دولي

مخاوف في إسرائيل من "مسيرة العودة" ومناورات لمواجهتها

من أن تفضي المواجهات إلى التصعيد مما يمكن أن يسهم في تدهور البيئة الأمنية

فيما يعكس عمق المخاوف من تداعياتها، كشفت صحيفة "معاريف" النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي يُجري حالياً مناورة كبيرة للتدرب على كيفية مواجهة "مسيرة العودة" التي يخطط الفلسطينيون لتنظيمها، في الرابع عشر من مايو/أيار المقبل، والتي ستتجه إلى الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وأشارت الصحيفة، في تقرير نشره موقعها، إلى أن إسرائيل تتخوف من أن يتطور هذا الحدث إلى مواجهة شاملة مع القطاع، لافتةَ إلى أنّ رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، جازي إيزنكوت، وعددا من جنرالاته توجهوا، الخميس الماضي، إلى قاعدة "تسئليم"، كبرى قواعد التدريب، والتي تقع وسط صحراء النقب، للاطلاع على سير التدريبات.

وفي التقرير الذي أعده المعلق العسكري، ألون بن دافيد، أشارت الصحيفة إلى أن هناك مخاوف من أن تفضي المواجهات بين المشاركين في المسيرة إلى سقوط العشرات، مما يمكن أن يسهم في تدهور البيئة الأمنية إلى حد تفجّر مواجهة شاملة مع "حماس"، في الوقت الذي تحتفل فيه إسرائيل بمرور 70 عاماً على الإعلان عنها.

وشدد بن دافيد على أن التحدي الأكبر الذي تحاول التدريبات العسكرية توفير رد عليه يتمثل في كيفية منع المدنيين الفلسطينيين من اجتياز الحدود والتقدم في العمق الإسرائيلي.

ولفت دافيد الأنظار إلى أن رجل "الموساد" السابق، مشيكيا بن دافيد، الذي أشرف على تنفيذ محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس"، خالد مشعل، عام 1997، حذّر، في كتابه "القرش"، الذي صدر أخيراً، من إمكانية أن يتمكن الغزيون من احتلال مدينة "عسقلان"، من خلال تنظيم مسيرات ضخمة باتجاه الحدود.

وعلى الرغم من أن بن دافيد يؤكد أن قائد "حماس" في غزة، يحيى السنوار، تصرّف بخلاف التوقعات الإسرائيلية وحافظ على الهدوء في القطاع، إلا أن فشل جهود المصالحة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية قلّص هامش المناورة أمامه، مما يزيد من فرص تفجّر مواجهة شاملة.

وأشار إلى أن تفجّر الأوضاع الأمنية بسبب تنظيم المسيرة، سيلقي بظلاله على احتفال كل من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحكومة بنيامين نتنياهو بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

ويذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أشارت، أخيراً، إلى أن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن قد عقد لقاءات لمناقشة تداعيات تنظيم "مسيرة العودة"، واستمع إلى قادة الجيش والاستخبارات حول آليات مواجهتها.

ويشار إلى أن دراسة صدرت عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي قد دعت إلى شن حرب دعائية، من خلال توظيف الفضاء الإلكتروني لتثبيط الفلسطينيين وتقليص دافعيتهم للمشاركة في المسيرة.

 

غزة تستبق مسيرات العودة بـ"العدْو"

 

إلى ذلك شارك مئتا عداء، في ماراثون وسباق رياضي، بمدينة غزة، دعماً وإسناداً لمسيرة العودة الكبرى، والتي ستنطلق يوم الجمعة القادم، بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، ونظم السباق، (انطلق من ميدان فلسطين، انتهاء بساحة السرايا وسط المدينة)، الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار عن قطاع غزة، بالتعاون مع الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى.

وفي كلمة للفصائل الفلسطينية، قال أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي: إن "هذا المارثون يأتي كبداية لانطلاق مسيرات العودة الكبرى"، مؤكداً على رسالة شعبنا في حق العودة إلى أراضيه التي هجر منها، ووجه "المدلل" رسالة إلى العالم، بأنه لا يمكن أن يهدأ بال شعبنا الفلسطيني، ولا أن يعيش الاحتلال باستقرار، طالما أننا نعيش (الشعب الفلسطيني) آلام التهجير.

من جانبه، قال أشرف أبو زايد، مسؤول جهاز العمل الجماهيري في حركة "حماس": "إن السباق يأتي ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى المقرر انطلاقها على حدود غزة الجمعة القادم"، وأكد "أبو زايد" أن الشعب الفلسطيني سيوجه رسالته للعالم، بأنه متمسك بالثوابت الفلسطينية، وحق العودة لبلاده، وبأنه لن يفرط بأرضه أو أي شبر منها.

ودعت اللجنة التنسيقية الدولية لمسيرة العودة الكبرى، القوى السياسية كافة في كل دول العالم، والشخصيات الاعتبارية، والمؤسسات الأهلية، والحراكات الشبابية، والمؤسسات النسوية، والاتحادات واللجان الشعبية للاجئين حول العالم، واتحادات الطلبة والمؤسسات الحقوقية، لإطلاق نداء دعم وإسناد وحماية مسيرة العودة الكبرى.

كما دعت اللجنة في بيان لها، إلى التواصل معها لتوحيد وتنسيق الجهود الدولية نحو هذا الهدف القانوني الذي تجمع عليه جميع أطياف الشعب الفلسطيني، ويحظى بتأييد دولي عبر التصويت لمصلحة القرار 194 في أروقة الأمم المتحدة أكثر من 130 مرة خلال العقود الماضية، وبينت اللجنة أنها بدأت بالعمل قبل ثلاثة أشهر، وأخذت للتنظير لفكرة مسيرة العودة الكبرى، وأنها عملت مع الجميع لقياس المزاج العام لتقبل الفكرة فوجدت حالة إجماع لا نظير لها.

وأضافت أنها عملت مع الجميع لإنجاز المبادئ العامة للمسيرة، لافتة إلى أنه أصبح هناك فعل مستدام على الأرض تحت اسم "مسيرة العودة الكبرى" ينطلق أساسًا من قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي 48، وسيبدأ قريبًا في لبنان والأردن ودول أخرى من العالم.

 

من نفس القسم دولي