دولي

تظاهرات متضامنة مع فلسطين في بريطانيا: أوقفوا تسليح إسرائيل

طالب نشطاء الشباب الفلسطيني بمواصلة تقديم روايته عبر "التواصل الاجتماعي"

"معاريف": ضغوط سعودية مصرية على حماس لوقف "مسيرات العودة"

مجلس حقوق الإنسان الأميركي يطالب بحماية دولية للفلسطينيين

 

احتشد آلاف البريطانيين المتضامنين مع فلسطين، أمام مقر البرلمان البريطاني في ويستمنستر لندن، كما شهدت مدينتا بيرمنغهام ومانشستر تظاهرات مماثلة، تلبية لدعوة من "المنتدى الفلسطيني" في بريطانيا و"حملة التضامن مع فلسطين" و"تحالف أوقفوا الحرب" و"منظمة أصدقاء الأقصى"، ومنظمات أخرى، استنكاراً لاعتداء قوات الإحتلال الإسرائيلي على مسيرات العودة السلمية بمحاذاة السياج الحدودي لغزة.

وتحدث عبد الرحمن التميمي باسم "المنتدى الفلسطيني في بريطانيا"، في تجمع لندن، مطالباً رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بالتوقف عن تسليح إسرائيل، مذكراً أنه لا ينسى مدينتي الخليل وبئر السبع "حيث ولد أجداده".

أما عضو مجلس اللوردات البريطاني، جيني تونغ، فعبرت في كلمتها عن إحساسها بـ"العار" لكونها "عضواً في مجلسٍ من المفترض أن يدافع عن العدل وحقوق الإنسان، فيغيب أعضاؤه عن تظاهرة مثل هذه، أو عن اتخاذ إجراءات مناسبة تتلاءم مع حجم هذه المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين".

بدورها، ألقت ممثلة عن حزب "العمال" البريطاني كلمة باسم زعيم الحزب، جيريمي كوربن، أكدت فيها التضامن مع غزة، ورفض الاستخدام الإسرائيلي للقوة بحق المتظاهرين، منددة بصمت المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال.

وحضر الشباب الفلسطيني البريطاني بقوة في هذه التظاهرات، وأكدت الشابة ليان محمد علي، إصرارها على العودة إلى قريتها المحتلة في فلسطين، وتحدثت سارة العريضي، نيابة عن منظمة "أوليف" للشباب الفلسطيني في بريطانيا.

أما النائب الوحيد المتحدث على المنصة في هذه التظاهرة، فكان فرانس مولوي، من حزب "شين فين" الإيرلندي، والذي دعا تيريزا ماي للتوقف عن الدفاع عن إسرائيل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، وإلى اتخاذ إجراءات حقيقية في ما يتعلق بمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي.

من جهتها، أبدت الناشطة البريطانية القادمة من بيرمنغهام إلى لندن، سلمى يعقوب، "حزنها العميق" لسقوط هذا العدد من الضحايا، وأسفها للتعامل الإعلامي مع الاعتداء الإسرائيلي، باعتباره مجرد خبر عن حادثة، وليس مأساة ينبغي التعامل معها بجدية أكبر، والضغط على الحكومة لاتخاذ موقف من حكومة الاحتلال التي لم تقتل 30 فقط خلال الأيام الماضية، بل أكثر من 2600 فلسطيني في السنوات الأخيرة.

وكان لافتاً كذلك حضور المنظمات اليهودية الداعية للسلام والمتضامنة مع الفلسطينيين، والرافضة لما ترتكبه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مجازر في غزة باسمهم. وأعلنت هذه المنظمات إطلاقها حملة "ليس باسمي"، لتأكيد رفضها استخدام الاحتلال للقوة في التعامل مع المتظاهرين سلمياً. 

