دولي
"القسام" ترفع درجة الاستنفار للرد على أي عدوان صهيوني
نظرًا للتطورات شمال فلسطين المحتلة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 فيفري 2018
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، رفع درجة الاستنفار في صفوفها لحماية شعبنا والرد على أي عدوان صهيوني، وقال الناطق باسم كتائب القسام، في إعلان عاجل أن هذا الموقف يأتي "نظرا للأحداث التي يشهدها شمال فلسطين المحتلة".
أعلن في الساعات الماضية الجيش الصهيوني سقوط طائرة حربية إسرائيلية من طراز F16 بواسطة نيران أطلقت من الأراضي السورية، فيما تبنى سلاح الجو السوري إسقاط الطائرة التي قال إنها كانت في مهمة عدوانية على المنطقة الوسطى بسوريا، وادعى جيش الاحتلال في بيان له نجاة الطياريْن اللذين كانا على متن الطائرة، فيما قالت مصادر إعلامية إسرائيلية إن الطيارين نقلا إلى مستشفى بحيفا، وإن حالة أحدهما خطيرة والآخر طفيفة.
وفي تطورٍ لاحقٍ، أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أن طائراته استهدفت 12 موقعا بسوريا عقب إسقاط نيران سورية مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 16، وسط توتر في الجبهة الشمالية لـ "إسرائيل"، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه شن غارات واسعة في العمق السوري، استهدفت ثلاث منصات للمضادات الأرضية السورية، وأربعة مواقع أخرى زعم أنها إيرانية، وأكد أنه سيواصل عملياته في سوريا كلما اقتضت الحاجة، وأشار إلى أن سوريا وإيران تلعبان بالنار، مؤكدا أن "إسرائيل" ليست معنية بالتصعيد، حسب ادعائه.
يأتي هذا في وقت بدأ فيه جيش الاحتلال تدريبات، لتعزيز جاهزيته لحالات الطوارئ، وسيناريوهات اندلاع مواجهة عسكرية في قطاع غزة الفلسطيني، يستعد لإجراء أكبر تدريبات لسلاح المظليين، تحاكي عمليات إنزال "خلف خطوط العدو"، وفق ما كشفت صحيفة "هآرتس"، ومن المقرّر أن تبدأ هذه التدريبات، وفق الصحيفة، منتصف العام الجاري، على أن تشمل كافة جنود وحدات المظليين والفرق المساعدة.
ويشمل التدريب المنتظر عملية إنزال واسعة النطاق، بما في ذلك إنزال عتاد عسكري ثقيل كالمركبات والأسلحة المختلفة "خلف خطوط العدو"، مع دراسة إمكانية مشاركة وحدات مختارة إضافية، ولفتت "هآرتس" إلى أنّ هذا التدريب سيكون "الأول من نوعه" الذي يجريه لواء المظليين في جيش الاحتلال منذ عام 2012، مع تكرار التصريحات الإسرائيلية على المستويين السياسي والعسكري عن سعي إيران الحثيث إلى تكريس وجود عسكري لها في سورية، وربما جنوب سورية على مقربة من هضبة الجولان المحتل.
وقالت "هآرتس"، على موقعها الإلكتروني، إنّ تقديرات الجيش تشير إلى أنّ الحديث هو عن تدريب أكثر أهمية من التدريبات السابقة، إذ يتوقع أن يقوم الجنود بتدريبات ليلية في جنوب إسرائيل، للتدرّب على عمليات إنزال للسيطرة على مناطق مختلفة، مع التدريب على إنزال العتاد الثقيل والمؤن الغذائية، لمحاكاة سيناريو يضطر فيه جنود الاحتلال إلى القتال وراء الحدود لوقت طويل.
ونقل الموقع عن ضابط رفيع المستوى قوله إنّ "الهدف من التدريبات هو إبعاد القتال عن حدود إسرائيل الشمالية، حيث نستعد لوضع يكون القتال الميداني فيه بعيداً عن البيت، بحيث نضطر للتعامل لفترة طويلة مع ما سنواجهه في ميادين عمليات الإنزال، والاستعداد لحالة قد لا يكون ممكناً فيها نقل المواد الغذائية والعتاد العسكري، بشكل متواصل وسلس".
ويأتي النشر عن هذه التدريبات بعد أسبوع من توجيه كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه أفيغدور ليبرمان، تهديدات صريحة إلى كل من لبنان وإيران و"حزب الله" بأن إسرائيل لن تقبل بتكريس إيران قواتها ووجدها العسكري في الأراضي السورية، من جهة، ولن تقبل بأن تقوم إيران بإقامة مصانع لإنتاج صواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانية، من جهة أخرى، وكان نتنياهو قد توعّد، بعيد لقائه الرئيس الروسي بوتين، في موسكو، الأحد الماضي، بأنّ إسرائيل "لن تتردد بالعمل ضد لبنان لإحباط المساعي الإيرانية"، فيما حذّر ليبرمان من أنّه "في حال مواجهة شاملة، ستكون الحرب في لبنان شاملة أيضاً، ولن يتم فيها الفصل بين حزب الله وبين الدولة اللبنانية".
يشار إلى أنّ التقديرات الاستراتيجية التي نشرت في إسرائيل، خلال الشهر الماضي، بما فيها "تحديث وثيقة استراتيجية جيش الاحتلال"، تحدّثت عن كون الوجود الإيراني في سورية أحد أكبر مصادر التهديد للأمن الإسرائيلي، وقال مركز أبحاث الأمن القومي في تقديرات له، إنّ الحرب المقبلة، في حال اندلاعها، ستكون على امتداد جبهة شمالية تشمل ليس فقط "حزب الله" ولبنان، وإنّما مشاركة قوات سورية وربما إيرانية أيضاً، مشيراً إلى أنّ الحديث سيكون ليس عن حرب لبنان الثالثة، وإنّما أول حرب على الجبهة الشمالية بكاملها.