دولي
لهذا السبب تشن السلطة والاحتلال الحرب على العمل الخيري بالضفة؟
أخرجت سلطات الاحتلال العشرات منها خارج القانون حاكمت من عمل على إدارتها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 مارس 2018
بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006م، وفوز حركة حماس الساحق، كان هناك شعور لدى دوائر المخابرات الغربية وعلى وجه الخصوص الأمريكية والصهيونية أن من أهم أسباب ذلك الفوز هو إبداع حماس في العمل الخيري ودعم المحتاجين اقتصاديا واجتماعيا، فالمئات من الجمعيات الخيرية كانت تعود لحماس.
وكتب الخبير الصهيوني في شؤون حماس "أبراهام سيلع" في كتابه المشهور "عصر حماس" الذي صدر عام 1996م أن الجهاز الاجتماعي وشبكة الجمعيات الخيرية التي تهيمن عليها حماس في الضفة والقطاع هي أخطر على دولة الكيان من كتائب القسام، وبناء عليه وضعت تلك الجمعيات في دائرة الضوء، وبعدها في دائرة الاستهداف، حيث أخرجت سلطات الاحتلال العشرات من الجمعيات الخيرية خارج القانون، واعتقلت وحاكمت كل من عمل على إدارتها.
وكانت الجمعية الخيرية الإسلامية بفروعها كافة في محافظة الخليل ضمن دائرة الاستهداف، وكذلك جمعية الشبان المسلمين، وجمعية الإحسان الخيرية، والمركز الثقافي الإسلامي، ورابطة علماء فلسطين، حيث تم اعتقال رؤساء تلك المؤسسات وأعضاء هيئاتها الإدارية، فيما حلت أجهزة الأمن التابعة للسلطة الهيئات الإدارية التي يديرها أعضاء من حماس، واختارت شخصيات مقربة من السلطة وأجهزتها، كما حصل في جمعية الشبان المسلمين في الخليل، والتي عين ضابطا في الأمن الوقائي رئيسا لها وهو المقدم شادي سدر، فيما عين العقيد عرفات النتشة رئيسا لجمعية الإحسان الخيرية، وعين القاضي الشرعي حاتم البكري المقرب من السلطة رئيسا للجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل، أما مقرات رابطة علماء فلسطين والمركز الثقافي الإسلامي فقد أغلقت نهائيا بعد عدة اقتحامات.
وقد شهد العمل الخيري في الضفة الغربية عامة، وفي محافظة الخليل خاصة، تراجعا سحيقا وخاصة على صعيد الاهتمام بالعائلات الفقيرة وتقديم المخصصات المالية والغذائية لها، وذلك لتراجع الإمكانات المالية لتلك المؤسسات، إضافة إلى عدم ثقة المواطن في تقديم الدعم لها.
الحاج حسن التميمي (77 عاما) من سكان البلدة القديمة من الخليل، ومرابط فيها منذ عشرات السنين، يتوجه بالدعاء على من يسميهم بالظالمين الذي قطعوا المعونات عنه وعن أسرته، حيث يقول في حديث خاص لموقع إخباري فلسطيني: "كنا والحمد لله في نعمة، حيث كانت لجنة زكاة وصدقات جمعية الشبان المسلمين تقدم لنا منحة مالية شهرية، وكذلك الطحين والأرز والزيت ولحم والأضاحي والحرامات، كما كانت الجمعية الخيرية تقدم لنا الطرود الغذائية باستمرار، أما اليوم فلا يصلنا شيء منذ العديد من السنوات، ونحن في حالة يرثى لها، ونعيش في ظروف صعبة للغاية".
ولم تتوقف حملات الاحتلال عن ملاحقة العاملين من أنصار حماس والحركة الإسلامية بتهمة القيام بأعمال خيرية عبر دوائر الجمعيات المذكورة ومحاكمتهم، فقد مثل أمام محاكم الاحتلال مسؤولون في أقسام الأيتام، وموظفون في دائرة العلاقات العامة وفي البيت الخيري، وقد تزامن ذلك مع حملات من أجهزة السلطة ملاحقة شبان مارسوا العمل الخيري.
وتم إبعاد المئات من الموظفين الإسلاميين عن العشرات من المؤسسات الخيرية الإسلامية في الضفة الغربية وذلك بتنسيق مبرمج ما بين أجهزة السلطة وجهاز الشاباك الصهيوني، ليحل مكانهم موظفون مقربون من السلطة وأجهزتها؛ الأمر الذي أدى إلى قتل العمل الخيري، وتراجع الكثير من برامجه، وخاصة تلك التي تتعلق بالفقراء.