دولي
الصحافيون الفلسطينيون يطالبون بحماية دولية
استهداف ممنهج ضدهم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أفريل 2018
طالب العشرات من الصحافيين العالم أجمع بضرورة التحرك من أجل توفير الحماية للصحافيين الفلسطينيين، بعد استهداف العديد منهم خلال تغطيتهم مسيرة العودة على الشريط الحدودي في قطاع غزة، والتي كان آخرها استشهاد الصحافي ياسر مرتجى ومحاولة قتل الصحافي أحمد أبو حسين باستهدافه برصاصة قاتلة متفجرة ومحرمة دولية.
نظّمت نقابة الصحافيين الفلسطينيين وقفة تضامنية مع الصحافي أبو حسين، داخل مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، والذي تم نقله من غزة إلى رام الله لاستكمال العلاج، بعد مماطلة في نقله، ورفع الصحافيون لافتات تطالب بضرورة توفير الحماية للصحافيين الفلسطينيين في ظل جرائم الاحتلال بحقهم.
واستهدفت قوات الاحتلال أبو حسين وسبعة صحافيين آخرين قبل يومين، خلال تغطيتهم مسيرة العودة في غزة، ووصفت حالته بالخطيرة وتجرى له حاليا عمليات جراحية، بعد أن استهدفه الاحتلال برصاصة متفجرة في البطن كادت أن تودي بحياته، ومزقت أجزاء من أحشائه.
وقال نقيب الصحافيين الفلسطينيين، ناصر أبو بكر لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة التضامنية، إن "هذه الوقفة تؤكد على أن الصحافيين الفلسطينيين متماسكون كجسم واحد في كل أماكن تواجد الفلسطينيين وهم يحظون باحترام في العالم، والتي كان آخرها ضغط الصحافيين في العالم بكل قوة على الاحتلال من أجل تحويل الصحافي أبو حسين، واليوم، تأتي الوقفة تعبيرا عن الانتصار للصحافيين على الاحتلال الذي أراد قتل أحمد أبو حسين".
وأكد أبو بكر أن جرائم الاحتلال والاستهداف الحقيقي للصحافيين الفلسطينيين، يجب أن يتحرك العالم أجمع لأجلها من خلال توفير حماية دولية للصحافيين، فيما شدد نقيب الصحافيين الفلسطينيين على أن الجريمة بحق الصحافي أبو حسين مثبتة بعدما قنصوه وهو يرتدي اللباس الصحافي كما قنصوا الشهيد ياسر مرتجى قبل ذلك، علاوة على استهداف سبعة صحافيين آخرين كانوا مع أحمد وكادت أن تحدث مجزرة بحق الصحافيين هدفها ترويع الصحافيين.
وأوضح أن "لدينا من الدلائل الكثير حول إدانة وإثبات جريمة الاحتلال بحق الصحافيين منها تصريحات وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، وتصريحات نقابة الاحتلال السيئة التي تدافع عن جرائم جنود الاحتلال وكذلك تحريض صحافيين إسرائيليين على قتل الصحافيين الفلسطينيين، والأهم ما ورد في صحيفة هآرتس باعترافات لجنود الاحتلال باستهداف الصحافيين".
وأشار نقيب الصحافيين الفلسطينيين إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ باستهداف الصحافيين الفلسطينيين بعد قراره في 15 فبراير/ شباط 2016، بشن حرب واسعة ضد الإعلام الفلسطيني، وما تلا ذلك من ملاحقة للصحافيين الفلسطينيين ووسائل الإعلام الفلسطينية.
ووفق أبو بكر، فإن معدل الإصابات والاستهداف للصحافيين يأتي بمعدل أكثر من استهداف يومي بصفوف الصحافيين، حيث سجل حوالي 740 انتهاكاً بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية خلال العام 2017، وشهدت الثلاثة أشهر الأولى من العام 2018 ارتفاعا، واشتدت خطورتها باستهداف الصحافيين في الضفة الغربية والقدس وغزة، فهناك ارتفاع ممنهج وخطير هدفه تكميم الأفواه، لكن كل قوة الدنيا لن توقف صوت الصحافيين الفلسطينيين وأداء مهامهم.
وحول إمكانية تقديم شكوى ضد الاحتلال في المحاكم الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، قال أبو بكر لـ"العربي الجديد"، "هناك قرار من الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب ومن نقابات حليفة من دول غربية تساند الحق والعدل، وكلها تقف معنا، ومجموعة محامين من دول العالم بالتشاور مع نقابة الصحافيين الفلسطينيين لتقديم شكاوى وبدأنا بالتشاور مع خبراء قانونيين فلسطينيين كي يبدأوا بدراسة الملف وبدء إجراءاتهم"، فيما لفت إلى إمكانية تقديم تلك الشكاوى في محكمة الجنايات الدولية وفي محاكم ببعض الدول تسمح بملاحقة أي منتهك للحريات، وأن الشكاوى تضمن استشهاد ياسر مرتجى واستهداف أحمد أبو حسين، إذ "لدينا قضايا واضحة لاستهداف الصحافيين وقتلهم".
وخلال الوقفة، نوه أبو بكر إلى أن أبو حسين أصيب برصاصة محرمة دوليا وقاتلة من نوع متفجر في البطن تنفجر الرصاصة وتنتشر بعد إصابتها الهدف، وحينما حاولنا تحويله للعلاج خارج غزة ماطلت سلطات الاحتلال بذلك، وبعد ذلك بُذلت جهود من أجل نقله لرام الله وماطلت كذلك سلطات الاحتلال بالسماح بتحويله.
من جانبه، قال وزير الصحة الفلسطيني، جواد عواد في كلمة له، "نحن نتمنى الشفاء العاجل للصحافي أبو حسين وهو موجود حاليا في غرفة العمليات، بإشراف طاقم من الجراحين عددهم أكثر من عشرة أطباء، وتسير الأمور بشكل جيد جدا، هناك اهتمام كبير من القيادة السياسية بحالة الجريح أحمد ونحن على استعداد لتحويله إلى أي منطقة إن احتاج لذلك، وسوف نقوم بمتابعة حالته الصحية".
وقال مدير مجمع فلسطين الطبي، أحمد البيتاوي، إن "إصابة الصحافي أبو حسين صعبة، حيث أصيب في الصدر وأجزاء من البطن، لديه إصابة في البنكرياس والأمعاء الدقيقة، وإصابة في العمود الفقري والنخاع الشوكي، حيث قام الأطباء بترميم البطن وتنظيف الأحشاء وما زال أحمد في العمليات، وستتبين حالته الصحية خلال الساعات المقبلة".