مسيرات العودة" على حدود قطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ومنذ 30 آذار/ مارس الماضي، بدأ الفلسطينيون في قطاع غزة حركة احتجاجية أطلق عليها "مسيرات العودة" بالتزامن مع ذكرى "يوم الأرض"، وستكون ذروتها في ذكرى النكبة في 15 ماي؛ للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، حيث استشهد 42 فلسطينيا خلال مشاركتهم في فعاليات مسيرات العودة، في حين أصيب نحو 5 آلاف بجروح متفاوتة.
وفي بيان منفصل، أدانت اللجنة القانونية والتواصل الدولي للهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار بشدة استمرار قوات الاحتلال وقناصته المنتشرة على طوال السياج الحدودي، بارتكاب المزيد من جرائم القتل بحق المتظاهرين المشاركين في مسيرات ومخيمات العودة، وذلك للجمعة الخامسة على التوالي.
وأكدت اللجنة أنه "بناءً على شهادات الأطباء المتابعين لحالات المصابين، تعمد قناصة الاحتلال إصابة المتظاهرين في الأجزاء العلوية والسفلية من أجسادهم، بهدف القتل أو الإعاقة، كما وتؤكد استنادًا لعمليات المعاينة لأجساد الشهداء والمصابين تعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدام رصاص متفجر، إضافة لاستخدام أسلحة تترك آثارًا وخيمة على أعضاء المصابين والقتلى، ما يثير تخوفات من أن هذه الأسلحة محظورة، وتحمل مواد قد تكون سامة".
وعدّت التصريحات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة بشأن تجنيد الأطفال أو أخذهم دروعًا بشرية أثناء التظاهرات السلمية في قطاع غزة، محض افتراء وكذب يهدف لتبرير عمليات قتل وإصابة الأطفال المشاركين في التظاهرات بدم بارد، وتخشي أن تكون هذه التصريحات مقدمة لتوسيع دائرة استهداف الأطفال.
وطالبت المجتمع الدولي، وهيئة الأمم المتحدة وأجسامها ومجلس حقوق الإنسان والمقررين الخاصين والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف بالقيام بمسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية لحماية المدنيين الفلسطينيين والمتظاهرين في الحراك الشعبي "مسيرة العودة"، والعمل على توفير الحماية للأطقم الطبية والصحفيين والنساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، وتطالبهم بالعمل على منع الاحتلال من استهدافهم، ومحاسبته على جرائمه.
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، مساء الجمعة الماضي إن مسيرات العودة أربكت العدو الصهيوني، وأجبرته على إعادة حساباته، وأكد خلال مشاركته في فعاليات مسيرات العودة بمخيم العودة شرق رفح أن شعبنا لن يتراجع عن المضي قدما في هذه المسيرات حتى نيل حقوقه، مشددًا أن "من ينازعنا حقوقنا سنضربه بيد من حديد، ولن نبالي".
وأضاف هنية أن شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والداخل والشتات سيقف يوم 15 ماي (ذكرى النكبة) وقفة رجل واحد ليقول: إننا عائدون إلى بلادنا، ووجه التحية لرفح قلعة الجنوب، برجالها وأطفالها ونسائها، كما حيّا الشباب الثائر التي سُميت هذه الجمعة باسمه، ووحدة الكوشوك، ووحدة قص السلك، ووحدة الأطباق الطائرة، التي ترعب المحتل.
• السنوار: ماضون حتى تحقيق أهداف شعبنا وكسر الحصار
من جهته قال قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، مساء الجمعة: إن خروج الجماهير الفلسطينية تأتي للتأكيد على حق العودة وتمسكنا به، وسنسعى لتحقيقه بكل الإمكانيات، وأضاف السنوار لدى وصوله إلى مخيم العودة شرق البريج وسط قطاع غزة: إننا ماضون حتى تحقيق أهداف شعبنا وكسر الحصار.
• الرشق: أي حراك دون الإجماع الوطني سيجني مزيدَ ضياع
في حين أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزت الرشق أن إصرار رئيس السلطة محمود عباس على تجاوز الإجماع الوطني الفصائلي والشعبي الرافض لعقد المجلس الوطني لا يُفهم منه إلا تعنّت غير مبرّر في الانفراد بالقرار الوطني، وإقصاء غير مفهوم لجزء كبير من النسيج الوطني.
وقال الرشق في تصريح صحفي له، "إنّ أيّ حراك تقوده السلطة الفلسطينية اليوم سواء عبر عقد اجتماع المجلس الوطني أو غيره، ما هو إلّا قفزة في الهواء وتغريد خارج الإجماع الوطني، لن يجني أصحابُها سوى المزيد من الضياع والتيه وتمزيق الصف الوطني، تماماً كحصادهم من مسيرة التفاوض العبثي"، وأضاف: "لكنّنا واثقون بأن شعبنا الفلسطيني هو صاحب الكلمة والقرار الفصل في المحطات الكبرى لمسيرته النضالية".
وأشار رئيس العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس إلى أن فلسطين وقضيتها مرت بمحطات كبرى خلال السنوات القليلة الماضية، وأوضح الرشق أن الشعب الفلسطيني عبّر بوضوح عن اختياراته وتطلّعاته في مشروعه النضالي؛ بما يمثّل إجماعاً وطنياً يضم كل أبناء شعبنا الفلسطيني الرافض لكل المشاريع والمخططات التي تفرّط في حقوقه وتتنازل عن ثوابته.
ونبّه القيادي في حماس بأن مِنْ تلك المحطات، الانتخابات التشريعية عام 2006، حيث اختار شعبنا مشروع حماس، مروراً باحتضانه المقاومة؛ وهي تبدع إثخاناً في العدو وتحقيقَ الانتصار عليه في حروب ثلاثٍ متتالية، وليس آخرها إبداعات انتفاضة القدس والانتصار في معركة بوابات الأقصى، ومسيرات العودة الكبرى المستمرة.