دولي
ليبرمان: 8 سياسات ننتهجها لـ"خنق " حماس في غزة
الاحتلال يضع نظام السيسي في صورة العمليات العسكرية التي تستهدف "حماس"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 جانفي 2018
يتّضح من التصريحات التي أدلى بها وزير الأمن الصهيوني، أفيغدور ليبرمان، في الساعات الماضية أن إسرائيل تنتهج إستراتيجية رباعية عسكرية ودعائية تهدف إلى المس بقدرات حركة "حماس" العسكرية في غزة، وتسهم في تحريض الجمهور الغزي عليها، إلى جانب تقليص قدرة الحركة على الحصول على موضع قدم إقليمي يحسن قدرتها على المناورة العسكرية.
وفيما يمثل مؤشراً على أنّ الاحتلال كانت وراء محاولة تصفية أحد نشطاء حركة "حماس" في مدينة صيدا اللبنانية، منذ أيام، نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، عن ليبرمان قوله إنّ "حماس تعمل على بناء بنى عسكرية لها في جنوب لبنان وإن إسرائيل تراقب الموقف عن كثب هناك"، كما نقلت القناة عن مصدر عسكري الصهيوني، آخر قوله إنّ "لدى تل أبيب معلومات بأن حماس تسعى إلى تدشين معامل لإنتاج القذائف الصاروخية في جنوب لبنان، وذلك من أجل تحسين قدرتها على مشاغلة إسرائيل، خصوصاً في حال تقلصت قدرة الحركة على الاحتفاظ بإمكانياتها العسكرية في القطاع".
غير أن المعلقين الإسرائيليين فطنوا إلى أن تصريحات ليبرمان والمصدر العسكري تهدف، ضمن أمور أخرى، إلى تحريض "حزب الله" على حركة "حماس".
وعقّب، معلّق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة، ألون بن دافيد، على تصريحات ليبرمان والمصدر العسكري، قائلاً إنّ "تل أبيب تدرك أنه ليس من مصلحة حزب الله أن تعمل أية جهة في الجنوب اللبناني بشكل يمكن أن يجره إلى مواجهة مع إسرائيل في وقت غير مناسب".
من ناحية ثانية، كان ليبرمان قد جاهر في مقابلة مطولة أجرتها معه صحيفة "ميكور ريشون" ونشرها موقعها، أمس الجمعة، أنّ "إسرائيل تواجه حماس في غزة ذاتها من خلال ثلاث مركبات أساسية". وبحسب ليبرمان، فإنّ إسرائيل تعمد إلى شن عمليات عسكرية تهدف إلى حرمان الحركة من "ذخرها" العسكري، خصوصاً الأنفاق ومعامل إنتاج الصواريخ وغيرها.
كما جاهر ليبرمان بأن إسرائيل تقوم حالياً بحملة دعائية لتحريض الغزيين على الثورة على حركة "حماس" من خلال محاولة إقناعهم بأن انغماس الحركة في أنشطة تهدف إلى تعزيز قوتها العسكرية هو المسؤول عن تدهور أوضاعهم الاقتصادية. ويُفهم من كلام ليبرمان أنه يشير إلى الحملة اليومية التي يشنها مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، بولي مردخاي، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وعمد الوزير الإسرائيلي إلى الادعاء بأن حركة "حماس" أنفقت العام الماضي مبلغ 260 مليون دولار على حفر الأنفاق الهجومية وتصنيع الصواريخ، زاعماً أن إيران قدمت منذ مطلع هذا العام 100 مليون دولار لكل من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في القطاع. وبحسب ليبرمان، فإنّ إسرائيل تحاول إقناع الجمهور الفلسطيني في القطاع بأنه لن يتم إعادة إعمار القطاع والإقدام على خطوات جذرية لتحسين الأوضاع الاقتصادية في غزة بشكل جذري إلا بعد أن توافق الحركة على التخلص من سلاحها، مشيراً إلى معادلة "نزع السلاح مقابل إعادة الإعمار".
ويأمل ليبرمان أن تنجح الإستراتيجية الدعائية في إيجاد تناقض بين "حماس" والجمهور الغزي. لكنّه يقرّ، في المقابل، بأنّه بخلاف ما كانت عليه الأمور في عهد إدارة السلطة للقطاع، فأنّ حركة "حماس" تحظى بدعم قطاعات واسعة من الجمهور الفلسطيني في القطاع وهذا ما يستوجب الاستثمار بشكل كبير في محاولة إقناع الغزيين بالثورة على الحركة.
ويشير ليبرمان إلى مُركّب آخر تعتمد عليه إسرائيل في حربها على "حماس" ويتمثل في التعاون الذي يبديه نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. وبحسب ليبرمان، فإنّ هناك درجة كبيرة من التعاون الذي تبديه القاهرة في الحرب على "حماس"، لافتاً إلى أنّ إسرائيل تضع نظام السيسي في صورة العمليات العسكرية التي تستهدف "حماس"، مستدركاً أن نقل المعلومات للجانب المصري بشأن هذه العمليات يتم بعد تنفيذها وليس قبل ذلك.
إلى جانب ذلك، أكّد ليبرمان أنّ السياسة التي يتبعها نظام السيسي تجاه معبر رفح تتبلور بالتوافق المسبق مع إسرائيل، مشيراً إلى أن فتح المعبر يتم بالتنسيق مع تل أبيب.
من ناحية ثانية، زعمت مصادر أمنية إسرائيلية أنّ "حركة حماس كثفت، أخيراً، من جهودها لتطوير وسائط طيران غير مأهولة لتكون جزءاً من ذراعها الإستراتيجي في المواجهة المقبلة".