دولي
أميركا والكيان الصهيوني ومصر في لجنة مشتركة لإدارة استقرار غزة
أهم المقررات منع انهيار الأوضاع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 مارس 2018
• تحذيرات في صهيونية: موجة من العمليات الفردية بعد عملية الدهس
كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لـ"العربي الجديد"، عن إنشاء الإدارة الأميركية ومصر وإسرائيل لجنة مشتركة للقيام بمهام "إنسانية وإغاثية" في قطاع غزة، تتجاوز السلطة الفلسطينية، وتنسق ميدانياً مع مؤسسات أميركية ذات علاقة مع مؤسسات أهلية في القطاع، وقال المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب رتبت لإنشاء لجنة مشتركة تديرها ميدانياً مصر بالتنسيق مع إسرائيل، لإقامة مشاريع إنسانية وإغاثية فقط في القطاع الساحلي المحاصر، لضمان استمرار الهدوء في غزة وتجنب كارثة إنسانية محققة.
وستشرف مصر على تنفيذ مقررات اللجنة، التي من أهم أهدافها "تخفيف حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية وخاصة قطاع غزة، ومنع انهيار الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية، لأنّ ذلك سيدفع حركة حماس المسيطرة على الأرض لخوض غمار حرب جديدة مع إسرائيل"، وفق المسؤول ذاته.
ولفت المسؤول الفلسطيني إلى أنّ اللجنة المشكلة تعمل بالأساس على تحجيم دور قطر الإنساني والإغاثي في قطاع غزة، والذي بات هاجساً لمصر التي تريد العودة بقوة للملف الفلسطيني بعد ما تسرب عن تجاهل ترامب لها في ملف "صفقة القرن".
وكانت الإدارة الأميركية نظمت الثلاثاء الماضي مؤتمراً عن الوضع الإنساني في قطاع غزة شارك فيه جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ومستشاره الخاص للشرق الأوسط، ورفضت السلطة الفلسطينية المشاركة فيه لـ"أهدافه المشبوهة".
وفي حينه، وصف القائم بأعمال وزارة الإعلام، القيادي في حركة "فتح"، فايز أبو عيطة المؤتمر بـ"مسرحية رديئة الفكرة والشخصيات والحوار، ومحاولة مكشوفة من الإدارة الأميركية لترميم صورتها المشوهة بعد القرار الظالم والمنحاز للاحتلال، وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل".
وقال أبو عيطة في تصريح صحافي "إن من يتباكي اليوم على غزة بدموع تماسيح واضحة للعيان، هو ذاته الذي أعلن بالأمس الحرب على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ويسعى لشطب الوكالة من القاموس الدولي، ويمارس الابتزاز السياسي".
• تحذيرات في إسرائيل: موجة من العمليات الفردية بعد عملية الدهس
إلى ذلك حذّر معلقون إسرائيليون من أن "عملية الدهس التي نفذها الشاب الفلسطيني علاء قبها، مساء الجمعة، وقتل فيها عنصران من جيش الاحتلال وأصيب ثلاثة آخرون بجراح يمكن أن تمثل مقدمة لاندلاع موجة من العمليات الفردية"، واعتبر المعلقون أن "الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي السائد في الضفة الغربية، يوفر بيئة تعزز من الدافعية لتنفيذ العمليات الفردية في أوساط الشباب الفلسطيني.
ونقل المعلق العسكري في موقع "وللا"، أمير بوحبوط، عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها، إنّ "هناك مخاوف من أن تمثل عملية الدهس مقدمة لتفجر موجة من العمليات المماثلة ينفذها شبان فلسطينيون معنيون بالاقتداء بمنفذها، خصوصاً عشية إحياء الفلسطينيين يوم الأرض، وفي الوقت الذي تتعاظم فيه الدعوات لتنفيذ احتجاجات واسعة على نقل السفارة الأميركية إلى القدس".
ولفت بوحبوط، في تقرير نشر إلى "أنّ عيد "الفصح" اليهودي وحلول شهر رمضان قريبا، يمثلان عاملين إضافيين يزيدان من الدافعية لتنفيذ مثل هذه العمليات"، وبيّن أن عملية الدهس جاءت وسط مؤشرات على تصاعد العمليات، مشيراً إلى أنه منذ مطلع العام الحالي تم تسجيل ارتفاع واضح في عدد العمليات التي ينفذها الفلسطينيون في أرجاء الضفة الغربية.
وأضاف أنه بحسب معطيات جهاز "المخابرات الداخلية" (الشاباك) فقد نفذ الفلسطينيون خلال الشهر الماضي 118 عملية مقارنة بـ91 محاولة في شهر فبراير/شباط الماضي، مبيناً أن العام الماضي نفذ الفلسطينيون 1700 عمل "عدائي" ضد أهداف إسرائيلية.
كذلك، لفت إلى أن "الجيش والاستخبارات الإسرائيلية سينفذان إجراءات ميدانية، بهدف إحباط العمليات التي يفترض أن يحاول المزيد من الشباب الفلسطينيين تنفيذها في الآونة القريبة".
وأضاف أن قرار الجيش مصادرة تصاريح العمل من أبناء عائلة منفذ عملية الدهس علاء قبها، تمثل مقدمة أولية لمجموعة من الإجراءات العقابية التي ينوي الجيش تنفيذها، مبيناً أن إسرائيل تحاول تصميم إجراءاتها العقابية بحيث لا تؤدي في الوقت ذاته إلى دفع المزيد من الفلسطينيين لتنفيذ عمليات.
بدوره، قال معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، إنه على الرغم من صعوبة توقع مدى تأثير عملية الدهس على دافعية الشباب الفلسطيني لتنفيذ عمليات فردية "إلا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنطلق من افتراض مفاده بأن العوامل التي تدفع الفلسطينيين لتنفيذ العمليات قائمة، وسيتعاظم تأثيرها في الأشهر المقبلة".
وفي تحليل نشره موقع صحيفة "معاريف"، أكد ميلمان أن كل المؤشرات تدل على أن الضفة الغربية "تغلي"، مشيراً إلى أن "محافل التقدير الإستراتيجي في الجيش و"الشاباك" تشير إلى أن انسداد مسار الحل السياسي للصراع وقرار نقل السفارة الأميركية للقدس، قلصا هامش المناورة أمام الفلسطينيين ومسا بمستويات الأمل لدى قطاعات واسعة منهم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأعاد ميلمان للأذهان حقيقة أنّ كلاً من الجيش و"الشاباك" لم يعلنا عن انتهاء "انتفاضة العمليات الفردية" التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2015.
أمّا المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، رون بن يشاي، فقد أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يتهم حركة "حماس" بالمسؤولية عن تحريض الجماهير الفلسطينية في الضفة لتنفيذ عمليات بهدف إشعال الأوضاع الأمنية هناك، لافتاً إلى أن هناك مؤشرات على أن قطاعا من الشباب الفلسطيني يستجيب لـ"التحريض" الذي تمارسه الحركة.