دولي

بلاغ فلسطيني لـ"الجنايات الدولية" قريباً حول إعدام الاحتلال لشبان في "مسيرة العودة"

المدعية العامة تستطيع من تلقاء نفسها إذا ما شاهدت جريمة حرب أن تحرّك القضية

فلسطينيون يطالبون بمغادرة المؤسسات الأميركية بسبب انحياز واشنطن لإسرائيل

 

قررت الهيئة الفلسطينية الخاصة المكلفة بمتابعة جرائم الاحتلال الإسرائيلي في محكمة الجنايات الدولية، التقدم في القريب العاجل ببلاغ ضد عمليات القتل المتعمد، التي قامت بها قوات الاحتلال بحق أكثر من 17 فلسطينياً من المشاركين في "مسيرة العودة" الجمعة الماضية على السياج الفاصل في قطاع غزة.

قال الأمين العام لـ"مؤسسة الحق" الفلسطينية، شعوان جبارين، وهو عضو في الهيئة الفلسطينية الخاصة بمحكمة الجنايات الدولية، لـ"العربي الجديد"، إن "الهيئة بصدد التقدم بالبلاغ الذي يتم إعداده في الوقت الحالي بالاعتماد على أساسيات عدة وركائز واضحة المعالم تدل على ارتكاب الاحتلال جرائم حرب في مسيرة العودة بقطاع غزة".

وأشار جبارين إلى أن عملية قتل أكثر من 17 فلسطينياً كانت جريمة مكتملة الأركان والعناصر، مدعمة بتصريحات رسمية إسرائيلية وتهديدات عبر القنوات الرسمية بالاستعداد لارتكابها.

ولفت إلى أن الاحتلال يتذرع بأن من الشبان الذين تم تعمد قتلهم بالقرب من السياج الفاصل عناصر من حركة حماس، موضحاً أن كل من تم استهدافهم هم من المدنيين، حتى لو كانوا من عسكريي حماس، كونهم محتجين في إطار مدني وليسوا في إطار اشتباك مسلح مباشر مع الجنود.

ويعتمد ملف بلاغ الفلسطينيين على قصدية القتل العمد، وأن الذريعة التي يتخذها قادة الاحتلال أن من بين المحتجين أعضاء في حماس، وهي توفر في حيثياتها مادة إضافية للملف كون القتل العمد يوفر كافة أركان جريمة الحرب، وأنه كون المدني الفلسطيني من حماس فإن هذا لا يعني أنه جائز قتله.

ويوضح جبارين أن "الركيزة الأخرى في البلاغ هي أن جنود الاحتلال لم تكن حياتهم مهددة بالخطر الحقيقي، وما كان على أرض الواقع هو تجمع سلمي، في حقيقة أمره يجب أن يكون حقاً محفوظاً للناس بموجب قانون حقوق الإنسان، وقانون الإنسان الدولي والاحتلال، وتم استهدافهم بدون أية ضرورات وأية أسباب للترهيب والتخويف، ومنع أية فعاليات أخرى لاحقاً".

ووفق جبارين فإن ثمة تصريحاً مهماً كان للناطق باسم جيش الاحتلال عبر موقع "توتير" قال فيه بوضوح: "نحن حضرنا بشكل جيد ولم يكن هنالك أي خلل أو أي خطأ وأي رصاصة أطلقناها، نعلم أين وصلت".

وكون الاحتلال يرفض أي لجان تحقيق، أو تشكيل لجان تحقيق ويكتفي بالشكر للضباط المسؤولين عن عمليات القتل، فإنه، وبحسب جبارين، "من الواجب على محكمة الجنايات الدولية أن تتحرك، فثمة رسالة قريبة ستوجه للمدعية العامة بضرورة تجاوز الفحص الأولي والانتقال لمرحلة التحقيق فوراً".

وأكد شعوان أن ثمة محاولات فلسطينية للضغط على المدعية العامة، والمجتمع الدولي، كون جريمة الاحتلال مستمرة، وثمة رسالة للمدعية العامة بأن عدم تحركها معناه الضوء الأخضر للإسرائيليين باستمرار الجريمة الدولية.

