دولي
الأوقاف تحذر من مخطط إسرائيلي لتهويد المسجد الإبراهيمي
الاحتلال يستهدف جدار الوعي بعد منع الفعاليات المقدسية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 جانفي 2018
قالت وزارة الأوقاف الفلسطينية، إن المسجد الإبراهيمي (في مدينة الخليل) بات عرضة لمحاولات إسرائيلية حثيثة تستهدف تهويده وتغيير وضعه، من خلال تزوير وقائع متعلقة بوضعه القائم، وذكرت الوزارة في بيان صحفي صدر عنها، الأحد، أن مجموعة من المستوطنين نشرت خلال الآونة الأخيرة فيلما قصيرا على أحد المواقع العبرية؛ يُظهر مشاهد مصورة لغرق منطقة "صحن الحرم" في المسجد بمياه الأمطار، وهو ما نفت الوزارة صحته جملا وتفصيلا.
أشار البيان، إلى أن "الفيلم الإسرائيلي يتضمّن عرض وقائع غير دقيقة حول المسجد، ويدعو لسقفه، بذريعة أن هذا الإجراء سيحميه صيفا وشتاء"، وهو ما عدّته الوزارة "أمرا عار عن الصحة"، وفق تعبيرها، وقالت "ما سيحمي الحرم هو السماح لوزارة الأوقاف بالأعمال التقنية اللازمة من تركيب للأغطية على مصارف المياه وذلك لتعمّد المستوطنين إغلاقها، فضلا عن السماح لها بإجراء الصيانة للمزاريب الموجودة على سطح الحرم والتي تؤدي إلى تدفق المياه، وعدم تصريفها بالشكل الصحيح عبر القنوات الموجودة داخله"، وفق البيان.
وأضافت أن "سقف الحرم بالشكل المطلوب "إسرائيلياً"؛ إضافة لكونه تغييرا في واقع الحرم الحالي وهو أمر مرفوض بشكل كامل ومدان بشكل بات ونهائي، سيكون مضراً بالحرم حيوياً وبيئياً، فهذا الفضاء الموجود تاريخياً هو المتنفس الوحيد للحرم الإبراهيمي؛ لغرفه ومرافقه الكثيرة والمتعددة".
وطالبت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية والثقافية والأثرية، بضرورة العمل على وقف الانتهاكات "الإسرائيلية" الموجّهة ضد المواقع الدينية والتاريخية.
إلى ذلك تواصل قوات الاحتلال الصهيوني تصعيد انتهاكاتها في القدس المحتلة في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، أيضا لم تسلم حرية التعبير والفعاليات ذات الصبغة الثقافية والمجتمعية والإعلامية من سياسة المنع بالقوة والقمع، كما حدث مؤخرا بمنع عقد فعالية إعلامية حول هموم القدس ومعاناة أهلها.
وقال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا خلال ندوة عقدت بالقدس المحتلة: إن "هذه الهجمة على الوعي تستدعي المزيد من اليقظة ورص الصفوف للتصدي لها وإفشالها؛ لأنها وصلت على بعد أمتار من جدار الثقافة والوعي الفلسطيني بهدف دكه وتحطيمه، وعلينا أن لا نسمح لهم بذلك، ورغم جبروتهم وبطشهم الأمني إلا أن محاولاتهم هذه لا بد أن تندحر أمام إرادتنا وعزيمتنا الوطنية الصلبة".
من جانبه، عدّ هاني العيساوي الناشط المجتمعي والأسير المحرر-تم اعتقاله والتحقيق معه- سياسة القمع الاحتلالية مسؤولة عن توتير الأوضاع في القدس وجر المنطقة إلى دوامة من العنف وسفك الدماء، مضيفا أن "الاحتلال المتجبر والمتغطرس والمنتشي بعنجهيته وقوته إثر قرار ترمب، سوف يدفع ثمنا باهظا إذا تمادى في إهانة الفلسطينيين وسلب حقوقهم المشروعة، ولن ينعم بالأمن والأمان من وراء هذه السياسة الحمقاء.
وأكد عدنان غيث عضو المجلس الثوري لحركة فتح أن قرار ترمب أطلق "الوحش القمعي الاحتلالي لافتراس أي نشاط أو فعالية مقدسية تحت ذرائع وحجج واهية بهدف تكميم الأفواه ومنع حرية التعبير"، وتابع "فكما يستهدف الأرض الفلسطينية بالمصادرة وإقامة المستعمرات الاستيطانية، فإنه يزيد من قمعه للوعي والانتماء والهوية الفلسطينية بهدف إفراغ المقدسيين من "جينات" انتماءاتهم الفلسطينية أو التشجيع على تهجيرهم خارج حدود القدس".
وأشار سامر نسيبة عضو الهيئة الإسلامية العليا أن منع فعالية إعلامية وصحفية صرفة تعقد تحت ضوء الشمس إجراء لا يستوعبه العقل السليم، ودليل إفلاس سياسي وتخبط من أذرع دولة الاحتلال الذين لم يعودوا يتحملون أبسط أنواع حرية التعبير الإنساني التي تكفلها القوانين والأعراف الدولية.
ورأى أن هذا دليل على ضعف الاحتلال، وأنه هش رغم تظاهره بالغطرسة والعنجهية والقوة القمعية.
من جانبه، شدد الإعلامي أحمد الصفدي – تم اعتقاله والتحقيق معه – على أن سياسة التصعيد بحق المشهد الإعلامي في القدس زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وخصوصا بعد قرار ترمب، ظنا من الاحتلال أنه يمكنه أخيرا حسم مصير المدينة المقدسة لصالحه، وإنهاء التفاوض حولها إلى الأبد، وذلك من خلال إسكات صوت المقدسيين وإرهابهم بإجراءات القمع والبطش التي تجاوزت كل الحدود.
القسم الدولي