دولي

تحذير من بناء شبكة طرق لتوسيع مستوطنات تمهيداً لـ"القدس الكبرى"

الاحتلال صعّد من اعتداءاته بالمنطقة العازلة شرق غزة

تمضي قوات الاحتلال ببناء شبكة طرق استيطانية في هذه المرحلة وصولاً لتوسيع المستوطنات القائمة وبناء المزيد منها خلال المرحلة المقبلة، تنفيذاً لما يسمى "مشروع القدس الكبرى" الذي يبتلع أكثر من ١٠٪ من الضفة الغربية المحتلة، والقدس الكبرى هو مصطلح يستخدم لوصف المنطقة التي تضم 100 ميل مربع حول مدينة القدس العتيقة، وهي خطة قديمة شعارها "أكثر ما يمكن من اليهود، وأقل ما يمكن من العرب".

قال المختص في شؤون الاستيطان "أحمد صب لبن" إن جرافات الاحتلال شرعت بشق الشارع رقم ٤، المتفرع من الشارع رقم "٢١" الذي يخترق أراضي شعفاط وبيت حنينا باتجاه شمال مدينة القدس والمنطقة الصناعية "قلنديا -عطروت"، إذ تعمل الجرافات على مد شبكة البنى التحتية من مياه ومجارٍ، وعمل الأرصفة تمهيداً لافتتاحه في نيسان ٢٠٢٠.

وأضاف الخبير أن "سلطات الاحتلال تعمل على شق سلسلة من الطرق الاستيطانية الواسعة في عمق الأحياء المقدسية بهدف توسيع المستوطنات القائمة، وبناء المزيد من المستوطنات، وربطها ببعضها، وتوسيعها للوصول إلى مخططها الكبير المسمى بالقدس الكبرى".

وأشار إلى أن "من بين هذه الطرق، الشارعان الاستيطانيان ٢٠ و٢١ في بيت حنينا وشعفاط، وكذلك الطوق الشرقي والشارع رقم ٤ في بيت صفافا ورقم ٩ وغيرها، وكلها بهدف توسيع ومضاعفة البناء الاستيطاني في القدس".

ووفق المخطط واللوحة التفصيلية المنشورة على جانب هذا الشارع الالتفافي، فإنه سيربط ما بين مستوطنتي "رمات شلومو" و"بزغات زئيف" وما بين شارع حزما ٢٠ وشارع "٢١" ليلتقي المقطعان في الشارع الالتفافي الاستيطاني في المنطقة الصناعية "عطروت" والشارع الالتفافي (القدس - تل ابيب -موديعين) رقم "٤٤٣".

وأوضح "صب لبن"، أن "قوات الاحتلال تهدف من شق الشارع "٢١" الاستيطاني الى تحقيق مسألتين، الأولى توسيع مستوطنة "رمات شلومو" بـ١٤٠٠ وحدة جديدة وجعل مدخلين لها، وربطها بالمنطقة الصناعية "عطروت". والمسألة الثانية، شق طريق خدماتي للحيين المقدسيين شعفاط وبيت حنينا، وتنظيم بعض الأراضي التي لم يكن يتمكن الأهالي من الوصول إليها قبل هذا المشروع القديم.

وبصورة متعمدة جرى ربط هذه القضايا بعضها ببعض، لتحقيق الجزء الأول من المخطط وهو توسيع الاستيطان، وبدأت جرافات الاحتلال بعمل مقطع الشارع رقم "٤" بعد إقرار الخارطة الهيكلية لمنطقة "الأشقرية /بيت حنينا - شعفاط والذي بموجبه تم مصادرة مساحة واسعة من أراضي البلدتين.

وسيمهد الطريق لبناء بؤرة استيطانية في بيت حنينا على قطعة أرض ومنزل تم الاستيلاء عليهما قبل سنوات، ويخترق الشارع الاستيطاني رقم "21"، منازل ويبتلع مساحة واسعة من أراضي قرية شعفاط، ويفصلها عن مساحة واسعة من أراضيها المحاذية للشارع الالتفافي "٤٤٣" ويفصلها عن بيت حنينا المجاورة، بل يحول البلدة برمتها إلى ما يشبه المربع المحاط بشبكة من الطرق الاستيطانية التي تخدم الاستيطان والمستوطنين، وتجعل من هذه الطرق الاستراتيجية العريضة تخترق حيي شعفاط وبيت حنينا وتحولهما الى منازل مبعثرة معزولة عن أراضيهما الغربية التي تمثل الذخيرة للتوسع غرباً.

وحسب الخبير، فإن "هذه الطرق والشوارع الاستيطانية ٢١ و٢٠ والمقطع رقم ٤ شمالي مدينة القدس المحتلة، تعدّ جزءا من منظومة الطرق التي خطط لها مسبقاً منذ سنوات لتقطيع التواصل بين الأحياء الفلسطينية ليسهل اختراقها، وتصل ما بين مستوطنة التلة الفرنسية وما يحيطها من المستوطنات الأخرى خاصة المستوطنة الصناعية "عطروت" الواقعة شمالي مدينة القدس، ويمر في مساره بمحاذاة مستوطنة "رمات شلومو"، وسيعمل على إضافة مدخلين للمستوطنة، بالإضافة إلى ربط أراضي ومنزل استيطاني يقع في بيت حنينا يجري التخطيط لتوسيعه وعمل بؤرة هناك".

وقال صب لبن إن "هذا الشارع الالتفافي يأتي لربط المستوطنات بالمنطقة الصناعية "عطروت" بمستوطنة "رمات شلومو" ومنها بشبكة الطرق والقطار بغربي القدس، وهو ما يعدّ الحلقة الرئيسة التي أدت إلى المصادقة على مخطط توسيع مستوطنة "رمات شلومو"، عبر إضافة ١٤٠٠ وحدة استيطانية تمت المصادقة عليها خلال الأعوام الماضية، وقد طرحت عطاءات لبناء 600 وحدة ضمن هذا المخطط أخيراً".

وأكد "صب لبن" أن "كل شبكة الطرق التي يجري شقها في هذه المرحلة تخدم المستوطنات القائمة ومستوطنات يراد توسيعها مستقبلاً من أجل الوصول إلى المخطط الكبير الذي يسمى بالقدس الكبرى بهدف فرض حقائق على الأرض يصعب تغييرها في حال كانت هناك أي مفاوضات مع الجانب الفلسطيني مستقبلاً".

 

من نفس القسم دولي