دولي
تنديد فصائلي وشعبي باغتيال الشهيد أحمد جرار... وإضراب عام في جنين
قوات الاحتلال خلال مطاردة الشهيد أوصلت حصيلة الاعتقالات إلى 71 فلسطينياً
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 فيفري 2018
نددت الفصائل الفلسطينية باغتيال قوات الاحتلال للشاب أحمد نصر جرار (22 عامًا)، في جنين، بعد أن طاردته نحو ثلاثة أسابيع بتهمة ترؤس خلية قتلت مستوطنًا قرب نابلس الشهر الماضي، بينما خرجت مسيرات في مدينتي جنين ونابلس تنديدًا باغتيال الشهيد.
اعتبرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، في بيان لها، أن جرار باستشهاده أصبح "مأثرة وطنية، وصفحة مضيئة من التاريخ الوطني الفلسطيني، يفتخر بها الشعب الفلسطيني، وستبقى روحه منارة ودليلًا لكل المقاومين الذين سلكوا طريق المقاومة، كما ستبقى دماؤه لعنة تطارد كل الذين انحرفت بوصلتهم، وانتهجوا سياسة التنسيق الأمني، وحُيّدت بنادقهم عن الدفاع عن أبناء شعبنا".
وأكدت "الجبهة الشعبية" أن جرار "شكّل هزيمة جديدة للاحتلال وأجهزته الأمنية، التي فشلت في العثور عليه بعد مطاردة واسعة استمرت شهراً بأكمله، رغم استخدامها كل أنواع الأسلحة المتطورة الحديثة في الرصد والاستخبارات".
وأشادت الجبهة بـ"الحاضنة الشعبية في مدينة جنين، والتي شكّلت ملاذاً للبطل جرار وللمقاومين وتصدت لجنود الاحتلال الذين حاصروا المدينة، ومنعت تقدمهم أكثر من مرة، خلال محاولاتهم المسعورة لاعتقال جرار".
وأكدت الجبهة أن "استشهاد جرار لن يكون نهاية المطاف، بل سيكون حافزًا ودافعًا للشعب الفلسطيني وشبابه للاستمرار في المقاومة، وتحويل كل الطرقات الالتفافية والمواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية إلى كابوس ولعنة تطارد جنود الاحتلال والمستوطنين".
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة "فتح"، أسامة القواسمي، في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، إن "جريمة اغتيال جرار تضاف إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي المخالفة لكافة القوانين الدولية، وتعبر عن سياسة سلطات الاحتلال في استباحة الدم الفلسطيني وممارسة سياسة التمييز العنصري والأبرتهايد بحق أبناء شعبنا".
وأكد القواسمي أن "هذه الجريمة التي تمثل شكلًا من أشكال الإعدام الميداني لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني، الذي سيواصل صموده على أرض وطنه وتمسكه بحقوقه الثابتة".
ومن جانب آخر، شدد "حزب الشعب"، في بيان له، على أن "استشهاد جرّار، وقوافل الشهداء الذين سقطوا على درب الحرية والاستقلال، تؤكد على أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في كفاحه الوطني المشروع حتى تحقيق أهدافه في إنهاء الاحتلال وإنجاز الاستقلال التام بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين طبقاً للقرار 194"، مشيراً إلى أن "استمرار التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، ومحاولة تجاوزها من أية جهة كانت، لن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة كفاحه المشروع حتى تحقيق أهدافه".
على صعيد آخر، أورد "نادي الأسير الفلسطيني"، في بيان له أن "قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي إطار حملات الاعتقال التي نفذتها في جنين على خلفية مطاردة الشهيد أحمد نصر جرّار منذ نحو 20 يوماً، أوصلت حصيلة الاعتقالات في جنين وبلداتها إلى 71 مواطنًا فلسطينيًا، نكلت خلالها بالمعتقلين بالاعتداء عليهم بالضرب، واستخدام الكلاب البوليسية، إضافة إلى تكثيف عمليات الاعتقال عبر وحدة القوات الخاصة".
ميدانيًا، شهدت مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، إضرابًا شاملًا، حدادًا على روح الشهيد جرار، فيما خرجت مسيرتان، إحداهما في برقين، غرب جنين، والأخرى في مدينة جنين نفسها، ندد المشاركون خلالهما باغتياله، وطالبوا الفصائل الفلسطينية بالرد.
وتوجهت المسيرتان إلى مسقط رأس الشهيد جرار في حي واد برقين، غرب مدينة جنين، حيث أقيمت صلاة الغائب على روحه. وبعد ذلك قصد الفلسطينيون عزاء الشهيد في ديوان عائلة جرار في واد برقين، إلى ذلك، شهدت مدينة نابلس مسيرة منددة باغتيال جرار ووفاء للشهيد، والتي دعت لها الكتل الطلابية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، وهتف المشاركون للشهيد جرار، وأكدوا على خيار المقاومة، مشيدين ببطولة أحمد جرار الذي فشل الاحتلال بالوصول إليه مرات كثيرة، كما شهد مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين وقفة ومسيرة جابت شوارع المخيم وفاء للشهيد أحمد جرار، ومنددة باغتياله.
على صعيد آخر، شهد محيط المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة، وسط الضفة الغربية، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، بالقرب من حاجز بيت إيل العسكري الإسرائيلي. وأعقبت المواجهات مسيرة على المدخل الشمالي للمدينتين، دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، رفضًا لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017 اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال.