دولي

مناورات القسام.. رسائل "عسكرية" هل تفهمها "إسرائيل"؟

وزير الحرب الصهيوني أكد أن الجبهة الداخلية ليست مستعدة بشكل جيد للحرب

"مناورات عسكرية دفاعية، معد لها مسبقا"، بهذه العبارة اختصرت كتائب القسام بيان عسكري مقتضب، أعلنت من خلاله انطلاق مناوراتها العسكرية في قطاع غزة، الأمر الذي عدته إذاعة جيش الاحتلال تطورا جديدا في تكتيكات القسام.

إذاعة الاحتلال الإسرائيلي أكدت أيضاً، أن المناورة تبعث رسائل عدة مفادها بأن الكتائب جاهزة للمواجهة مع "إسرائيل"، في حين رأى أفيغدور ليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي أن الجبهة الداخلية ليست مستعدة بشكل جيد للحرب في المناطق الشمالية بالبلاد.

وسلط الضوء الموقع الاخباري الفلسطيني على الموضوع حيث تحدث مع عدد من الخبراء العسكريين والسياسيين، حول رسائل كتائب القسام، من إعلانه الرسمي والأول من نوعه، للمناورة العسكرية التي تجري في قطاع غزة، والتي أطلق عليها "مناورات الصمود والتحدي"، واتفق الخبراء أن الاحتلال الإسرائيلي يأخذ مجريات المناورة على محمل الجد، وأن المقاومة تهدف لرفع الروح المعنوية لأهالي قطاع غزة والشعب الفلسطيني، وزيادة ثقته بالمقاومة، في ظل فشل خيارات التسوية والمفاوضات.

اللواء العسكري، يوسف الشرقاوي، أكد أن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية لن تُكسر أبداً، لافتاً إلى "القسام" تتوجس خطراً أكثر وأعظم مما سبق، وقال: "هذه المناورة رسالة إلى إسرائيل، التي تهدد باجتياح قطاع غزة، بأن المقاومة لن تكسر أبداً، وأن الاحتلال هش، وعليه الخضوع لمطالب الشعب الفلسطيني المحقة".

أما الكاتب حسام الدجني، فقد أوضح أن الاحتلال لا يمكن أن يفوت هذه المناورة دون مراقبتها وفهم الرسائل الحقيقية منها، والتعرف على قوة القسام، وأكد الدجني لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" أن الاحتلال يتابع المناورة عن كثب، ويأخذ رسائلها على محمل الجد، وقال: "إن المناورة العسكرية تهدف لمعرفة مدى جهوزية كتائب القسام ومدى التنسيق بين أذرعها المختلفة (البرية والجوية والبحرية)، ورفعاً للروح المعنوية للشعب الفلسطيني وزيادة ثقته بالمقاومة".

وحول توقيت المناورة، التي تزامنت مع التحشيد الفلسطيني لبدء فعاليات مسيرات العودة الكبرى في يوم الأرض الموافق 30 آذار/مارس الجاري، أكد الشرقاوي على أهمية انتباه حماس إلى مسيرات العودة الكبرى، التي تفتح أفقا واعدا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واستدرك الخبير العسكري حديثه، قائلاً: "إذا تناغم هذا الأداء النضالي في المناورة والاندفاع السلمي نحو الأرض المحتلة، تكون كتائب القسام والمقاومة وأهلنا في غزة أحرزوا أكثر من نصف الطريق".

أما الدجني، فقد رأى أن المناورة العسكرية تحمل رسالة إلى "إسرائيل" مفادها تحدي الاحتلال وتهديده في حال استخدام القوة ضد مسيرات العودة الكبرى.

في حين قال الكاتب السياسي إبراهيم المدهون عدّ إعلان القسام عن المناورة العسكرية بشكل رسمي ولأول مرة، بمنزلة تطور استراتيجي وعسكري، وانتقاله من طور المجموعات والعمل العسكري المحدود إلى جيش له إمكاناته وترتيباته وتنظيمه واستحقاقاته العملاتية ونظامه الداخلي واحتياجاته التراكمية التوسعية.

وأكد أن القسام لم يكن بمستوى جيوش الدول التي تمتلك التكنولوجيا وكثافة النيران، إلا أنه بات قادرا على التعامل مع الاقتحامات، وصد العدوان، واختبار مدى الجهوزية والفعالية والاستجابة السريعة التي لا تكون إلا بالمناورات، وشدد المدهون أن مناورة كتائب القسام الدفاعية داخل قطاع غزة، فيها استعداد وترتيب وتجهيز لأي طارئ ومستجد مباغت، وهي تعني أن شعبنا اليوم يتطور، والقوة تتراكم.

 

من نفس القسم دولي