دولي

الاستطلاعات تخدم نتنياهو وتخيف شركاءه وخصومه

يحظى بتأييد 33 بالمائة من الصهاينة

ليس واضحاً بعد وبشكل يقيني ما إذا كانت أزمة الائتلاف الحالية في حكومة بنيامين نتنياهو، التي فجّرتها أحزاب "الحريديم" على خلفية قانون "تجنيد الحريديم"، هي أزمةٌ حقيقية أم أنّها مفتعلة نسّقها نتنياهو بالذات مع عضو واحد من أحزاب الحريديم، هو يعقوف ليتسمان. ويواصل الأخير الإصرار على مطلب تشريع قانون يوسّع نطاق الإعفاء الممنوح لطلبة المعاهد الدينية "الحريديم" من الخدمة العسكرية، متذرعاً بطلب قادة مجلس كبار حكماء التوراة، في وقت يبذل رفاقه من أحزاب "الحريديم" جهوداً للتوصّل إلى تسوية مع الليكود، بموازاة جهود أخرى يبذلها باقي شركاء الائتلاف الحكومي لتفادي الذهاب للانتخابات. ووسط كل ذلك لا يزال نتنياهو يتصرّف ببرود أعصاب تجاه الأزمة بالرغم، وربما، بفعل ملفات الفساد والتحقيقات التي تلاحقه.

ويستغل نتنياهو في واقع الحال، مخاوف شركائه في الحكومة من أنّ انتخابات مقبلة من شأنها أن تفقدهم عدداً من المقاعد البرلمانية، في حالة حزب "البيت اليهودي"، مقابل خطر اندثار وعدم عبور نسبة الحسم في حالة "حركة شاس"، وحتى في حالة حزب "يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا)، الذي يقوده وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، مع أن الأخير لمّح إلى إمكانية التوصل إلى تسوية للأزمة الحالية، فيما يستغل وزير المالية الحالي موشيه كاحلون هو الآخر الأزمة لرفع أسهم حزبه، وإن كان كاحلون يدرك أنه دخل في مصيدة يمكنها أن توجه لحزبه ضربة قاضية.

ويبني نتنياهو تحرّكاته مع ما يرافقها من غموض حول حقيقة القرار الذي اتخذه في قرارة نفسه بشأن تبكير موعد الانتخابات وإجرائها في شهر يونيو/ حزيران المقبل، مستفيداً من هالة من الإنجازات والأجواء التي سترافق احتفالات دولة الاحتلال بذكرى سبعين عاماً على إقامتها على أنقاض الشعب الفلسطيني، على التأييد شبه الثابت الذي تظهره له الاستطلاعات المختلفة للرأي العام، والتي منحته في الأشهر الأخيرة أكبر عدد ممكن من المقاعد، وكرّسته باعتباره السياسي الأفضل بين جميع خصومه لمواصلة قيادة الدولة وترؤس الحكومة المقبلة، حتى لو جرت الانتخابات في ظلّ قرار من المستشار القضائي للحكومة بتقديم لوائح اتهام ضد نتنياهو. 

وقد أظهرت الاستطلاعات الأخيرة أن الليكود تحت قيادة نتنياهو سيحصل على 30 مقعداً، فيما سينهار حزب المعسكر الصهيوني وستتراجع قوة حزب "البيت اليهودي" بقيادة نفتالي بينت، مع تراجع "حركة شاس" واحتمالات عدم اجتيازها نسبة الحسم. وقد عزّز الاستطلاع الأخير الذي نشرت نتائجه خلال اليومين الماضين في صحيفة "يسرائيل هيوم"، هذا الاتجاه المساند لنتنياهو، مع ارتفاع في عدد المقاعد التي سيحصل عليها الليكود لو جرت الانتخابات اليوم.

 

من نفس القسم دولي