دولي

فلسطين تغلي.. والاحتلال يخشى الانفجار

"إسرائيل" أمام انتفاضة ثالثة، لكنها مختلفة قليلا عن سابقتها

حالة من القلق والخوف تنتاب الأوساط العسكرية "الإسرائيلية"، فمعظم المحللين الأمنيين بالصحف العبرية، حذروا في أعمدتهم اليومية من حالة الغليان التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، محذرين من شظايا انفجار بدأت تتطاير اتجاه الكيان.

 ثلاثة شهور مضت من العام الحالي، وفي كل شهر منها سُجّلت عملية نوعية في الضفة الغربية المحتلة، قتل فيها جنود ومستوطنون، ما أشعل مخاوف أجهزة الأمن الصهيونية من أن نجاح العمليات التي ينفذها مقاومون باستخدام أدوات بسيطة، من شأنه أن يشجع غيرهم، حتى من أولئك الذين ليس لديهم ماض أمني، للقيام بعمليات مشابهة.

هذا السيناريو يفرض تحديا أمنيا كبيرا على الاحتلال، ويُفقد المستوطنين الإحساس بالأمان، ولعل هذا ما يفسر التهديدات التي أطلقها قادة الاحتلال بعد عملية الدهس في "برطعة" جنين، ومنها التهديد بإعدام منفذ العملية علاء قبها وهدم منزل عائلته.

وبحسب معطيات جهاز "المخابرات الداخلية" (الشاباك) فقد نفذ الفلسطينيون خلال الشهر الماضي 118 عملية مقارنة بـ91 محاولة في شهر شباط الماضي، فيما نفذ الفلسطينيون العام الماضي 1700 عمل مقاوم ضد أهداف إسرائيلية.

ويعزو المحلل الأمني "الإسرائيلي" يوسي ميلمان، أسباب، ما أسماها "حالة الغليان بالشارع الفلسطيني"، إلى تردي الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي السائد في الضفة الغربية، ما يوفر بيئة تعزز من الدافعية لتنفيذ العمليات الفردية في أوساط الشباب الفلسطيني، فضلا عن الاستفزازت الإسرائيلية بالإصرار على الاحتفال باحتلال فلسطين، تزامنا مع أحداث النكبة.

 كما يشير إلى أن التحريض المستمر من المنظمات الفلسطينية، خاصة حركة حماس، يعد من أبرز الأسباب لتفجير الأوضاع في الضفة الغربية، لافتاً إلى أن هناك مؤشرات على أن قطاعا من الشباب الفلسطيني يستجيب لـ"التحريض" الذي تمارسه الحركة.

ويؤكد "ميلمان" أن كل المؤشرات تدل على أن الضفة الغربية "تغلي"، مشيراً إلى أن "محافل التقدير الاستراتيجي في الجيش و"الشاباك" تشير إلى أن انسداد مسار الحل السياسي للصراع، وقرار نقل السفارة الأميركية للقدس، قلصا هامش المناورة أمام الفلسطينيين".

وأعاد "ميلمان" للأذهان حقيقة أنّ كلاً من الجيش و"الشاباك" لم يعلنا عن انتهاء "انتفاضة العمليات الفردية" التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2015.

أمّا المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، رون بن يشاي، يقول إنّ هناك مؤشرات تدل على أن تحولات اجتماعية واقتصادية أفضت إلى إيجاد بيئة في الضفة الغربية، تشجع على تنفيذ العمليات، وبيّن أنّ حوالي 40 بالمائة من الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية عاطلون عن العمل، مبيناً أنّ النمو الاقتصادي في الضفة تراجع بشكل كبير، مما أفضى إلى واقع اجتماعي يساعد على تبلور بيئة تدفع الشباب الفلسطيني للاستجابة للدعوات التي تحرضهم على تنفيذ العمليات، كما زعم.

وتأتي عمليات المقاومة في الضفة خلال الشهور الأخيرة، لتضع علامات استفهام حول مدى نجاح الاحتلال بإخماد لهيب المقاومة، فلا تكاد تخفت في منطقة، حتى يشتد أوارها في منطقة أخرى

 

"إسرائيل" دعمت تنظيماً سرياً نفذ عمليات تفجيرية ضد فلسطينيين

 

إلى ذلك كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن دعم الحكومة الإسرائيلية لتنظيم سري إرهابي نفذ عمليات إرهابية ومحاولات اغتيال لرؤساء بلديات في الضفة الغربية المحتلة، وكشف صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير أعده يوتام بيرغر، أن "تنظيما سريا إسرائيليا متطرفا نفذ في 2 حزيران/ يونيو 1980، عمليات إرهابية (محاولات اغتيال)، وذلك بتفخيخ ثلاث سيارات لرؤساء بلديات في الضفة الغربية".

وأضافت: "نتيجة للتفجيرات، أصيب رئيس بلدية نابلس بسام الشكعة، ورئيس بلدية رام الله كريم خلف، بجروح بالغة، في حين أجريت عملية تفكيك للعبوة التي زرعت في السيارة الثالثة، لكنها تسببت بفقدان خبير متفجرات إسرائيلي لبصره".

وأشارت إلى أنه في اليوم التالي، عقد رئيس وزراء الاحتلال وقتها مناحيم بيغن، اجتماعا مع كبار المسؤولين في الجهاز الأمني الإسرائيلي، وكان من بينهم رئيس الأركان رفائيل إيتان، منسق أعمال الحكومة في المناطق، والجنرال داني ماط، ورئيس جهاز "الشاباك" أبراهام أحيطوف"، ووفق الصحيفة فإن "محضر الاجتماع الذي تم تصنيفه كمواد سرية للغاية، ويجري كشفه لأول مرة، كشف عن تخبط الجهاز الأمني بشأن كيفية التعامل مع عمليات التنظيم السرى الإسرائيلي".

ولفتت "هآرتس"، إلى أن "رئيس الشاباك، أحيطوف رفض تقديم إحاطة للحضور خلال الاجتماع السري، بسبب الخوف من التسريبات"، مضيفة أنه "كما يبدو فقد اقترح قبل ذلك فرض الاعتقال الإداري على مواطنين إسرائيليين، وردا على ذلك وبخه رئيس الحكومة بيغن وقال له: إن هذه الإمكانية ليست مطروحة على الجدول".

 

من نفس القسم دولي