دولي
"فتح" تشتكي لدى مصر لقاء "حماس" وجناح دحلان
مصر ستتعامل بشدة مع الطرف الذي يسعى لإفشال جهودها لتوحيد القيادة الفلسطينية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 فيفري 2018
كشفت مصادر مصرية أن اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس المصري والقائم بأعمال رئيس الاستخبارات العامة، بحث مع القيادي في حركة "فتح"، عزام الأحمد، في القاهرة الأربعاء الماضي، موضوع المصالحة الفلسطينية المتعثرة التي ترعاها مصر.
قالت المصادر إن عزام اشتكى للجانب المصري، خلال اللقاء، من بعض المواقف لحركة "حماس"، التي يتواجد وفد منها، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في القاهرة منذ الجمعة الماضي، ولفتت إلى أن رئيس الاستخبارات المصرية شدد على ضرورة إنجاح مساعي المصالحة، لأن مصر ليس لديها خيار الفشل في مسار المصالحة، وأكدت المصادر أن كامل شدد خلال لقائه بالأحمد وعدد من قيادات الحركة أن مصر ستتعامل بشدة مع الطرف الذي يسعى لإفشال جهودها لتوحيد القيادة الفلسطينية.
وقالت المصادر "إن ظهور اسم محمد دحلان مجدداً، ولقاء وفد حماس بقيادة تياره في القاهرة، منتصف الأسبوع الحالي، تسبب بغضب رئيس السلطة، محمود عباس، الذي اعتبر أن موافقة الجانب المصري على عقد اللقاء بين قيادات التيار، الذي يتزعمه دحلان، ووفد حماس بمثابة ضوء أخضر للأخير للعب دور واسع في القضية الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، وهو ما ترفضه حركة فتح، وأبو مازن شخصياً، إذ يرى فيه تهديداً شخصياً له ومنازعاً له على قيادة الحركة، بدعم من دولة الإمارات".
وأوضحت المصادر أن كامل، أكد خلال اللقاء مع الأحمد، أن خيارات مصر في المصالحة الفلسطينية "إما النجاح أو النجاح"، داعياً إياه هو وحركة "فتح" لسرعة إنهاء الخلافات، خصوصاً أن "الأمور في قطاع غزة لم تعد تحتمل المماطلة في قيام الحكومة بواجبها". وأشارت المصادر المصرية إلى أن القاهرة تخشى تفجُّر الأوضاع في غزة بعد أن وصلت إلى مستوى إنساني ومعيشي صعب قد يدفع أهل القطاع إلى الانفجار، إما ناحية الاحتلال الإسرائيلي بما ينذر بحرب جديدة، أو ناحية مصر، في وقت تعاني فيه سيناء من أوضاع أمنية مضطربة. وكشفت أن "جهاز الاستخبارات المصري، بناء على اتصالات مع الجانب الإسرائيلي، سعى خلال نقاشه مع وفد حماس، للتأكد من فرضية ما إذا كانت هناك نية لدى الحركة للدخول في حرب جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، أم لا"، مؤكدة أن "التحرك المصري الأخير، عبر اللقاء مع وفد الحركة، يسعى فعلياً لتخفيف الأوضاع عن القطاع والسماح بدخول الحد الأدنى من الاحتياجات الدوائية والغذائية والوقود لضمان عدم انفجار الأوضاع والاتجاه نحو حرب جديدة". كما أوضحت المصادر أن من بين الأسباب التي دعت كامل للضغط لإتمام باقي خطوات المصالحة والتسريع من وتيرتها هو إنهاء الاتفاقات المتعلقة بأجهزة الأمن في قطاع غزة للسيطرة على الأوضاع داخله، ووقف عمليات تسلل العناصر المتطرفة من القطاع إلى مصر.