دولي

إسرائيل تستخلص عِبَر معركة الموصل لمواجهة "حماس"

تولي الوثيقة الجديدة أهمية قصوى لما يعرف بـ "المواجهة بين الحروب"

تعكف القيادة الإسرائيلية، أخيراً، على دراسة احتمال نشوب حرب مقبلة مع حركة "حماس" و"حزب الله" اللبناني، مستخدمة هذه المرة حرب الموصل كنموذج لاستخلاص العبر في المواجهة، فضلاً عن وضعها استراتيجية حرب، تعتمد على تحقيق نصر سريع وكاسح. 

وكشف موقع "وللا" الإسرائيلي، أنّ قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال قد درست بشكل معمق حرب "الموصل"، التي تم خلالها دحر تنظيم "داعش"، لمواجهة حركة "حماس"، وذكر الصحافي الإسرائيلي، أمير بوحبوط، في مقال نشره الموقع العبري، أنّ الجيش الإسرائيلي لاحظ تشابهاً بين المخططات الهجومية التي اعتمدها "داعش" وتلك التي يفترض أن تعتمدها "حماس"، خصوصاً لجهة الأنفاق والأجسام المفخخة والقناصة.

وحسب بوحبوط، فإنّ القيادة العسكرية خلصت إلى أن "لسع الوعي" هو أحد المركبات المهمة لنجاح المواجهة المقبلة ضد غزة، في السياق ذاته، كشف موقع "وللا"، فحوى وثيقة استراتيجية أعدها الجيش الإسرائيلي قبل أشهر، وتنص على ضرورة تحقيق نصر سريع، كاسح، وواضح في أية حرب تشن ضد أي من الأعداء.  

ووفق ما كشفه معلق الشؤون العسكرية في الموقع العبري، أمير أورن، فإن الاستراتيجية الجديدة تقوم على حسم المواجهة في بدايتها لضمان تقليص أمد الحرب والتقليل من الخسائر البشرية في الجانب الإسرائيلي.

 ولفت أورن إلى أن الوثيقة تنطلق من افتراض مفاده بأن المجتمع الإسرائيلي يبدي حساسية كبيرة للخسائر البشرية ولإطالة أمد المواجهة، ما يزيد من الحاجة إلى حسم سريع وتحقيق نصر واضح، وأشار أورن إلى أن رئيس هيئة الجيش جادي إيزنكوت، الذي أشرف على صياغة الوثيقة يحاول اقتفاء أثر رئيس الأركان الأسبق موشيه ديان الذي خطط لمعركة "كاديش" (حرب 56)، حيث جرى حسم هذه المعركة في بدايتها.

وفيما يتعلق بالمواجهة المقبلة مع "حزب الله" وحركة "حماس" تحديداً، فإن الاستراتيجية الجديدة تشدد على ضرورة أن يستخدم الجيش قوة نيران هائلة بحيث لا تدع للعدو مجالاً إلا القبول بوقف إطلاق النار بشكل سريع وعاجل.

ويتضح من الوثيقة أنّ متطلبات الحسم تشمل المس بـ"مراكز الثقل السلطوي والهيئات القيادية للعدو في بداية المواجهة". وتولي الاستراتيجية أهمية كبيرة "لعمليات التصفية التي تطاول الأشخاص الذي يشغلون الأطر القيادية لدى العدو".

وفي هذا الصدد، بيّن المعلق الإسرائيلي أن الخطة الجدية تنطلق من افتراض أنه تتوجب تصفية أكبر عدد من قادة "حزب الله" أو حركة "حماس" في حال نشبت مواجهة مع أحد التنظيمين، وتمنح الخطة الجديدة دوراً مهماً لعمل الوحدات الخاصة التي تعمل في عمق أرض "العدو"، والتي تعرف بـ"لواء العمق"، وهو اللواء الذي يضم عدداً من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي.

 

من نفس القسم دولي