من جهته، قال مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، عمار دويك، لـ"العربي الجديد"، إن "البلاغات التي تقدم يعود تقديرها لمحكمة الجنايات الدولية في ما إذا قررت النظر فيها أم لا، وكون القضاء الإسرائيلي متواطئاً مع جنود الاحتلال، وثمة تسهيلات من قبل السياسيين الإسرائيليين بأدوات تحريضية على القتل، ولذلك فإن البلاغات لتلك المحكمة تعتبر مهمة في الحالة الفلسطينية".

وأشار دويك إلى أن المدعية العامة، فانو بنسودة، تستطيع من تلقاء نفسها، إذا ما شاهدت جريمة حرب ضمن ولايتها، أن تحرك القضية، ويبدو على صعيد الفلسطينيين أنه بإمكانهم قدر الإمكان إقناع المدعية العامة بتحريك القضية من تلقاء نفسها وتلك البلاغات قد تشكل وسيلة ضغط باتجاه تحريك الموضوع.

 

فلسطينيون يطالبون بمغادرة المؤسسات الأميركية بسبب انحياز واشنطن لإسرائيل

 

إلى ذلك طالب العديد من الشخصيات والنشطاء الفلسطينيين، بضرورة مغادرة المؤسسات الأميركية العاملة في الأراضي الفلسطينية، احتجاجاً على سياسات الولايات المتحدة وقراراتها تجاه القضية الفلسطينية، والتي كان آخرها الانحياز الأميركي لدولة الاحتلال الإسرائيلي ومنع إصدار قرار بحق الاحتلال على خلفية الأحداث التي وقعت يوم الجمعة الماضي، في قطاع غزة، وأدت لاستشهاد 17 فلسطينيا وإصابة المئات.

ونظمت القوى الوطنية والإسلامية، وقفة احتجاجية أمام البيت الأميركي بمدينة رام الله (باعتباره أحد رموز المؤسسات الأميركية العاملة في الأراضي الفلسطينية)، شارك فيها نحو عشرين شخصية وطنية ودينية ونشطاء، ورفع خلالها المشاركون لافتات ترفض الانحياز الأميركي لإسرائيل والسياسات والمواقف الأميركية ضد القضية الفلسطينية.

وأكد منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة الاحتجاجية، أن الفعاليات الاحتجاجية ضد وجود المؤسسات الأميركية والمطالبة برحيلها من على الأراضي الفلسطينية متواصلة، حيث تأتي هذه الوقفة اليوم، تعبيرا عن رفض الشعب الفلسطيني لمواقف الولايات المتحدة الأميركية المنحازة مع دولة الاحتلال والتغطية على جريمة ما جرى في قطاع غزة يوم الجمعة الماضية.

وشدد بكر على أن الولايات المتحدة تغرق باتجاه المزيد من تعميق الشراكة في العدوان على الشعب الفلسطيني من خلال دعمها الكامل والشراكة في دعمها الكامل للاحتلال، فيما أكد أن الشعب الفلسطيني لن يلقي راية الكفاح، وأن هذه المؤسسات الداعمة للاحتلال بكل أشكاله يجب أن ترحل عن الأرض الفلسطينية وهي غير مرحب بها في الأرض الفلسطينية.

وشدد على أن "الولايات المتحدة يجب أن تعيد النظر في سياستها ومواقفها، إذا ما أرادت أن تكون جزء من أية تسوية مستقبلية".

وفي ما يتعلق بتصعيد الفعاليات ضد هذه المؤسسات، قال بكر "نعم هنالك سلسلة من الخطوات يجري التباحث حولها بما فيها الضغط على المستوى السياسي الفلسطيني وعلى المستويات الشعبية، من أجل إلزام هذه المؤسسات بمغادرة أرضنا الفلسطينية أو تغيير سياساتها تجاه دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وإذا ما استمرت بهذه المواقف فهي غير مرغوب بها في أرضنا الفلسطينية".