وأخيراً، طالب نشطاء الشبابَ الفلسطيني في غزة الاستمرار بتقديم روايتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ظلّ انحياز وسائل الإعلام الدولية للاحتلال، مؤكدين أن هذه المواقع باتت الوسيلة الوحيدة أمامهم لتقديم روايتهم، إلى ذلك، قام الفنان لوكي والطفل يمان والطفلة بشرى خلال التظاهرة بتلاوة أسماء شهداء "مسيرات العودة"، ليقف الجميع دقيقتي صمت احتراماً.

 

"معاريف": ضغوط سعودية مصرية على حماس لوقف "مسيرات العودة"

 

تحدث محلّل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بوسي ميلمان، عن جهود دبلوماسية عربية للضغط على قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أجل وقف "مسيرات العودة" في قطاع غزة.

وفي حين لم يكشف المحلل الإسرائيلي عن مصدر معلوماته، أشار إلى جهود دبلوماسية تنشط وراء الكواليس خاصة من قبل مصر والسعودية، للضغط على "حماس" من أجل وقف المسيرات، مقابل فتح معبر رفح في الاتجاهين.

ويعتبر ميلمان أنّ نمط "مسيرات العودة" التي تسيّرها حركة "حماس" في قطاع غزة باتجاه السياج الحدودي، يضع الحكومة الإسرائيلية أمام مفترق طرق، على الرغم من أن جيش الاحتلال يبدي رضا عن "نجاحه" في منع المتظاهرين في غزة من إصابة الجنود، وذلك بسبب سقوط عدد من القتلى الفلسطينيين، في الجمعة الماضية.

ويوضح أن تظاهرة الجمعة الثانية شهدت مميزات غابت عن "مسيرة العودة" الأولى، مشيراً إلى أنّ "عدد المشاركين قل". وبحسب المحلل الإسرائيلي، فإن جيش الاحتلال يبدي رضاه عن "نجاحه" في منع المتظاهرين في غزة من إصابة الجنود.

ويقول إن "المشاركين في مسيرة العودة، هذا الأسبوع، أبدوا شجاعة وجرأة أكبر، كما كانوا أكثر تصميماً على الوصول إلى السياج الحدودي وتخريبه، تحت ستار الدخان المتصاعد من الإطارات التي تم إشعالها"، زاعماً أنّ "حماس تعهدت بدفع بين 500 و3000 دولار لكل من يحاول الوصول للسياج الحدودي ويصاب بنيران الاحتلال أو يستشهد". ولفت إلى أن النشطاء الفلسطينيين تمكّنوا من إلقاء 8 عبوات ناسفة وقنبلة يدوية باتجاه السياج الحدودي وجنود الاحتلال.

ويشير ميلمان إلى أنّ سياسة الاحتلال لم تتغير، وحدّدت هدف منع الفلسطينيين بأي ثمن من الاقتراب من المنطقة العازلة عند السياج الحدودي، أي بين (30-150 متراً من السياج)، إذ بدا واضحاً، بحسب محلل الشؤون الأمنية في "معاريف"، أنّ جيش الاحتلال كان أكثر استعداداً من المرة السابقة، رغم أن عدد القوات كان أقل، لكن انتشارها كان أفضل، كما تزود الجيش هذه بالمرة بخراطيم المياه، ومراوح ضخمة، لعكس اتجاه سحب الدخان والنار.

ومع تعداده لما يسميه "بنجاحات" جنود الاحتلال، إلا أنّ ميلمان يقر بأن استشهاد 31 فلسطينيًا في يومين من المواجهات، خلال أسبوع واحد، هو ثمن كبير، ليس فقط للفلسطينيين، وإنما أيضاً لجيش الاحتلال، على الرغم من أن الجيش يلخص أحداث الجمعة الأولى التي سقط فيها 22 شهيداً، وأعداد كبيرة من الجرحى، كعامل ردع.

