دولي
ثلاثون عاماً على استشهاد أبو جهاد: أيقونة الثورة الفلسطينية
تقلد أبو جهاد العديد من المناصب خلال حياته
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أفريل 2018
أحيا عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين ذكرى استشهاد القائد الفلسطيني خليل الوزير "أبو جهاد"، وقد نشروا صوره وهو يحمل سلاحه وبجانبه الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأرفقوها بمواقفه النضالية ومعلومات عن عملياته ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، رغم غياب الفعاليات الشعبية والرسمية عن إحياء ذكرى استشهاده السنوية.
وحلت الذكرى الثلاثون لاغتيال "أبو جهاد"، على يد أفراد من جهاز الموساد الإسرائيلي في السادس عشر من ابريل/ نيسان لعام 1988 في عملية معقدة، وذلك بعد أن شعرت "إسرائيل" بخطورة الرجل وما يحمله من أفكار، خاصة بعد تنفيذه مجموعة عمليات ضدها.
عملية الاغتيال تمت في تونس حيث تم إنزال نحو 20 عنصراً مدرباً من عناصر الموساد الإسرائيلي على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاج في تونس من أربع سفن وزوارق مطاطية وغواصتين وطائرتين عموديتين للمساندة، وبعد مجيئه إلى بيته كانت اتصالات عملاء الموساد على الأرض تنقل الأخبار، فتوجهت القوة الكبيرة إلى منزله وقتلت الحراس وتوجهت إلى غرفته وأطلقت عليه عددا كبيرا من الرصاص، واستقر به سبعون رصاصة فتوفي في اللحظة نفسها.
وكان أبو جهاد حينذاك، وهو رفيق الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بلغ 52 عاماً لحظة إطلاق النار عليه من مسافة قريبة، وقد أبحرت القوة التي اغتالته بحسب ما أعلن، بقارب من إسرائيل، وبدعم على الشواطئ من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، وباستخدام بطاقات هوية لصيادين لبنانيين خطفوا للوصول إلى وسيلة للدخول لمجمع منظمة التحرير.
وتقلد أبو جهاد العديد من المناصب خلال حياته، فقد كان أحد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، كذلك عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة، كما أنه يعتبر أحد مهندسي الانتفاضة الفلسطينية.
ولد السياسي الفلسطيني خليل إبراهيم محمود الوزير في 10 أكتوبر/تشرين الأول 1935، في مدينة الرملة بفلسطين، وغادرها إلى غزة إثر حرب 1948 مع أفراد عائلته، وعرف باسم "أبو جهاد"، وكان واحداً من أهم قيادات حركة فتح وجناحها المسلح، اغتالته إسرائيل بالتزامن مع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
ودرس الوزير في جامعة الإسكندرية ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من سنة، وبعدها توجه إلى الكويت وظل بها حتى عام 1963. وهناك تعرف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح، وبعد ذلك غادر إلى الجزائر عام 1963 حيث سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح وتولى مسؤوليته.
وغادر أبو جهاد الجزائر في عام 1965 إلى دمشق، حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، وشارك في حرب 1967، وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى.
وبعد تلك الفترة تولى خليل الوزير المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، والذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة، وعكف على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة وكان له دور بارز خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، إذ شارك في قيادة معركة الصمود في بيروت والتي استمرت 88 يوماً.
ولم يكن هناك أي مظاهر رسمية أو شعبية لإحياء ذكرى أبو جهاد في غزة، ومنذ الانقسام غابت مشاهد الاحتفالات الوطنية الجامعة لكن نشطاء التواصل الاجتماعي تذكروه.