بدوره، قال الناشط السياسي عمر عساف، لـ"العربي الجديد" "إن هذه الوقفة تأتي للتأكيد على رفض الوجود الأميركي في بلادنا، الأميركيون كسلطة رسمية غير مرحب بهم في فلسطين كونهم منحازون للاحتلال ومشاركون في العدوان ضد شعبنا، وآخر تلك المواقف كان حين غطت أميركا وحمت إسرائيل من قرار في مجلس الأمن جراء ما قامت به في غزة يوم الجمعة الماضي".

ونوه عساف إلى أن "هذا ليس جديدا على أميركا، ولكنه مؤشر على استمرار هذه السياسة واستمرار سياسة صفقة القرن سواء بنقل السفارة الأميركية إلى القدس أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو تقليص مساهمتها في تمويل الأونروا، أو تغطية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في جرائمه، نحن نرفض هذه السياسة ومصرون على مواصلة النضال من أجل حقوقنا".

أما رئيس دير الروم الملكيين الكاثوليك، الأب عبد الله يوليو، فأكد لـ"العربي الجديد" أن مشاركته تأتي ضد مواقف الولايات المتحدة المنحازة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً "سنتابع مسيرتنا إلى الأمام حتى يتحقق التحرير والاستقلال".

 

بـ"الكوشوك".. غزة تستعد لجمعة العودة الثانية

 

وجوه وأيدٍ توشحت بالسواد لا تكاد تعرف ملامحها، وعزيمة حديدية لا تعرف المستحيل، وقلوب رحيمة على بعضها تبكى في حال أصيب أو استشهد أحد من أعضائها.هم مجموعة شبان عشقوا تراب وطنهم، وحلموا بأن يعودوا إلى بلادهم المسلوبة؛ أطلقوا على أنفسهم وحدة كوماندوز الكوشوك.

وبهمة ونشاط يبدأون منذ ساعات الصباح كخلية نحل؛ يبحثون ويدخلون كل زقاق علهم يتمكنون من جمع أكبر قدر ممكن من الكوشوك (إطارات السيارات)، استعدادا لما أسموه "جمعة الكوشوك".ويعدّ "الكوشوك" والمرايا من الوسائل السلمية المشروعة، ويلجأ لها المحتجون والمتظاهرون كافة في العالم.وفي إحدى خيام العودة المقامة بمنطقة خزاعة شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة، يرابطون داخل المخيم منذ اليوم الأول لمسيرات العودة، حيث أصبح كل من في المكان يعرفهم ويثني عليهم ويدعو لهم.

مع ساعات العصر يخرجون بصدور عارية، وبعض اللثام على الوجه حاملين "الكوشوك" على ظهورهم التي حملوا عليها هم وطن مسلوب وجراح لا تزال تنزف، ويتوجهون صوب جنود الاحتلال المتمركزين على سواتر رملية، لإشعالها بالقرب من الخط الزائل.

وعن سبب إشعالها يتحدثون أنها تعمل كستار عازل يمنع الرؤية لدي جنود الاحتلال الذين يتلذذون في قنص المرابطين والمعتصمين داخل خيام العودة على طول حدود القطاع.

وفي قلب بلدة بني سهيلا شرق محافظة خانيونس، شكل الشبان ما يعرف بحملة التبرع بشيكل واحد لشباب السلك والمساعدة في جمع الكوشوك.ولاقت الفكرة استحسانا من المواطنين الذين بدأوا بالتبرع لهؤلاء الشبان، من أجل مساعدتهم في عمليات النقل للحدود.ويقف الشاب أدهم شاهين، وقد وضع على صدره لافتة مكتوب عليها "تبرع بشيكل واحد لشباب السلك لنقل الكوشوك".

ويقول في تصريح صحفي إن عمليات جمع النقود تأتي من أجل دفع أجرة العربات و"التوكتوك" التي تنقل الكوشوك إلى الحدود استعدادا ليوم الجمعة، ويلفت شاهين الذي يجوب على المواطنين وقد أمسك مظروفا لوضع النقود فيه، أنهم يجمعون النقود من المواطنين والسائقين والمارة.

 

من نفس القسم دولي