في المقابل، حرصت حركة "حماس"، باعتراف ميلمان، على توجيه المتظاهرين وتحذيرهم من الاقتراب من السياج الحدودي، باستثناء "تلك الخلايا التي تم إعدادها خصيصاً لذلك، مع وعد أفرادها بتعويض مالي"، وهو ادعاء صدر عن وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، الأسبوع الماضي، ويتلقفه ميلمان ليروج للدعاية الإسرائيلية، بأن التظاهرات شكلت ستاراً وغطاء لمحاولة تنفيذ عمليات داخل الحدود.

إلى ذلك، يرى ميلمان أنّ الطرفين (حماس، وإسرائيل) يدركان أنّهما أمام مفترق طرق، موضحاً "فمع أنّ بمقدور حماس أن تشير إلى أنها تمكنت عبر وسائل جديدة من إعادة أزمة غزة إلى الوعي العالمي، إلا أنها تدرك أن هذه المناورة استنفدت عملياً، ولربما لم تحقق لسكان غزة أي تحسّن في مستوى حياتهم"، ويستدرك قائلاً "السؤال المطروح هو هل ستواصل حماس استخدام هذه الأداة الأسبوع المقبل أيضاً، إذ تنشط وراء الكواليس جهود دبلوماسية، خاصة من قبل مصر والسعودية، للتأثير على قيادة حماس، لجهة وقف هذه المسيرات، مقابل فتح معبر رفح في الاتجاهين".

ويتابع "إسرائيل هي الأخرى وصلت إلى مفترق طرق، ولم يعد بمقدورها مواصلة النمط ذاته في التعامل مع التظاهرات، في هذه اللعبة"، ويلفت إلى أنّ "تهديد الجيش، في اليومين الأخيرين، من شأنه أن يتّجه نحو تصعيد عسكري، من خلال شن عملية واسعة وهجومية يتم عبرها ضرب واستهداف مواقع ومنشآت، وربما أيضاً قيادات لحركة حماس، في حال واصلت الحركة تنظيم مسيرات العودة"، مُدعياً أنّ "التخوفات من تصعيد كهذا هي التي دفعت رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في غزة، يحيى السنوار، إلى عدم الظهور بين المتظاهرين، أمس الأول، خلافا للمرة السابقة؟".

لكن المشكلة الرئيسية، من وجهة نظر إسرائيل، التي يشير إليها ميلمان، هي غياب استراتيجية واضحة للاحتلال في كل ما يتعلق بقطاع غزة وسلطة "حماس".

وبحسب زعم المحلل الإسرائيلي، فإنّ الخطوات التكتيكية التي تقوم بها حكومة الاحتلال تخفي ربما، سياسة خفية تخشى الحكومة الإسرائيلية من إعلانها، وهي تعليق الآمال على أن تدفع الضائقة الاقتصادية بسكان القطاع إلى الثورة في وجه "حماس" وصولاً إلى إسقاط سلطتها والانقلاب عليها.

 

مجلس حقوق الإنسان الأميركي يطالب بحماية دولية للفلسطينيين

 

دان المجلس الأميركي لحقوق الإنسان، في مدينة ديربورن في ولاية ميشيغن، استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي "العنف المسلح" ضد المتظاهرين الفلسطينيين السلميين في قطاع غزة، الذين شاركوا في مسيرات العودة الجمعة الماضي، ودعا المجلس الأمم المتحدة إلى التدخل الفوري، "من أجل حماية المدنيين الفلسطينيين وإجبار الاحتلال الإسرائيلي على الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية".

وقال بيان أصدره المجلس بعد "المجزرة الجديدة" لقوات الاحتلال في غزة، إن "حق التظاهر السلمي هو من حقوق الإنسان الأساسية"، مشيراً إلى أن "الهدف من تنظيم مسيرات العودة لمناسبة يوم الأرض هو لفت انتباه الرأي العام الدولي إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى أرضهم كما نصت قرارات الأمم المتحدة"، وأشار المجلس الأميركي لحقوق الإنسان في ديربورن، إلى أهمية بذل جهود دولية سلمية من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وفك الحصار عن قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

 

من نفس القسم دولي