دولي

تقرير: 96 اعتداءً على "الأقصى" و"الإبراهيمي" فيفري الماضي

مصادرة أراض وهدم منشآت ومصادقة بناء لصالح الاستيطان

أفاد تقرير لـ"مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال تواصل سياساتها العنصرية ضد الفلسطينيين، ومصادر أراضيهم، وإخطار الكثير من المنشآت بالهدم؛ حيث هدمت خلال شهر شباط (فبراير) من عام 2018 عشرات المنازل في مختلف مناطق الضفة المحتلة، كما وأخطرت بهدم عشرات المنشآت السكينة والتجارية، فيما صادقت على بناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في مستوطنات الضفة بعد مصادرة وتجريف أراض مواطنين وشق طرق استيطانية.

أشار المركز في تقريره الإحصائي، إلى أن إجراءات الاحتلال طالت منشآت تعود لفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وذلك ضمن سياستها التنكيلية بهم بهدف تهجيرهم، وذكر المركز أن عمليات الهدم وإخطارات الهدم التي نفذتها سلطات الاحتلال كانت موزعة في مناطق الضفة المحتلة، والداخل الفلسطيني، وأضاف: "إن حجم الاستهداف للوجود السكاني في مدينة القدس، بات ملاحظًا في العامين الماضيين عبر سياسة ممنهجة تقوم على ركنين، الأول وقف إعطاء تراخيص البناء، والثاني هدم القائم"، وتابع: "إن بلدية القدس باتت تسهل عمليات البناء والسكن خارج المدينة، للدفع بالفلسطيني للاستقرار في مناطق كفر عقب".

وحذر المركز من خطورة الأمر، كون النزوح إلى هذه المناطق ستعقبه قرارات خطيرة بوزن عدم الاعتراف بهذه المناطق بأنها تتبع المدينة المقدسة، وطالب المركز جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي باتخاذ قرارات واضحة عبر خطة ممنهجة لدعم مشاريع بناء في المدينة المقدسة.

وأشار إلى أن الاستهداف لم يقتصر على مناطق داخل المدينة، بل تجاوزها لمناطق سكن البدو في محيط المدينة عبر إجراءات التضييق، وقرارات هدم وتجريف المرافق الحيوية، لترحيلهم بهدف ضم مناطقهم لما يعرف بمشروع القدس الكبرى، وأوضح المركز أن الاحتلال يعمل وعبر مكنة تسارع كبير، نحو إغلاق الطريق الواصل من بلدات العيزرية إلى مدينة رام الله، وتحويله إلى مسار يتيح للاحتلال ضم الحزام الاستيطاني معالي أدوميم وصولاً إلى مستوطنات أريحا لمشروع تنظيم مستوطنات حزام القدس.

من جانبه قال الكاتب والباحث علاء الريماوي: "إن تسعة مشاريع استيطانية الآن باتت قيد التنفيذ في القدس ومحيطها، اثنان في مناطق شمال الضفة الغربية، واثنان في منطقة الوسط، بالإضافة إلى ثلاثة مشاريع في جنوب الضفة الغربية. قوام هذه المشاريع يتجاوز الـ 20 ألف وحدة استيطانية، ضمن مخطط سيصل إلى 350 ألف وحدة استيطانية خلال الـ 20 عامًا القادمة".

وتابع الريماوي "إن قرار ترمب أعطى دفعة لمضاعفة الاستيطان بل تجذيره على شكل مدن في الأحزمة المحيطة بالقدس والقريبة من الخط الأخضر"، ولفت إلى أن المعركة التي لا تقل شراسة عن القدس هي ما يدور في الداخل الفلسطيني والنقب، والذي يهدف إلى حصر تمدد البناء خارج المخططات الهيكلية للبلدات الفلسطينية، مضافًا إليها مكنة من المصادرة للأرض الفلسطينية في الداخل.

 

مصادرة أراض وهدم منشآت ومصادقة بناء لصالح الاستيطان

 

من جهة أخرى قالت وزارة الأوقاف الفلسطينية: إن المسجد الأقصى في القدس المحتلة، والمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، تعرضا لعشرات الاعتداء والانتهاكات من سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، خلال شهر شباط/فبراير الماضي.

وأشارت الوزارة في بيان لها، إلى الكشف عن تسعة مخططات تهويدية، تمثلت بقيام ما تسمى "شركة تطوير القدس"، الجهة المُشرفة على أعمال تهويد مغارة "القطن" الواقعة في شارع السلطان سليمان تحت البلدة القديمة بالقدس، بين بابي العامود والساهرة.

بالإضافة إلى شروع الاحتلال في بناء منطقة للصلاة للنساء والرجال معاً عند حائط البراق، ووضع مخطط لإقامة متنزه في "جبل الزيتون" المطل على القدس القديمة يربط بين موقعين استيطانيين لليهود في داخل الطور بمدينة القدس المحتلة، ونبّهت الوزارة إلى استمرار الاحتلال في بناء شبكة طرق لتوسيع مستوطنات؛ تمهيداً لمخطط "القدس الكبرى، وانتهى من وضع اللبِنة الأولى لإقامة مجمع سياحي تهويدي ضخم على أنقاض حي المجاهدين في الجهة الغربية من ساحة البراق المطلة على المسجد الأقصى، ونصب برج مراقبة على مدخل "باب العامود"، وإقامته أكبر تجمع سياحي تهويدي يطل على "الأقصى".

كما أشارت إلى أنه من ضمن الانتهاكات، ما أعلنت عنه "لجنة الأسماء" في بلدية الاحتلال بالقدس، عن إطلاق 43 اسماً يهوديا جديداً على شوارع في أحياء يقطنها الفلسطينيون بالمدينة، وأوضحت الأوقاف الفلسطينية في تقريرها، أن الاحتلال لا يزال يمارس سياسة الاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى لموظفيه وسدنته، حيث ما تزال الشرطة الإسرائيلية تعرقل أكثر من 20 مشروعاً من مشاريع الإعمار والترميم التي تنفذها لجنة إعمار المسجد الأقصى.

وفي سياق متصل، أفادت وزارة الأوقاف بمنع سلطات الاحتلال رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي 45 وقتا، خلال شهر شباط/فبراير الماضي، كما مارست سياسة التهويد المستمر والتدخل بشؤونه ومطالبته "لاستحداثات تهويدية احتلالية تمثلت بمطالبته ببناء حجر بدل الجهة الموجودة في الساحة الجنوبية".

 

من نفس القسم دولي