دولي

المقاومة بغزة ترفع درجة التأهب مع رصد حشود إسرائيلية على الحدود

المقاومة تخشى من أن يكون الحديث، عن مناورات، خدعة وتمويهاً

أكدّ مسؤولون في غزة أنّ قوى المقاومة الفلسطينية رصدت، في الساعات الأخيرة، حشوداً عسكرية إسرائيلية كبيرة على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع الساحلي المحاصر، بشكل مفاجئ، ما رفع حالة التأهب في صفوف المقاومة وأجهزتها العاملة في مختلف الميادين.

وقال المسؤولون، إنّ الحديث يدور عن حشود غير قليلة، وتشبه تلك التي يتم حشدها قبيل شن العدوان على القطاع، ولذلك رفعت المقاومة من جهوزيتها ورفعت درجة التأهب خشية من أنّ تقوم إسرائيل بمباغتتها وتشن عدواناً جديداً، ورغم الحديث الإسرائيلي عن مناورات مرتقبة في مناطق غلاف غزة، قال مصدر بالمقاومة لـ"العربي الجديد"، إنّ المقاومة تخشى من أن يكون الحديث، عن مناورات، خدعة وتمويهاً، لذلك رُفعت درجة التأهب إلى ما قبل الأخيرة.

ووفق مسؤولين تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإنّ خطة الطوارئ للتعامل مع مثل هذه الحالات جرى تطبيقها بشكل سريع لتشمل جميع المقار الأمنية في القطاع، إضافة إلى مواقع المقاومة المتاخمة للحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة والمواقع الداخلية، والتي جرى إخلاؤها إلا من عدد قليل جداً من العناصر.

وتزامن ذلك مع استمرار تحليق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي المكثف في أجواء قطاع غزة في الساعات الأخيرة، والذي لم يغادر الأجواء بعد.

وتقول مصادر المقاومة لـ"العربي الجديد"، إنّ الفصائل متفقة على إبعاد شبح الحرب عن غزة إلى أطول مدة ممكن، وألا تذهب إلى معركة مع إسرائيل في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية والإنسانية الصعبة في القطاع الساحلي.

ويعيش مليونا فلسطيني أوضاعاً صعبة في القطاع المحاصر منذ 12 عاماً، والذي وصلت فيه معدلات الفقر والبطالة إلى أرقام قياسية، مع استمرار تعثر جهود المصالحة الفلسطينية وتوقفها عند ملفي الموظفين والجباية المالية.

وتشبه الأوضاع الحالية التي يعيشها القطاع، تلك التي كانت قبيل عدوان العام 2014 إلى حد كبير جداً، وهو ما يثير قلق الفلسطينيين الذين يعتقدون أنّ إسرائيل إذا ذهبت لحرب في هذه الأثناء ستكون قاسية، وبلا ظهير عربي للمقاومة والشعب الفلسطيني.

 

ميلادنوف: غزة على شفا انهيار شامل

 

في حين قال نيكولاي ميلادنوف، إن قطاع غزة على شفا انهيار تام، بفعل استمرار الأوضاع الجارية وتعطل المسيرة السلمية، عادًّا أن هناك حاجة إلى تدخّل سريع لمنع حدوث ذلك.

وقال ميلادنوف، في سياق كلمة له أمام مؤتمر لمركز أبحاث الأمن القومي "الإسرائيلي" في "تل أبيب"، "إنه لا يوجد بديل عن حل الدولتين، كونه الحل الوحيد الذي يمنح الجميع حياة كريمة، ويمنح تحقيق المصير لكل الأطراف"، وأكد ميلادنوف أن الأمم المتحدة والرباعية الدولية لا تريان حلا آخر غير حل الدولتين، "وأن هذا الحل سيعود بفوائد هائلة على منطقة الشرق الأوسط، ويفتح المجال أمام التعاون بين إسرائيل والعالم العربي، وأنه لا يمكن توقّع أي تعاون بدون تحقيق هذا الحل"، كما قال. 

وبحسب ميلادنوف، "لا يمكن التوصل إلى حل عبر القوة، وإنما فقط من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، كونهما القادرين، في نهاية المطاف، على تقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى حل، وكونهما من سيتحمل تبعة هذه التنازلات". 

 

قراقع: 1000 حالة اعتقال في القدس منذ إعلان ترمب

 

إلى ذلك أفادت معطيات حقوقية فلسطينية رسمية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ إعلان ترمب (6 ديسمبر 2017)، نحو ألف مواطن من القدس المحتلة.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حقوقية تتبع منظمة التحرير)، عيسى قراقع: إن حملات الاعتقال في القدس تتصاعد بشكل كبير من قوات الاحتلال منذ إعلان ترمب، وأوضح قراقع في بيان له أن الاعتقالات تشمل كل فئات المقدسيين، مضيفًا: "وكأن إسرائيل أخذت الضوء الأخضر لتصعيد وحشيتها وعدوانها على مدينة القدس جغرافيًّا وديمغرافيًّا"، وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تلجأ للاعتقالات الجماعية في صفوف الفلسطينيين، منبّهًا إلى أنها "أصبحت ظاهرة يومية وعقاب جماعي".

وبيّن قراقع أن عددًا كبير من المعتقلين هم من الفتية والقاصرين، ويتعرضون منذ لحظة اعتقالهم لمعاملة مهينة وتعذيب وتنكيل على يد شرطة الاحتلال والمحققين، وتابع: "الهجمة على القدس خطيرة للغاية، وهناك استفحال إسرائيلي واسع وطغيان شامل يستهدف أهالي القدس ومكانتها التاريخية والدينية وممارسة الضغوطات للطرد الصامت للسكان منها".

ونبّه إلى أن محاكم الاحتلال تصدر أحكامًا "رادعة ومقصودة" بحق المقدسيين مصحوبة بغرامات مالية باهظة، وتفرض إجراءات "صارمة" على أهالي الأسرى وذوي الشهداء، وكانت قوات الاحتلال، قد شنّت فجر اليوم الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة في صفوف المقدسيين بقرية العيساوية شملت أكثر من 25 مواطنًا.

ومن الجدير بالذكر أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب، أعلن في الـ 6 من كانون أول/ ديسمبر 2017، القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وقال إنه سينقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.

 

من نفس القسم دولي