دولي
أزمة المصالحة الفلسطينية تتعمّق... ووفد مصري إلى غزة لإنقاذها
عزام الأحمد أبدى تحفُّظاً بشأن إمكانية عقد لقاء مع وفد حماس
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 فيفري 2018
كشفت مصادر في حركتي "فتح" و"حماس" بالقاهرة عن تأزّم مشاورات المصالحة الفلسطينية، وسط محاولات مصرية من جانب مسؤولي جهاز المخابرات، لعقد لقاء بين وفد "حماس" المتواجد في القاهرة، برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، وعزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية في "فتح".
قال مصدر قيادي بحركة "حماس"، إن وفد الحركة عرض، خلال اجتماعاته مع مسؤولي جهاز المخابرات العامة، كل الأدلة التي توضح قيام الحركة بكافة الخطوات المتفق عليها في وثيقة القاهرة الأخيرة، إلا أن حكومة الوفاق التابعة للسلطة الوطنية ترفض القيام بالتزاماتها تجاه قطاع غزة وأزماته.
وكشف أن "حماس" قلّصت تعاونها مع القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، وكتلته النيابية في قطاع غزة، لعدم إثارة غضب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قائلًا: "على الرغم من تضرر الأوضاع الخدمية في القطاع بسبب تخفيض حجم التعاون، فإن الحكومة رفضت تلبية احتياجات غزة، مع أن حماس سلمت المعابر التي كانت تدرّ نحو 30 مليون دولار شهريًا يتم من خلالها دفع الرواتب".
وشدد المصدر على أن "حماس" كلما سدّت ذريعة من ذرائع "فتح"، أظهرت الأخرى سببًا جديدًا لتعطيل الاتفاق، قائلًا: "السلطة وأبو مازن لا يريدون أية أطراف عربية تتدخل في القضية للعب دور المراقب، بحيث لا تكون طرفًا شاهدًا".
في المقابل، كشفت مصادر من "فتح" في القاهرة أن عزام الأحمد أبدى تحفُّظًا بشأن إمكانية عقد لقاء بينه وبين وفد حماس، الذي يضم إلى جانب هنية كلًا من خليل الحية، وروحي مشتهى، وفتحي حماد، وزير داخلية الحركة السابق، لافتة إلى أن الأحمد أوضح لمسؤولين مصريين التقاهم في القاهرة أن فتح ليس لديها الكثير الذي تقدمه، ولكنها في هذه الأثناء تنتظر من "حماس" تمكينًا فعليًا للحكومة. ووصفت المصادر الفتحاوية حماس بـ"غير الجادة" في تنفيذ مقتضيات المصالحة ورأب الصدع، على الرغم من توقيع وثيقة القاهرة برعاية مصرية.
ومن جانب آخر، قال مصدر مصري مطّلع على مناقشات "حماس" في القاهرة، إنه "بعد اطّلاع جهاز المخابرات على كافة الخطوات، تبيّن أن هناك مماطلة وليس تعقيدًا من جانب فتح"، على حد تعبير المصدر، الذي كشف عن أن المسؤولين المصريين المعنيين بالملف أخطروا "فتح" بأن وفدًا مصريًا سينتقل إلى غزة لمراجعة كافة الإجراءات وإنهاء أي عقبات.
وعلى الرغم من فرْض "حماس" تكتمًا شديدا بشأن لقاءات وفدها بالقاهرة، كشف مصدر قيادي بالحركة في غزة أن الوفد التقى، لأول مرة، مدير جهاز المخابرات الجديد، رئيس مكتب رئيس الجمهورية، اللواء عباس كامل، قائلًا: "ربما يكون ذلك أفضل في ملف العلاقات نظرًا لطبيعة دور اللواء عباس داخل منظومة الحكم المصرية".
• وفد حماس في القاهرة يشرع بلقاءات مع المخابرات المصرية
إلى ذلك أفادت مصادر مطلعة أن وفد حركة حماس في القاهرة الذي يترأسه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية شرع في عقد لقاءات مع المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية.
وتتركز لقاءات الوفد الذي يضم عددا من أعضاء المكتب السياسي للحركة حول الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة والمسؤولية الإنسانية والتاريخية للدولة المصرية في حلها في ظل التخوف من الوصول إلى حالة انفجار يصعب على أحد السيطرة عليه.
كما أفادت المصادر أنه تم بحث ملف المصالحة وسبل تطبيق التفاهمات الأخيرة بشكل مستفيض إلى جانب استعراض وبحث التطورات السياسية والميدانية خلال الأيام الماضية، كما علم عن نية وفد مصري رفيع المستوى الوصول إلى القطاع خلال الأيام القادمة؛ لمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة وبحث الأوضاع الإنسانية.